عامل البرد
للكاتبة ساندرا براون
الكاتبة الأمریكیة الشھیرة ساندرا براون ھي مؤلفة العدیــد مـــن الروایات التي تعد من أفضـــل مبیعات نیویورك تایمز. ومن معظم روایاتھا الجدیدة ھي،الارتداد،عامل البرد،الأبیض الحار،وأخیراً مرحباً أیھا الظلام.تعیش ھي وزوجھا في مدینة أرلنكتون بولایة تاكساس.
خمس نساء من بلدة كلیري الجبلیة الھادئة في ولایة كارولینا الشمالیة أصبحن في عداد المفقودات ، ُتر َك شریط ازرق قرب المكان الذي شوھدت فیھ كل امرأة آخر مرة .عادت لیلي مارتن
إلى كلیري لتنھي عملیة بیع قمرتھا.ولكن عندما انزلقت سیارتھا وضربت الرجل الغریب بن تیرني حال خروجھ المفاجئ من الغابة لم یكن لدیھما خیار سوى الانتظار في القمرة لحین انتھاء العاصفة الثلجیة.وعندما طالت ساعات حجزھما تساءلت لیلي أن كان التھدید الأعظم لسلامتھا یأتي من الرجل الغریب الذي ینام بجانبھا ولیس من العاصفة نفسھا.
الفصل الأول
كان القبر دون القیاس ویتوقع للعاصفة أن تاحبر الرقم القیاسي. أكثر بقلیل من عمــق إناء ضحل بعیداً عن الأرض الصلبة ، حفر القبر لملیسنت جن ذات الثمانیة عشر ربیعا ، شعرھا بّني قصیر
وقوامھا لطیف، یبلغ طولھا خمسة أقدام وأربع بوصات، أبلغ عن فقدانھا قبل أسبوع. حفر القبر بشكل كافي لیلائم طولھا. یمكن معالجة زیادة أو قلّة عمق ُھ في الربیع حینما یبدأ الثلج بالذوبان إذا لم یتخلص الزبالون من الجثة قبـل ذلك الحین. أدار بن تیرني نظرهُ من القبر الجدیـد إلى قبور أخــرى في الجوار. زّودت أربعة من تلك القبور بالتمویھ الطبیعي مــن حطــام الأشجــار والعفــن الخضري في الغابة وقد أعارت الطبیعة كـل واحد من تلك القبور
تغّیرات دقیقة للسمات السطحیة لو عرف أن شخصا ما یبحث عنھا.فإذا سقطت أّیـة شجرة على قبر من تلك القبور فأنھا تخفیھ تمامـــا ولا یمكن رؤیتــھ عدا شخص ما یعرفھ بالعین المجردة مثل تیرني.ألقى بن تیرني نظرة أخیرة على القبر
الخالي،الضحل،ثم ألتقط مجرفة عند قدمیـھ وأدار ظھره مبتعدا وبینما كان یقوم بذلك لاحـظ آثار جزمتیھ الداكنتین وقـد تركت على السجادة البیضاء الناجمة عن المطر الثلجي.لم یعر لھا اھتماما أكثر مما ینبغي. وإذا كان ما ادعاه رجال الأرصاد حقیقة
فأن عدة بوصات مــن المطر المتج ّمـد ستغطي آثار تلك القدمین وعند ذوبان الثلج فأن الطین سیمتص تلك الآثار.ومع ذلك لم یتوقف تیرني لیقلق بشأنھا لذلك تعّین علیھ النزول من الجبل الآن.ولقـد تـرك سیارتھ على الطریق تبعد بضـع یاردات من القمة والمقبرة البدیلة.رغم أنھ یتحرك الآن نازلاً بمنحدر مؤثر لا یوجد ھناك ممر یسلكھ خلال الغابة الكثیفة وأن سطح الأرض السمیك
حدد قوة الجر لدیھ ولكن الأرض غیر مستویة وخطرة أكثر من ذي قبل وتكمن خطورتھا بسبب المطر العنیف الذي أعاق بصرهُ ُ◌.ومع ذلك كان یمشي مسرعا وأجبر على أن یسلك مساره بعنایة لیتفادى العثرة. تنبأ رجال الطقس بھذه العاصفة منذ أیام .أن التقاء عدة نظم لھا قوة یمكن أن تخلق أسوأ عواصف الشتاء في الذاكرة الحدیثة . تلقى الناس النصائح والتدابیر الوقائیــة فیمــا یخــص التموین وإعادة التفكیر في خطط السفر حال مشاھدة مسارھا البارز وأن الشخص الأحمق فقط أو شخص ما تجبره أعمالھ أن یراعیھا مثل تیرني ھو الذي یغامر في ھذا الجبل .تحّول الرذاذ الذي سقط في العصر الباكر إلى مطر متج ّمد
مخلو ٍط بالثلج . لسعت كرات الثلج وجھھ كأنھــا وخز دبابیس وھو منھزمـــاً في الغابة . أحنى كتفیھ وآدمیاقتھ فوق أذنیـھ التي تخّدرت ھي الأخرى من البرد. زادت قوة الریح بشكل ملحوظ. وأصبحت الأشجار تضرب بأغصانھا العاریة وتطقطق في الریح العاتیة مثل عصي الإیقاع الموسیقي فسلخـــت أبرھا الدائمة الخضرة وھي تضرب بھا.وقد لسعت أحدى ھذه النبلات الضاربة خّده بسرعة خمسة وعشرین میلا في الساعة خارج المنطقة الشمالیة الغربیة ففّكر ببقایا عقلھ الذي یسجل الحالة الآنیة للأماكن المحیطة بھ تلقائیاً فعرف الأشیاء التالیة: سرعة الریح ، الوقت، درجة الحرارة، الاتجاه بشكل فطري،دلیل اتجاه الریح الساعة،المحرار ومحدد المواقع.وھذه الأشیاء تعطي معلومات وثیقة الصلة بإحساسھ اللاواعي .فطور تلك الموھبة الفطریة إلى مھارة جعلتھ یقضي معظم حیاتھ في العراء لم یفكر في تلك المعلومات المتغیرة للبیئة بإحساس من قبل ولكنھ أصبح یعتمد على قدرتھ لیدركھا حینما یكون بحاجة إلیھا. فھو یعتمد علیھـا الآن، لأنھا تجعل من الصعوبة اللحاق بھ على ق ّمة جبل كلیري
ثاني أعلى قمة جبل في ولایة كارولینا الشمالیة بعـد ق ّمة جبل میتشل وھو یحمل مجرفة ھاربا من أربعة قبور قدیمة وقبر آخر حفر حدیثا.لا یمكن الاعتماد على الشرطة المحلیة في تحقیقاتھم العنیدة ونجاحھم في التعامل مع الجریمة.یعتبر قسم الشرطة في
الواقع نكتة محلّیة.حیث كان رئیس الشرطة من رجال الشرطة السریة في مدینة كبیرة ثم طرد من القسم الذي كان یخدم فیھ .فرئیس الشرطة دوتش بیرتون یقود عصابة حمقى من الضباط السذج ذوي الرتب الصغیرة والذین ینتسبون إلى شرطة المدینة حیث أنھم یرتدون بدلات رسمیة أنیقة مزودة بشارات لامعة وكانوا یضغطون بقوة على المذنبین الذین یرسمون أشیاء ماجنة على حاویات النفایات في المدینة خلف محطة تاحباكــو. ولم یركزوا على خمس دعاوى قضائیة لأشخاص مفقودین بقیت دون حل.وبالرغم من حالات قصورھـم ھذه استنتجوا أن خمـس نساء مــن جالیة صغیرة قد اختفین من جبــل كلیري الودیع في غضون عامین ونصف وكانت تلك أكثر من صدفة في كافة الاحتمالات.
قت الإحصائیات مـــن قبـــل الآخرین حتى الأشد خوفا. إلاّ أنلفّ اختفاء خمس نساء في ھذه المنطقة الجبلیة المتناثرة السكان كــان صاعقاً وبناءاً على
1
ذلك أفاد الرأي العام بأن تلك النسوة الخمس قد تعرضن للعبة حمقاء،وبالتالي فأن إیجاد رفات بشر لیست نفس النسوة ھو مھمة مواجھة السلطات . وسیقـع الشك على الرجل الذي یحمل المجرفـــة في الغابـة مثل تیرني . فھو طائر تحت رادار استطلاع رئیس الشرطة لحد الآن . كان حاسما أنھ بقى كذلك . وفي أحـــدى خطواتھ نقر على الإحصائیة الحیویة للنسوة اللواتي دفــ ّن في القبور على القّمــة. كارولین مادوكس ذات الستة
والعشرون عاما لھا صدر عمیق وشعرھا أسود جمیل وعیون نرجسیة كبیرة . أبلغ عن فقدانھا في تشرین الأول الماضي فھي الأم الوحیدة والمعیل الروحي لطفل مصاب بمرض السّكر . نظفت الغرفـة التي یسكنھا أحد الضیوف في البلدة . كانت حیاتھا تعیسة من الكـدح والتعب من دون توقف . حصلت كارولین مادواحب على وفرة من الراحة والسلام الآن. وكانت لورین إلیوت عزبـاء شقراء وسمینة، تعمل ممرضة في عیادة طبیة . بتسي كالاھان أرملة ربة بیت كانت أكبر سنا من الأخریات. توري لامبرت أصغرھن سنا. كانت الأولى والأكثر جاذبیة أیضا وھي الوحیدة التي لــم تكن من سكان كلیري.زاد تیرني من سرعتھ وھو یحاول تجنب أفكاره الحزینة وقسوة الطقس.بدأ الثلج یغطي أطراف
الأشجار مثل الأكمام.وأصبحت الصخور مزججة بھ.وع ّما قریب سیصبح الطریق المنحدر الحاد أسفل جبل كلیري غیر صالح للمرور فكانت الأولویة بالنسبة لھ ھي كیفیة النزول من ھذا الجبل اللعین.ولحسن الحظ فأن البوصلة لم تخب ظّنھ فخرج من الغابة بمسافة لا تزید على عشرین قدما من المكان الذي دخل إلیھ . لــم یفاجــأ حینما رأى سیارتھ مغطاة بطبقــة سمیكة من المطر الثلجي . وعندما أقترب منھا أصبح یتنفس بصعوبة . تندفع من أنفاسھ ھّبات بخــار في الھواء البارد . كان نزولھ من القمة صعبا ، وربما كان سبب تنفسھ المجھد ودقات قلبھ السریعة ھو حصر النفس أو الإحباط أو الندم . وضع المجرفة في صندوق السیارة . ودخل فیھا وأغلق الباب بسرعة ، تعتبر السیارة بالنسبة لھ الملجأ ألترحیبي من الریح الشدیدة. نفخ یدیھ مرتعشا ومسحھما سویة بشّدة على أمل أعادة الـدورة الدمویة لأطراف أصابع یدیھ. أصبحت القفازات المطاطیة ضروریة ولكنھا لا تحمیھ من البرد أخذ زوجاً من القفازات الكشمیریة المطاطیة المخططة من جیب
معطفھ ولبسھما . أدار مفتاح التشغیل ولـم یحدث شيء . أحنى جسمھ نحو دواسة البنزین وحاول مرة أخرى . لم یسمـــع حتى ھدیر المحرك وبعـــد محاولات عدیدة فاشلة اتكأ على المقعــد ونظــر إلى المقاییس الموجودة في اللوحة متوقعا أن تشیر إلى ما ھو خطأ. أدار المفتاح مرة أخرى ولكن المحرك ظل میتا وصامتا بلا حركة كالمرأة التي دفنت بھمجیــة في الجوار.فقال"تبا"وھو یضرب كلا قبضتیھ الماحبوتین بقفازین على دولاب الاستدارة محّدقاً إلى الأمام، رغم أنھ لا یوجد شيء لیھتم بھ فقد َح َج َب الزجــاج الأمامي للسیارة بلــوح من الثلج بصورة كاملة . فقال وھــو یتمتم تیرني لقد انتھیت.
الفصل الثاني
ّد یسقط في الخارج.ازدادت شدة ألریح. ھنالك شيء متجمـــ
أشــار دوتش بیرتون وھو یزیح الستارة مــن النافذة قائلاً" من الأفضل لنا أن نبدأ في أقرب وقت ممكن.
أنا أحتاج أن أفّرغ ھذه الرفوف القلیلة وبذلك سأكون قد
انتھیت.أخذت لیلي كتباً صلبة الغلاف من المكتبة المثبتة في
الجدار ووضعتھا في صندوق تعبئة.
-أنت تتمتعین بالقراءة دائما عندما أتینا إلى ھنا" . -ذلك عندما كان لدي الوقت لألحق بآخر المبیعات ولا شيء یلھیني ھنا.
" -عدا أنا،أخ ّمن ذلك،أتذّكر عندما كنت أضایقك حتى تضعین الكتاب جانبا وتعیرین لي انتباھا".
-نظرت بطرف عینھا إلى دوتش من المكان الذي تجلس فیھ على الأرض وابتسمت. ولكنھا لــم تتابع ولعھ بالتذّكر كیف قضیا فترة
الراحة في المنتجع الجبلي.فھما یأتیان إلى ھنا في بدایة الأمر لقضاء عطلة نھایة كل أسبوع وعطل للھروب من برامجھما المحمومة . وأتیا مؤخراً إلى ھنا للھروب . كانت تحزم مــا تبقى
من حاجیاتھا الشخصیة لتأخذھا معھا عندما تغادر الیوم.سوف لن تعود. وكذلك دوتش. وستكون ھـذه في الحقیقة آخر صفحة ختامیة كتبت في حیاتھما سویة.تمنت أن تجعل وداعھما خالیا من العاطفة قدر الإمكان بدا مص ّمما على التجوال في مجاز الذاكرة ســوا ًء في ذكریاتــھ عن الأزمنــة الغابــرة التي جعلــت حالتــھ تتحسن أو التي جعلت حالتھا تسوء،لم ترغب أن تشغل بالھا فیھا. لقد طغت أوقاتھما السیئة على الجیدة منھــا بحیث أصبحت كل
ذكرى تفتح جراحاً قدیمة. غّیرت الموضوع إلى ذرائع فقالت " صنعت نسخا من وثائق الغلق. أنھا في ذلك الظرف مع فاتورة ح ّصتك نصف المعروضة للبیع".
-نظر إلى ظرف مانیلا ولكنھ تركــھ ملقى على منضدة البلّوط الخاصــة بالقھوة في المكــان الـذي وضعتـھ فقال"لیس صحیحا أنني حصلت على النصف".
- ت أربعــة أقســام مــن أعلىقالت كنا خلال ھذا یا دوتش ثم لفّ
الصندوق لتختمھا لاعتقادھا بأنھــا ستنھي الجدال بسھولة. -قال لھا " أنت دفعت أجرة ھذه القمرة".
" -لقد اشتریناھا سویة".
-لكن راتبي جعل ذلك ممكنا . لم نستطع أن نشتریھا لي. دفعت الصندوق على أرض الغرفة نحو الباب ثم وقفت وواجھتھ قائلة" كّنا متزوجین عندما اشتریناھـــــا متزوجین عندما اشتركنا
فیھا، متزوجین عندما صنعنا الحب فیھا یا دوتش"---- -قال لھا"متزوجین عندما قدمت لي القھوة صباحا ولا شيء ألبسھ سـوى الابتسامة وتلك البطانیة الملونة "قالھا وھو یذكر
الاتجاه العام للرمیة المدّبرة على ظھر كرسي ذو مسند. "-رجاءا لا تفعل ذلك".
ذلك خ ّط - ي یا لیلي وخطا خطوة مقتربا منھا قائلاً " لا تفعلي ذلك" .
-انتھى قبل ذلك،انتھى قبل ستة أشھر.
"-استطعت أن لا تفعلیھا".
"-استطعت أن تقبلھا".
"-سوف لن أقبلھا".
ذلك اختیارك. توقفت برھة لتأخذ نفسا وخفضت صوتھا قائلة"
ْض َت أن توافق على التغییر
كان ذلك اختیارك دائما یا دوتش . َرفَ
ولأنك لا تستطیع فأنك سوف لن تتغلب على أي شيء". "-أنا لا أرید أن أتغلّب علیك. قال ذلك مجادلا".
سیتعین علیك ذلك.استدارت بعیدا عنـھ وسحبت صندوقاً فارغـــاً كــان أقرب إلى المكتبة وبدأت تمــلأه
3
بالكتب رغم أنھا تولي عنایة بھا أقل من ذي قبل.ھي الآن في عجلة مـن أمرھا لتغادر قبل أن تجبر على قول أشیاء أكثر إیلامــا لكي تقنعھ بــأن زواجھما قــد انتھى أخیرا وإلى الأبد. دقائق عدیدة مـــن الصمت المتوتر لم یاحبره سوى حفیف الریح الما ّرة بالأشجار المحیطة بالقمرة. طرقت الأغصــان على الأطناف بتواتر
متزاید وبقوة أرادتھ أن یغادر قبلھا ، ف ّضلت أن لا یكون ھناك حینما تغادر القمرة.وھي تعلم أنھــا ستكون آخر مرة،فقد یكون لدیھ انصھار عاطفي . كانت تمر بأحاسیس كھذه من قبل ولم ترغب أن تمـر بھا ثانیــة . لم یكن لزامــا علیھـــا أن یكون وداعھما م ّرا وكریھا،ولكن دوتش كان یجعلھ ھكذا بإحیائھ للمشاجرات القدیمة.رغم أن ذلك لم یكن قصده بوضوح. أن أعادة
قولبتھ لھذه المجادلات تؤكد فقط أنھا كم كانت على حق بإنھاء ھذا الزواج.
-عرضت كتابا وھي تقول " أعتقد أن لویس لامور لك. ھل تریده ؟ أم أني سأتركـھ للمالكیـــن الجـــدد ؟"
-قال لھا بكآبة "أنھم یحصلون على كل شيء آخر ."حسنا" فقط أنزعي الأوراق الأخیرة من ظھر الكتاب. - قالت لھ " كان من الأسھل بیع الأثاث مع القمرة سویة.
-لقد تم شراء الأثاث خصیصا لھذه المكان ولا یبدو من اللائق أن یكون في أي بیت آخر.بالإضافة إلى ذلك لا أحد منا لدیھ مجال أضافي.إذن ماذا یتعین على أن أفعل بھ؟أنقلھ كلھ خارج ألقمره
وأبیعھ لأحد ما آخر؟ وأین أخزنھ في غضون ذلك ؟ أنھ جعل الإحساس أكثر لتضمین كل شيء في سعر البیع."أن ذلك لیس ھو القصد یا لیلي".
-عرفت القصد . لم یرغب أن یفكر بغرباء یعیشون في القمرة مستخدمین أشیاؤھما.تاركین لھم كــل شيء سلیم لشخص آخر لیتمتع بھ بدا لھ مثل تدنیس المقدسات،انتھاك الخصوصیة والألفة التي اشتركا بھــــا في ھذه الغرف.
أنا لا یھمني كم یكون ح ّساسا ! أن تبیعي العدة والمجموعة كاملة یا لیلي . لـــف معقول ! كیف یمكنك أن
تتحملي التفكیر بأناس آخرین في فراشنا وبـین ملاءاتنا ؟ كانت تلك ردة فعلھ حینما أخبرتھ عن خططھــا بالنسبة للأثاث. -لازال قرارھا یثیره بوضوح، ولكنھ كان متأخرا جدا بالنسبة لھا لتغیر رأیھا حتى لـــــو كانت مخطئة. أي أنھا لم تكن كذلك.وعندما كانت رفوف المكتبة فارغة ادخرت للوحدة روایة غربیة نظرت فیما حولھا عن أي شيء قد تكون نستھ. تلك الأشیاء المعلبة قالت ذلك وھي تشیر إلى مواد بقولیھ وضعتھا على الحاجز الذي
یفصل المطبخ عن مكان الجلوس. فقالت لھ " ھل ترید أن تأخذھا معك ؟
ھز رأسھ.
-أضافتھا إلى آخر صنادیق الكتب حیث كان ملاناً إلى النصف
فقط.وھي تقول"أدرجت الأشیاء المفیدة في القائمة لتكون منفصلة حینذاك لن یشغل المالكون الجدد القمرة حتى الربیع."عـــــرف دوتش ذلك. كانت تتحدث لتملأ الصمت الذي بدا الحدیث فیھ أثقل وزنا من نفسھا التي أزالتھا من القمرة . وأضافت تقــول، لدي
بعض المواد في الح ّمام سأجمعھا في آخر دقیقة ثم أكون خارج ھـذا المكان سأغلق كل شيء أقفـــل وكمـا أتفق أضع المفتاح في مكتب الدلال في طریقي وأنا خارجة من البلدة".
-كانت تعاستھ واضحة في تعبیره من وضع وقوفھ. أومأ بالموافقة لكنھ لم یقل أي شيء.
-لا یتعین علیك أن تنتظرني یا دوتش. أنا متأكدة أن لدیك مسؤولیات في البلدة".
-سیتولونھا ".
-بالتنبؤ بعاصفة ثلجیة وجلیدیة؟من المحتمل أنك تحتاج أن توجھ سیر المركبات في السوق المركزي قالت ذلك باستھانة."أنت تعرف كیف یقوم كل شخص بخزن مؤونتھ لمواجھة الحصار . دعنا نقول كلمـة وداع الآن ویمكنك الحصول على السبق إلى الجبل".
-سأنتظرك. سنغادر سویة.أفعلي ما تریدین عملھ ھناك . قال ذلك وھو یشیر إلى غرفة النوم سأحمل ھــذه الصنادیق في صندوق سیارتك."رفع الصندوق الأول وحملھ إلى الخارج . دخلت لیلي
إلى الغرفة التالیـة. السریر وقواعد المصابیح اللیلیة مر ّكبة في كل جانب على الحائــط بشكل ملائم تحت السقف المنحــدر.أن
4
الأثاث الأخرى ھي كرسي متأرجح ، طاولة ومكتب فقط.صنعت النوافذ في الحائط البعید . یقـــع المرحاض والحمام الصغیر خلف الحائط مقابل الشبابیــك.وسحبت الستائر مبكرا.كانت الغرفة معتمة أیضا. تفحصت المرحاض.بدت الحمالات الفارغة على القضیب الحدیدي مھجورة.لم تفحص أدراج المكتب. دخلت الح ّمام وجمعت أدوات التنظیف التي كانت تستخدمھا صباح ذلك الیوم، ووضعتھا في حقیبة بلاستیكیة، ثم أغلقت علیھا بزمام منزلق بعد التمعن لتتأكد أنھا لـم تترك شیئــا في خزانة الأدویة ثـــم عادت إلى غرفة النـــوم. أضافـت حقیبة أدوات التنظیف إلى حقیبة سفرھـــا التي ألقتھا مفتوحــة على السریر ثم أغلقتھــا حالمــــا أنظم دوتش إلیھا ثانیة.
-قال بلا مقدمة من أي نوع "إذا لم تكن من أجل أیمي فنحن لا زلنا متزوجین".
-أطرقت لیلي رأسھا إلى الأسفل وھ ّزتھ ببطء فقالت " دوتش لا تدعنا"----
-إذا لم تكن لتلك فأننا سندوم إلى الأبد" .
-نحن لا نعلم ذلك" .
أنا أعلم."وصل إلى یدیھا.بدت باردتین في قبضتھ الحارة.أنا أتح ّمل المسؤولیة كاملة عن كل شيء فشلنا ھو خطأي.لو عالجت
الأمور بشكل مختلف ما كنت لتتركیني.أرى ذلك الآن یا لیلي،أنا عرفت الأخطاء التي ارتكبتھا وكانت كبیرة.غبي.أعترف بذلك.ولكن،رجا ًء،أعطیني فرصة أخرى."یمكننا أن لا نعود إلى الطریق الذي مشیناه من قبل.
-تبا دوتش،لم نكن متشابھین منذ التقینا. ألا تدرك ذلك ؟لا یمكن لأحد أن یغّیر ما حــدث.ولكنھ غیرنا ".
-فھم ذلك. فقال"أنت على حق، الناس تتغیر.أنا تغیرت منذ الطلاق.وانتقلت إلى ھنا متخذا ھذه الوظیفة. كانت كلھا جیدة لي یا لیلي، أدرك بأن بلدة كلیري بعیدة عن مدینة اطلآنطا ولكنني حصلت على شيء ما لأبني ھنا قاعدة صلبة. أنــھ بیتي والناس یعرفونني وكلھـــم أقربائي.أنھم یحبونني ویحترمونني". -ذلك عجیب یا دوتش.أریدك أن تنجح ھنا.أتمنى لك ذلك من كل قلبي." ھي فعلت بالحقیقة وأرادت لـــھ النجاح ،لیس لقصده فقط ولكن لھا أیضا . حتى أعاد دوتش ثقتھ بنفسھ كشرطي جید،وخاصة في عقلھ سوف لن تكون متحررة منھ كلیا.سیبقى معتمدا علیھا لیحترم ذاتھ حتى یثق بنفسھ وعملھ مرة أخرى
منحتھ الجالیة الصغیرة لمنطقة كلیري فرصة وتمّنت من الله أن یعمل عملا حسنا.
-قال مندفعا"سیرتي،حیاتي ، كانت بدایاتھا نقیة . ولكن لا یعني ذلك أي شيء إذا لم تكن ھي جزءا منھا." وقبل أن تتمكن من إیقافھ طوقھا بذراعیھ وسحبھا إلیھ بشدة . وتكلّم بإلحـاح في أذنھـــــا مباشرة قائــلاً" قولي بأنك ستعطیننا فرصة أخرى.حاول أن یقبلھا ولكنھا أدارت رأسھا جانبا قائلة."
-دوتش أبعد عني ." إذا كنت تغفل من نحن ، فسوف نعــــود إلى حیث بدأنا . لو أمكننا نسیان كل الأشیاء السیئة لعدنا إلى الطریق الذي كنا فیھ. لیس بإمكاننا أن نرفع أیدینا الواحد عن الآخر أتتذكر؟
-حاول مرة أخرى أن یقّبلھا ،وھذه المرة حاول أن یطحن شفتیھ على شفتیھا بإلحاح.أوقفتھ ودفعتھ بعیدا. تراجع خطوة. كان صوت أنفاسھ عالیا في الغرفة فقال ما زلت لا تسمحي لي أن ألمسك .
-قاطعت ذراعیھا على منتصف جسمھا وحضنت نفسھا وقالت"
سوف لن تكون زوجي بعد الآن" .
سوف لن تغفري لي ألیس كذلك ؟" صاح بغضب" لقد استخد ْم ِت ما حدث لأیمي كعذر لتطلقیني ، ولكن لم یكن ذلك
السبب الحقیقي على أیة حال ، ألیس كذلك ؟
-أذھب دوتش أترك قبل كل شيء"-----
-قال لھا باحتقار" قبل أن تفقدي السیطرة ؟
-قبل أن تخزي نفسك.أدارت ظھرھا عن حملقتھ الخبیثة ثم أشاحت بوجھھا بعیدا عنھ وبسرعة . لقد وسم من الغرفة . أمسك بالظرف الموجــود على منضدة القھوة وأنتزع معطفھ وقبعتـھ من
كلالیب قرب الباب. ومن دون أن یستغرق وقتا لیلبسھما، أغلق الباب خلفھ بعنف وھو یحدث جلبة في ألواح زجاج الشبابیك وبعد ثوان سمعت محرك السیارة البرونكو دار وأخــذ الحصى یتناثر أسفل إطاراتھا الكبیرة وانقشر بعیداً وغاصت في حافة السریر ،
وغ ّطت وجھھا بیدیھا.أنھما مصابان بالبرد ویرتجفان. والآن انتھى ذلـــــك
5
أدركت أنھا لیست غاضبة ومخیبة بل خائفة.أن دوتش ھذا ذو مزاج زناد الشعر.لم یكن الرجل الجذاب الذي تزوجتھ . على الرغم من أدعائھ بأنھ سیجعلھا بدایة جدیدة ، بدا یائسا . ترجم الیأس إلى تخویف، فالمزاج الزئبقي یتغیر.
كانت خجلة تقریبا بسبب شعورھا بالارتیاح لدى معرفتھا بأنھا سوف لن تراه ثانیة . وقد انتھى في نھایة المطاف. أصبح دوتش بیرتون خارج حیاتھا . منھكة من الصدام،عادت مستلقیة على السریر وقد وضعت ساعــدھا فوق عینیھا كانت مستیقظة من صوت كرات المطر الجلیدیة وھي تضـرب السقف المصنوع من الصفیح.أن جولاتھا مع دوتش تركتھا منھكة دائما . لابد وأن أخذ
الصــدام المتوتــر بینھمــا في الأسبــوع الماضي مقــداراً كبیراً من الضریبة عندما كانت في بلدة كلیري لإنھـاء بیــع القمــرة أكثر مما كانت تدرك ذلك.وبعد ھذه المرة الأخیرة أغلق جسدھا
تفكیرھا وسمح لھا بالنوم.نھضت وھي تمسح ذراعیھا من البرد أصبحت غرفة النوم مظلمة جداً بالنسبة لھا لتقرأ حتى ساعة معصمھا.نھضت وذھبت إلى الشباك وسحبت حافة الستارة.
سمحت لنفسھا ببصیص من الضوء لكنھ كان كافیا لترى ساعتھا . لقد باغتھا الوقت . كانت تغ ّط في نوم عمیق خالیاً من الحلم ولكنھ في الواقع لم یكن طویلاً جدا.ً مظلما كثیرا كمــا توقعتھ أن یكــون بعد ذلك.أحدثت السحب الواطئة التي لفّت ق ّمة الجبل ظلاما دامساً قبل أوانھ بشكل مخیف وأصبحت الأرض مغمورة بطبقة من المطر الثلجي المبھم توا.ً واستمــر الثلج بالھطول ممزوجا بالمطر المتج ّمد كما أسموه رجـال الأرصاد بحّبــات الثلج التي تبدو أكثر تھدیدا من أقربائھـا الممزقین .غ ّطـت الثلوج أغصان
الأشجار في وقت مبكر بأنابیب من الجلید حیث أخذت تزداد سمكا بشكل لا یمكن إدراكھ. ضربت الریح العاتیة ألواح زجــاج الشبابیك . بدت غیر آبھة بھا حین ق ّضت مضجعھا .فقد یكلفھا ذلك الخطأ حرمانھا من رحلتھا إلى الطریق الجبلي .من المحتمل أن یكون الطقس عامــلاً مؤثراً في قیادتھا للسیارة لمسافة
طویلــة حتى بعد أن تصل إلى بلدة كلیري عائدًة إلى أطلانطا حیث طلبت نقل عملھا ھناك وكانت متلھفة للوصول إلى البیت، لتعود وتواصل حیاتھا الرتیبة المملّة.أن مكتبھا یغـص بالمعاملات والبریـــد الالیكتروني والمشاریع والكــل اكتشفتھ الآن ، تغیرت معاملة سكان البلدة تجاھھا ببرود ملحوظ.تأملتھ كم كان عدوانیا حینما غادر الغرفة وكان الوقت بالنسبة لھا قـد تجاوز حدوده لتغادر أرضھ . حملت حقیبة سفرھا من الغرفة الأمامیة بسرعة
ووضعتھا بجانب الباب ثــم فتشت القمرة للمرة الأخیرة بسرعة لتتأكد بأن كـل شيء مطفئ ولـم یبــق مــن حاجیاتھا أو حاجیات دوتش شیئا منسیا . لبست معطفھا وقفازیھـا وفتحت الباب الأمامي وھي مطمئنة بأن كل شيء سار على ما یرام. ضربتھا الریح بقوة استلّت منھا نفسھـا . وحالما وضعــت قدمیھا على الرواق،لسعت وجھھا كرات الثلــج. احتاجت أن تحجب عینیھا عنھا، لكن الظلام كان حالكا لكي تلبس نظاراتھا الشمسیة الواقیة، انحرفــت عن اتجاه المطر الثلجي،وحملت حقیبة السفـر إلى السیارة ووضعتھا على المقعد الخلفي.عادت ودخلــت القمرة واستخدمت علبة الاستنشاق أن تنفسھا للھواء البارد یمكن أن یآدملھا نوبة الربو . وقد تساعدھا علبـــة الاستنشاق على منع ذلك.ولـم تستغرق وقتا طویلاً حتى للمرة الأخیرة.نظرت ھنا وھناك بتوق إلى الماضي سحبت الباب وأغلقتھ وأقفلت مزلاجاً میتا بمفتاحھا.كانت سیارتھا باردة من الداخل كالثلاجة أدارت المحرك ولكن كان علیھا أن تنتظر جھاز الإذابة لكي یصبح دافئا قبــل أن تتمكــن مــن الذھـاب إلى أي مكــان. فقد حجب الزجاج الأمامي بالثلج بصورة كاملة. كّورت معطفھا حولھا أكثر.دفنت فت تنفسھا بانتظام.كانت أسنانھاأنفھا وفمھا في یاقتھ وكثّ
تصطفق وھي تتنفس بھدوء.ولم تستطع السیطرة على ارتجافھا أصبح ھواء جھاز الإذابة في السیارة دافًئاً بما یكفي لإذابة الجلید على الزجاج الأمامي للسیارة في النھایة إلى النصف حیث یمكن لماسحات الزجاج أزاحتھ .لم یستطیعا أن یجاریا حجم المطر المتج ّمد . أصبحت رؤیتھا محدودة جداً لكنھا لم تأخذ بالتحسن حتى تصل إلى المنخفضات . لم یكــن لدیھـا خیار سوى أن تسلك طریق لوریل الجبلي المتعرج .كان ذلك مألوفاً بالنسبـة لھـا ،ولكنھا لم تكن تقــود السیارة علیھ عندما كان مغطى بالثلج.
اتكأت إلى الأمام على دولاب الاستدارة وھي تحّدق في الزجـاج الأمــامي المغطى بالثلج وتمد رقبتھـا لترى
6
ما خلف غطاء المحرك . احتضنت الكتف الأیمن والحاجز الصخري على الطریق المتعرج وھي تعلم أن في الجانب المعااحب من الطریق منحدرات عمودیة . تمالكت نفسھا وقطعــت تنفسھا عنــد المنعطفـات . كانت أطراف أصابع یدھا باردة جـداً وخدرانــھ داخل قفازیھــا ولكــن كانت راحتي یدیھــا مبللتین بالعــرق عندما أمسكت بدولاب الاستدارة . التوتر جعل رقبتھا وعضلات كتفیھا تحترق . كبر تنفسھا الملھوف بشكل غیــر متساوي. وھي تأمل أن تح ّسن رؤیتھا، مسحت زجاج السیارة الأمامي بكّمي معطفھا،ولكن كل ما أنجز من ذلك أعطاھا رؤیة الدوامة المشوشة الناجمــة عن المطر الثلجي بشكل أوضح ثم وثب أمامھا على الطریـق من الحاجــز المش ّجر في ممــ ّرھا مباشرة ھیئة إنسان . وضغطت بشكل معااحب على دواســة
الموقف وھي تتذّكر بشكل متأخر جداً خطر استخدام الموقـف بشكل مفاجئ على الطرق الثلجیة. دخلت السیارة في منزلق وشاھـــدت بواسطة مصابیح السیارة الرئیسیة تلك الھیئة وھي تقفز إلى الـوراء في محاولــة للابتعاد عــن طریقھا وأقفلــت الإطارات بشكل نھائي فانزلقت السیارة وھي تتجاوز تلك الھیئة فتأرجحت النھایة الخلفیة للسیارة بعنف وشعرت لیلي بالارتطام في المصد الخلفي الواقي لسیارتھــا . حیــن أدركــت بأنھــا ضــربت الإحساس الغارق في معدتھا . كانت تلك آخر فكرة مقرفة قبل أرتطام السیارة بالشجرة
7
الفصل الثالث
انتشرت الحقیبة الھوائیة للسیارة وصفعتھا في وجھھا وأطلقت سحابة خانقـــة من المسحوق الــذي مــــلأ السیارة من الداخل . َسھا بشكل غریزي لتجّنب استنشاق السحابة. أن حزامَحَب َست َنفَ
َِصدر
الأمان َم َس ھا.أدھشھا عنف الصدمة في َكھـــا بقّوة مـن
القسم البعید من عقلھا . كـان ھذا الاصطدام معتدل نسبیا لكنھ تركھا مذھولة. قامت بجرد ذھني لأجزاء جسمھا وحددت أنھ لا یوجد ألم في أي مكان. أنھــا كانت مھزوزة فقـط. ولكن الشخص الذي ضربتھ.... یا إلھي" !
ضربت الكیس الھوائي الفارغ لتبعده عن طریقھا،وحلّت حزام الأمان ودفعـت الباب لتفتحـھ. فقـــدت توازن قدمیھا ومالت إلى الأمام عندمـا اندفعت مذعورة إلى الخارج ، ضربت بعقبي مرفقي ــط المكسو بالثلج بقّوة، كما فعلت ذلك بركبتھایدیھـا الطریق المبلّ
الیمنى . كانت تؤلمھا كالجحیم. استخدمت جانب السیارة لتتكئ علیھ،فعرجت إلى مؤخرة السیارة وھي تحجب عیناھا من الریح بیدیھا،شاھدت وجھ إنسان ورأسھ منتصباً فقط وصندوق السیارة
الخلفي على كتف الطریق الضیق فعرفت من جزمتیھ أن الضحیة ذكرا. كما لو أنھا تتزلج على الرصیف الذي یشبھ الزجاج إلى حد بعید، شق وانحنـت إلى الأسفل.كانــت قبعتــھ ّت طریقھا إلیھ
مسحوبة إلى الأسفل على أذنیھ وحواجبھ.وعیناه مغمضتان وقد اكتشفت أنھ لا توجد حركة في صدره تــدل على أنھ یتنفسَ.نَب َشت تحت وشاح یرتدیھ حول وأسفل رقبتھ وتحت بلوز ذي رقبة فج ّست نبضھ . شعــرت بنبضة واحدة ثم ھمست قائلة"شكرا Ϳ،شكرا Ϳ.لكنھا لاحظت بعد ذلك بقعـة سوداء منتشرة على الصخرة تحت رأسھ . وبینما ھ ّمت برفع رقبتھ لتبحث عـن مصدر
ذلك النزف ، تذكرت أنھ لا یجوز تحریك الشخص المجروح برأسھ.ألم یكــن ذلك القانون صارما في الإسعــاف في الحالات الطارئة ؟ فربما یكون لدیھ إصابة في العمود الفقري والذي قد
یسبب تفاقم الخطر عند تحریكھ ویؤدي بھ إلى الموت.لیس أمامھا خیار لتقّرر مدى حجم الإصابة في الرأس.وكانت تلك الإصابة ّطخت ذلك وھي لم تستطع أن تراھا ؟مرئیة. وكم من الإصابات ل
نزف داخلي ـ ضلع ثقب الرئة، عضو ممزق، عظام ماحبورة . لم تكن تحب منظر الزاویة الصعبة التي كان ممددا علیھا كما لو كان ظھره منحنیا إلى الأعلى.وقفت واستدارت إلى الوراء نحو سیارتھا وھي تقول " یجب أن تحصــل على إسعـاف . فورا. استطاعت أن تحصل على ھاتفھا الخلوي لتخبر الرقم ٩١١ لم تكن خدمة الھاتف الخلوي معولا علیھـا دائما في المناطق الجبلیة ولكن ربما أوقفھا أنینھ.أخرجت قدمیھ بسرعة من تحت بدنھ . ركعت بجانبھ ثانیة.رفّت عیناه مفتوحة ونظر إلیھا.لقد رأت مثل تلك العینین مــرة واحدة من قبل.فقالت"تیرني؟ فتح فمھ لیتكلم ثم نظر كما لو أنھ أراد أن یتقیأ.اصطكت شفتاه سویة . أبتلع ریقھ عدة مرات،ما یحتویھ من الحافز.أغمض عینیھ ثم فتحھا مرة أخرى فقال لھا "ھل كنت مصدوما ؟." أومأت قائلة" باللوحة الخلفیة المربعـة كما اعتقد " ھل تشعر بالألم ؟ "وبعد دقائق من التخمین قال "بكل مكان ".
-قالت أن مؤخرة رأسك تنزف ولا أستطیع أن أخبرك كم ھي سیئة. لقد وقعت على الصخرة.وأنا خائفة أن أحركك.بدأت أسنانھ تصطفق . أ ّما أنھ أصیب بالبرد أو بصدمة . كان في حالة سیئة فقالت لھ"جلبت معي بطانیة في السیارة سأعود حالا."وقفت ووضعت رأسھا عاحب اتجاه الریح وعادت مجھدة إلى سیارتھا تساءلت ماذا كان یفكـر على الأرض لكي یھاجــم خارجــا مــن
الغابــة مثل ذلك ؟ وعلى منتصف الطریق مباشرة.؟" ماذا كان یعمل ھنا ماشیا على قدمیھ في عاصفة شتویة ، في أول مكان ؟ أن غطاء الصندوق الذي تحرر من لوحة المقاییس لا یعمل،وذلك
ممكنا بسبب عطل المنظومة الكھربائیة أو ربما تج ّمد الغطاء مغلقا.فصلت مفتاح التشغیل من منظومة الاشتعال وأخذتھ معھا إلى مؤخرة السیــارة كما أنھا خافت لأن القفل أصبح مزججا.تلمست مسارھا إلى كتف لطریق وتناولت أكبر صخرة أمكنھـا أن تمسك بھــا لتاحبر الجلید . في مثل ھذه المواقف الاضطراریة أقترح النـاس أن یجربوا ھجمة الأدرینالین وھو xxxxمتبلمر أبیض یحتوي على الكضرین ویستخدم كمنبھ للقلب.حیث یسبغھم بعزیمة الإنسان القوي
لم تشعر بمثل ھذا الشيء من قبل كانت تلھث ومنھكة من الوقت الذي قضتھ بإزاحة الجلید بعیدا لكي ترفع
غطاء صندوق السیارة.أزاحت صنادیق التعبئة جانبــا فوجدت بطانیة الملعب وھي محفوظة داخل حقیبــــة
بلاستیكیة وقد أقفل علیھا بزمام منزلق.كانا ھي ودوتش یأخذانھا إلى ألعاب كرة القدم الأمریكیة لتجنبھما
8
برودة الخریف ولكنھا لا تنجیھما من العاصفة الثلجیة إلا أنھا افترضت أنھا أفضل مـن لا شيء.عادت إلى الشكل البشري الملقى على الأرض.كان ممددا كما لو أنھ میتا.أرتفع صوتھا بشكل مرعب فقالت سید تیرني
-فتح تیرني عینیھ قائلا" أنا ما زلت حیا".
-قالت لھ أنا آسفة،قضیت وقتا صعبا لأفتح الصندوق أستغرق وقتا طویلا جدا.نشرت البطانیة فوقھ فقالت ھذه لن تكون مساعدة كبیرة ، أنا خائفة ٍسأجرب"-----
-وفري اعتذارك. ھل لدیك ھاتف خلوي ؟
تذكرت منذ الیوم الذي التقیا فیھ بأنھ یطلق علیھ الرجل الحنون. رائع ، أن ذلك لم یكن وقت لعب بطاقـة
المساواة بین الجنسین.أخرجت ھاتفھا الخلوي من جیب معطفھا وأدارتھ نحوه،وأستطاع أن یقرأ الرسالة " لا توجد خدمة." -قال كنت خائفا من ذلك. حاول أن یدیر رأسھ، جفل ولھث وثّبت فكیھ لمنع أسنانھ مــن أن تصطك وسأل" ھل یمكن قیادة سیارتك ؟"
ھ ّزت رأسھا. كانت معرفتھا عن السیارات محدودة،ولكن عندما یكون غطاء المحرك أشبھ بعلبــة صــودا مكّومة فمن المعقول أن
تفترض بأن السیارة عاطلة.
-بذل جھد لینھض قائلا" حسنا، لا یمكننا البقاء ھنا ولكنھا ضغطت یدیھا على كتفھ.
-من الممكن أن یكون ظھرك ماحبورآ،إصابة في العمود الفقري."أنا لا اعتقد أنك یجب أن تتحرك".
-أنھا مخاطرة،نعم.ولكن أما ذلك أو الأنجماد حتى الموت . سأقامر. ساعدیني على النھوض.مد یده الیمنى وشبكتھا بأحكام كما أنھ كافح لكي یجلس . ولكنھ لم یستطع أن یبقى منتصبا. أنحنى إلى الأمام من خصره ووقع علیھا بقوة . أمسكت لیلي بھ على كتفھا وحملتھ إلى ھناك وأعادت وضع البطانیة حول كتفیــھ . ثم أعادتھ تدریجیا إلى أن أصبح في وضع الجلوس.ظل رأسھ منحنیا إلى الأسفل فوق صدره والدم یقطر من قبعة البحار الضیقة التي یلبسھا وسال حول شحمة ألأذن ثم أصبح یقطر من أسفل
فكھ.
-ضربت على خده برفق قائلة" تیرني" !
-رفع رأسھ ولكن عیناه ظلت مغمضتین فقال" أعتقد. أعطیني دقیقــة . مصــاب بالدوار كالجحیم ." تنفس من أنفھ بعمق وھو یزفر من فمھ وبعد برھة فتح عینیھ وأومأ قائلا " مـــــن الأفضل أن نتعاون سویــــة لكي أقف على قدماي ؟ خذي كل الوقت الذي تحتاجینھ.
-لیس لدینا متسع من الوقت . كن خلفي وضع یدیك تحت ذراعاي. حررتھ بحذر وحین أصبحت متأكدة من أنھ یستطیع أن یبقى منتصبا. أزالت من خلفھ حقیبة ظھره.
-نعم ھكذا ؟
-كنت ممددا بوضع صعب. أعتقد أن ظھرك كان ماحبورا. -سقطت على حقیبة ظھري ومن المحتمل أنھا أنقذتني من ألإصابة باحبور في الجمجمة".
-أرخت أشرطة الحقیبة من كتفیھ ولھذا استطاعت أن تعطیھ أفضل استناد فقالت " متى تكون جاھزا.
-أعتقد أنني أستطیع الوقوف. أنت ھنا فقط لتمنعینني من السقوط عندما ابدأ بالسقوط إلى الخلف. حسناً ؟
وضع یدیھ على جانبي وركیھ ورفع نفسھ إلى الأعلى. بذلت لیلي جھداً أكثر في مراقبتھ مــن السقـــــوط. بذلت جھد عظیم
عندما كان یرفع نفسھ حتى وقف ثم سندتھ فقال"شكرا أعتقد أنني الآن في وضع جــــید مد یده تحت معطفھ وحینما سحبھما كان یحمل ھاتفا خلویا مثبتا على حزامھ بوضوح. نظر إلیـــھ مقطبــاً جبینھ.قرأت كلمة لعنة على شفتیھ.لم یحصل على خدمة أیضـا. فتحرك نحو حطام السیارة قائلا"ھل ھناك شيء في السیارة یتوجب علینا إعادتھ إلى القمرة ؟"
-نظرت لیلي إلیھ بدھشة قائلة ھل تعرف شیئاً عن قمرتي ؟ -أطبق سكوت ھامر أسنانھ ضد الإجھاد***** .
-ھناك تقریبا یا ولدي. یمكن أن تفعلھا مرة أخرى". -ارتجفت ذراعي سكوت بجھد.انتفخت العروق إلى مدى خیالي.تدحرجت حبات العرق منھ وھي تقطر من منصة الوزن على حصیرة الجمنازیوم. فألقت رذاذا ناعما على المطاط.
9
-قال وھو یئن " لا استطیع أن افعلھا ثانیة.
-نعم تستطیع أعطني مئة وعشرة بالمائة".
-رد صدى صوت وز ھامر في ملعب الجمنازیوم للمدرسة الثانویة.كانت بنایة المدرسة خالیة ما عدا ھما. سمح للآخرین بالذھـاب إلى بیوتھــم قبل أكثر مــن ساعــة.وكان یتطلب من سكوت البقاء طویلا بعدمـــا
صرفت الصفوف،طویلا بعدما ذھب كل الریاضیین الآخرین بعد انتھاء أعمالھم المدرسیة كما نظمــت من قبل مدربھم وز. قال لسكوت" أرید أن أرى أقصى جھود تبذل".
شعر سكوت بأن أوعیتھ الدمویة على حافة الانفجار . رمش عرقا من عینیھ وزفر عدة مرات من فمـــھ، رش البصاق.أمسكت رجفات الإجھاد بعضلاتھ ذو الرأسین وذو الثلاثة رؤوس . ویبــدو أن صـــدره على وشك الانفجار . لم یدعھ أباه أن یتوقف حتى كبس٤٢٥ باون أكثر من وزن سكوت نفســـھ مرتین . كان خمس
فئات من الممثلین ینظمون الأھداف لھ الیوم.كان والده كبیرا على تنظیم الأھداف.حتى أنھ كان أكبر على انجازھا.
-قال وز بنفاذ صبر" توقف عن اللف ھنا وھناك یا سكوت. -لیس أنا" .
-تنفس . أرسل ألأواحبجین إلى تلك العضلات. یمكنك أن تفعل ذلك".
-تنفس سكوت بعمق.ثم زفر الھواء في ملابسھ الداخلیة القصیرة.ھو یطلب المستحیل من عضلات ذراعیھ وصدره. -قال والده" تلك ھي. رفعتھا بوصة أخرى وربما اثنان. -رباه، أرجوك أن تدعھا لتكون اثنان.
-أعطني جھد أضافي آخر. دفعة أخرى، یا سكوت.
بشكل تلقائي خرج ھدیــر صوت منخفض من حنجرتــھ وھو یستجمــع كل قوتــھ في ذراعیھـا المرتجفین ولكنھ رفع قضیب الوزن إلى الأعلى بوصة أخرى. بما یكفي لیقفل مرفقیھ بجزء من الألف مـــن الثانیــة قبل أن یصل والده النھایة ویشیر إلیھا بأقواس . نزلت ذراعي سكوت إلى جانبیھ میتة . ھبط كتفیـھ على منصة الوزن ورفع صدره لیعید تنفسھ مرة أخرى وجسده یرتعش كلیا من التعب.
-عمل جید. سنحاول غدا على ستة.
ناولھ وز منشفة قبل أن یستدیر ویتحرك إلى مكتبھ عندما بدأ جرس الھاتف یرن. فقال" أنت تأخذ ح ّمــام وأنا سآخذ ھذه وبعدھا
أبدأ بالأقفال.
سمع سكوت والده یرد على المنادي بعنف قائلا" ھامر" ثم سأل ماذا تریدین یا دورا ؟ في نغمة استنكـار یستخدمھا دائما مع والدة سكوت.
جلس سكوت ومرر المنشفة وھو یمسح وجھھ ورأسھ . كان معّنفا ومنھك القوى جدا . خائفــــاً حتى من المشي إلى غرفة
الخزانات.فالوعد الذي قطعھ لیأخذ ح ّمام حار فقط ھو الذي جعلھ
یترك المقعد.
ناداه وز من باب مكتبھ المفتوح قائلا " كانت تلك أ ّمك " كان المكان غیر مرّتب بحیث لا أحد یستطیع الدخول عدا الجريء
الشجاع فقط.وعلى المنضدة أكوام من المعاملات التي عّدھا وز مضیعة للوقت ولذلك فقد تجّنب عملھا لأطول فترة ممكنة. الجدران
مغطـاة بمناھج الفصول للعدید من الفرق الریاضیة.وقد ملأ تقویم شھرین بالكتابـة الھیروغلیفیـــة التي لا
أحد یستطیع أن یقرأھا سواه . وثبت بشریط على الجدار خریطة طبوغرافیة لبلدة كلیري والمنطقـــة التي تحیط بھا . كانت أماكنھ المفضلة للصـــید البري وصید الأسماك مضللة بقلــم تأشیر أحمـر
وقـــف رئیس المدربین وز ھامر بفخر في منتصف الصف الأمامي في الصور المؤطرة لفریق كرة القدم للسنوات الثلاث الماضیة.
-قالت أنھا تبدأ بالمطر الثلجي. یا سكوت تحرك إلى الأمــام . كانت رائحة غرفة الخزانات لاذعة ومألوفــة بالنسبة لسكوت حتى أنھ لم یعد یشعر بھا.اختلطت الرائحة النتنة بالرائحة الكریھة لعــرق شاب مراھــــق جوارب قذرة وأحزمة وقایة . كانت الرائحة واسعة الانتشار جدا ویبدو أنھا تشربت بالجص الفاصل بیـن
10
أحجار القرمید في غرفة الحمام.فتح سكوت الحنفیات في أحد المقاعد بینما كان ینزع قمیصھ. نظر من فوق كتفھ إلى المرآة وقطب وجھھ من تفشي حـب الشباب في ظھــره . دخل الح ّمام
وأدخل ظھــره في الرذاذ ثم حك بشّدة ما أستطاع أن یصل إلیھ بواسطة الصابون المضاد للجراثیم.كان یغسل فرجھ حینمـا ظھر أبوه حاملاً منشفة فقال"
-ھذه لو أنك نسیت أن تتناول واحدة".
-قال سكوت شكرا . وأزال یدیھ من أعضائھ الخاصة وراح یدلك أبطیھ.
-أنزل وز المنشفة من القضیب خــارج الكشك وأومـــأ إلى فرج أبنھ سكوت قائلا.أنت تحذو حـذو رجلك العجوز قالھا بضحكة خافتھ.لا داعي بأن تخجــل مــن شيء حول ذلك العضو."كره
سكوت ذلك عندمــا حاول أبوه أن یكون ودودا معھ بالتحدث عن الجنس.مثل ذلك كان موضوع یموت سكــوت فعلا قبل أن یبحثھ معـــھ مثلما تمتع ھو بالإساءة المبطنة والغمزات الإیحائیة.
-قال سكوت" لدیك أكثر مما یلزم لإبقاء صدیقاتك في سعادة یا أبي".
-قال وز بابتسامة "فقط أنھا لا تجعل المرء سعید جدا.ستقع في شباك أحدى الفتیات المحلیات التي تتوقع أن تكون مرغوبة. أنھن لا یتفوقن على تحایل الرجل. ذلك ینطبق على أیة أنثى التقیت بھـا
فیما مضى . لا تثق بالفتاة التي تھتم بتحدید النسل . قالھا وز وھو یھز إصبع السبابة ، رغم أن ھـذه كانت محاضرة جیدة لم یسبق لسكوت أن خضع لتلك منذ سن البلوغ.أغلق سكوت الحنفیات وتناول المنشفة ولف أتجھ إلى خزانتھ لكن ّھا حول وركیھ.
أباه لم ینتھ بعد .
-شبك یدیھ حول كتفي سكـوت المبللین وجعلھ یلــف فقال لھ"أمامــك سنوات من العمل الصعب قبــل أن تذھب إلى أي مكان ترید.أنا لا أریدك أن تجعل أحدى الفتیات حبلى وتدمر كل خططك ."
-سوف لن یحصل ھذا.
-قال وز لسكوت"تأكد أن ھذا لن یحصل."ثم أعطاه وز دفعـة حنونة باتجاه خزانة ملابسھ قائلا " البس ملابسك". وبعد خمس دقائق أقفل وز باب الجمنازیوم خلفھمـــا مؤمنـا البنایة من اللیل .
فقال"غدا أي شيء في الرھان خارج المدرسة." ھو أشار إلى ذلك . كــان المطر الثلجي المتقطع قد بدأ بالھطول مع مطر حزین یتج ّمد بسرعة فوق أي سطح.
كن حذرا عندما تخطو . لقد أصبحت ملساء الآن". شقا طریقھما بحذر إلى موقف سیارات الكلّیة،حیث كان موقف
سیارة أمثل فیھ محجوز لمدیـر ریاضیي مدرسة إعدادیة كلیري موطــــــن الأسود المقاتلــة الأمریكیة . كافحت ماسحات زجاج السیــارة المطـر المتجمد بجھد على الزجاج المعالج
حراریا.ًأرتجف سكوت داخل معطفھ ودفع بقبضتیھ عمیقا في جیوب مب ّطنھ بالفانیلا.طفحت معدتھ بصوت فقال" أتمنى أن تكون أمي قد أحضرت العشاء جاھزا.
-یمكنك تناول المقبلات في الصیدلیة".
-أدار سكوت رأسھ بسرعة ونظر إلى وز.
-ظلت عینا وز تراقب الطریق فقال" سنقف ھناك قبل أن نذھب إلى البیت.
غاص سكوت عمیقا في مقعده وسحب معطفھ حولھ وأخذ یحــد في الزجاج الأمامي بمزاجھ عندما كانا یتحركان على الشارع الرئیسي.ھناك علامات إقفال في أكثر شبابیك المخازن.لقد غادر أصحاب المخازن
مبكرین قبل أن یدخل أسوأ جو إلى الداخل.ولكن لا یبدو أن احدھم غادر إلى البیت مباشرة.كانت حركة سیر المركبات مزدحمة وخاصة حول سوق البقالین الذي مازال مفتوحا ویقـوم بأعمال
سریعة.كـان ھذا مسجلا لدى سكوت على المستوى اللاشعوري.حتى وقف أبــوه أمــام أشارة المــرور في أحــد الشوارع الرئیسیة.كان یحدق بنظرة خالیة مــن التعبیر إلى المطـر الذي یرش الشباك عندما أصبحت عیناه تركــز على
النشرات متابعة إیاھا إلى العمود المرفق قائلا" ضاعت".وكان أسفل ذلك المقال الافتتاحي المطبوع بالحـبر الأسود الغامق صورة لملیسنت جــن تلاھا وصـف شخصي دقیق وتاریخ اختفائھا وقائمة أرقـــام
الھواتف للأخبار عن أیة معلومات عنھا وبالنسبة إلى مكانھا . أغمض سكـوت عیناه وھو یفكـــر كیــف كانت ملیسنت عندما رآھا آخر مرة .وحینما أعاد فتح عینیھ كانت السیارة تسیر ثانیـة ولم تعــــد النشرة ترى على مرأى البصر .
11
الفصل الرابع
-قال ولیام رت "ھل أنـت متأكدة أن لدینـا كل شيء نحتاجھ ؟ قناني مملوءة بالماء وغیر قابلــة للتلف؟
-حاولت ماریلي رت أن تكبح إزعاجھا قائلة"نعم لقد فحصت قوائم التسوق التي أعطیتني إیاھا مرتیــن قبل مغادرة السوق.حتى أنني وقفت في مخزن المعدات لآدمبطاریات ضوء ومضیھ لأن كل تذاكر العرض في السوق بیعت قبل ذلك." نظر أخوھا إلى الخارج وھـو یتجاوزھا من خلال الشبابیك الواسعة
للصیدلیة فرأى أن حركة السیارات قلّت في الشارع الرئیسي ،لیس بسبب حالات الطـرق التي زادت الشكوك حولھا، ولكن ھناك حركة كثیفة جـداً للناس المارة . كان الناس متلھفین للذھاب
إلى أي مكان یقصدونھ لینتظروا نھایة العاصفة.أن رجال الأرصاد یقولون قد تكون ھذه العاصفة سیئة وتدوم أیاماً عدیدة . أنا أصغي إلى المذیاع وأشاھد التلفزیون أیضا یا ولیام.ألتفت وھو ینظر إلى الخلف نحو أختھ قائلا" لم أكن أعني أنك غیر كفوءة . لكن لدیك فقط شرود ذھني أحیانا . ما رأیك بكأس من شراب الكاكاو في البیت. ؟"
-ألقت بنظرة إلى الخارج على موكب متصــل مـن السیارات وھي تتحرك بشكل بطيء فقالت " لا أعتقد أنني أصل البیت سریعا إذا غادرت الآن . حسنا إذن . أحب بعض الكاكاو.
-أومأ لھا نحو بنایة نافورة الصودا أمام المخزن ثم أشار لھا إلى أحد المقاعد المصنوعة من الكروم أمام العداد قائلا" لیندا، أن ماریلي تود كأس من الكاكاو.
-قالت ماریلي وھي تبتسم للمرأة التي تجلس خلف العداد " قشدة أضافیة مخفوقة مــن فضلك.كانت لیندا ویاحبلر تدیر صیدلیة صودا فونتن لفترة طویلة قبل ولیام رت وقد حصلت على العمل من المالك السابق وكان ذكیا عندما سیطر بحیث أنھ أبقى لیندا في مكانھا.كانت ھي خریجة معھد محلي وتعرف كل فرد في البلدة،من یتناول القشدة بالقھوة ومن یشربھا سوداء.كانت تصنع زلطة التونة طازجة صباح كل یوم،لم ترغب حتى باستخدام الفطائر لشطائر اللحم.كانت تطبخھا لترتبھا على صینیة لخبز الكعك . ھل تصدق بھذه الفوضى في الخارج ؟ سألت لیندا وھي تصب الحلیب في قدر لتسخینھ من أجل الكاكاو. أتذّكر ونحن أطفال كم
كّنا نفرح دائما عندما نتنبأ بسقوط الثلج وكّنا محتارین ھل سنذھب إلى المدرسة في الیوم التالي أم لا . فقد تتمتع بالعطلة كثیرا مثل تلامیذك".
-ابتسمت ماریلي لھا فقالت "إذا كان لدینا یوم ثلجي فمن
المحتمل أن أستخدمھ لتصنیف الأوراق".
-استنشقت لیندا باستنكار فقالت" ضاعت عطلة نھایة الأسبوع". فتح باب الدخول ورن الجرس الكائن فوقھا.استدارت ماریلي لترى من سیدخل. اندفعت فتاتان مراھقتان إلى الداخل. یقھقھن ویھتز شعرھن الرطب. كانتا في الصف الثالث قواعد الأدب الأمریكي..
-قالت ماریلي لھن " أنتن بنات یجب أن تلبسن قبعاتكن. -قالن مرحبا آنسة رت، بانسجام فعلي في النغمات. -ماذا تفعلن في الخارج في ھذا الطقس ؟ ألا تذھبن إلى البیت ؟ "
-قالت واحدة منھن " أتینا لنستأجر بعض أفلام الفیدیو تعرفین فقط في حالة لم یكن لدینا المدرسة غدا.
-قالت ماریلي" شكر لكما لتنبیھي بذلك قد آخذ لنفسي فلم أو فلمین إلى البیت .
-نظرن إلیھا باستغراب كما لو لم یحدث لھن أن الآنسة ماریلي رت تشاھد ألأفلام فعلا.أو أنھا لا تفعل شیئا سوى أجراء الاختبارات ووضع الدرجات . وتراقب المدخل عند انصراف الصفوف،أو تنظر إلى الخارج بعین حادة ومزاج خشن.من المحتمل أنھــن لم یستطعن أن یتصورن أي نـــوع من الحیاة تعیش خــارج ممرات مدرسة كلیري الثانویة . وحتى الآن كانتـا على حق . شعرت بخدیھا عادت دافئتین عنـد تلقیھا رسالة تذكیر بھوایتھا الجدیدة ثم غیرت الموضوع بسرعة محذرة طالبتیھا
وھي تقول"اذھبن إلى البیت قبل أن تصبح الطرق ثلجیة". -قالت إحداھن " نعم سنفعل ذلك " سأكون في البیت قبـل حلول الظلام لأن قومي خائفین على ملیسنت.
-قالت الأخرى"لي أكثر مما ینبغي"لقد عرفوا عندما كنت بعمر
-٢٤ ٢٧ عاما."أدارت عیناھا"كما لوأنني كنت قریبة إلى لص بما یكفي لیختطفني ویأخذني بالقوة".
12
-قالت ماریلي " أمتأكدة أنھم قلقین جدا. یجب أن یكونوا كذلك". -قالت الفتاة الأخرى " لقد أعطاني والدي مسدس لأحتفظ بھ في سیارتي".
-قالت الفتاة الأخرى" قال لي والدي أن لا أتردد بإطلاق النار على أي شخص یحاول أن یعبث معي".
-غمغمت ماریلي تقول لتقیس نفـاذ صبرھا وتنسجم معھــن في أمسیتھن " لقد أصبح الموقف مخیف " أخبرتھن أن یتمتعن بیوم ثلجي أذا كان لدیھن أحداً في الواقع،ثم التفتت إلى العداد عندمـــا كــانت لیندا تقدم الكاكاو.
-قالت لیندا وھي تھتم بأمر الفتیات . بحذر یا حلوتي أنھا حا ّرة . وأضافت " لقد أصبح الناس حمقى".
-أخذت ماریلي رشفة تجریبیة من الشكولاتھ الحارة قائلة "آه" ثم أردفت قائلة"أنا لست متأكدة أیھما أكثر إرباكا ،خمسة نساء اختفین أم آباء یسلحون بناتھم المراھقات بمسدسات. " كان كل شخص في كلیري عصبي المزاج حول عملیات الاختفاء . أصبح
الناس یغلقون أبوابھـم التي كانت مشرعة سابقا فالنساء من كافة الأعمار تلقین أشعارا لیكن حذرات من البیئة المحیطة بھـــن عندما یخرجن لوحدھن ویتجنبن الظلام والأماكن المعزولة. لقد نصحن بأن لا یثقن بأحـــد لم یعرفنھ جیدا. منذ اختفـاء ملیسنت
بــأن یلتقي أزواجھن وأصدقائھن بشركائھن في أماكن عملھن في نھایــة الـدوام لمرافقتھن إلى البیت.
-أنا لا یمكنني أن ألومھم حقا،قالت لیندا ذلــك وھي تخفض صوتھا"أنت تنتبھین إلى كلماتي یا ماریلي. ذلك أن ابنة جن كانت كالمیتة إذا لم تكن میتة قبل ذلك. كانت متشائمة بتفكیرھا بھــذه الطریقة ولكــن كانت ماریلي میالة إلى الموافقة.
قالت ماریلي" متى تغادرین إلى البیت یا لیندا ؟ "
-حینما یقول أخیك العبد القاسي " نعم" أستطیع حینھا أن أذھب
.
-قد أستطیع أن أؤثر علیھ لیدعك تغلقین مبكرا.
-لیس محتملا.فقد كنا نقوم بأعمال مكتب أراضي طیلة فترة ما بعـد الظھر.فالناس یحسبون أنھـم یبقون أیاما قبل أن یتمكنوا من الخروج ثانیة.
طالما تمكنت ماریلي أن تتذكر أن الصیدلیة تحتل زاویة شارعي مین وھملك.دخلت عائلتھا إلى المدینة عندما كانت فتاة صغیرة. كانت دائما تنظر إلى الأمام للوقوف ھنا.
لا بد وأن كان ولیام مولعا بنفس الذكریات أیضا . لأنھ حالما یتخرج من مدرسة الصیدلة فأنھ سیعـود إلى كلیري ویبدأ العمل ھناك.وعندما قرر رب العمـل أن یتقاعد تسلم ولیام العمل منــھ،
ثم أقترض مالاً من المصرف فورا لغرض التوسع في العمل. أشترى بنایة مجاورة فارغة ثم دمجھا بالمخزن الحقیقي موسعاً مجال عمل لیندا ومضیفا إلیھا أكشاك لزیادة سعة بنایة نافــــورة الصودا . وكانت لدیـــھ بصیر
لیضع جانبـــا غرفة لتأجیر أفلام الفیدیو إضافة إلى الصیدلیة، أصبح لدیھ مخزن شامل مـن الكتب ذات الأغلفة الورقیة والمجلات في البلدة.النساء ھنا یتسوقن مستحضرات التجمیل
وبطاقات التھنئة والرجل یشترون منتجات التبوغ فكل واحد منھم أتى لكي یلحق بالثرثرة المحلیة.ولبلدة كلیري مركز صحي ھو صیدلیة رت.سویة مع الوصفات الطبیة یقوم ولیام بإسداء النصائح والقیام بالمجاملات وزف التھاني. أو تقدیم التعازي. مھما یكن فأن حالات زبائنھ تقتضي ذلك.رغم أن مارلي اعتقدت أن سترة المختبر البیضاء التي لبسھا في الصیدلیة دون الطموح وعلى ما یبدو لم یھتموا زبائنھ بھا.بالطبع أنھم أولئك الذین خ ّمنوا السبب الذي جعلھ وماریلي یبقیان أعزبین ، ویستمران شریكین في البیت. أعتقد الناس أن بقاء الأخ وأختھ معــا كان غریبا . أو على نحو أسوأ . حاولت أن لا تسمح للناس الذیــن یتسلون بأفكار قــذرة مثل ذلك شقیقھا.
رن الجرس الكائن على المدخل مرة ثانیة.لم تلتفت ھذه المرة ولكنھا نظرت إلى الحائط المليء بالمرایا خلف مكان عمل لیندا وشاھدت وز ھامر یدخل ومعھ أبنھ سكوت .
قالت لھم لیندا. " مرحبا وز وسكوت، كیف حال الجمیع؟"
13
-رد وز على تحیتھـــا،ولكنھـــا ماریلي التي التقت عینـــاه بعینیھـــا في المرآة.توقف عن مشي ألھوینا ومال قلیلا مقتربا من كتفھا. أخذ رشفة من شراب الكاكاو. فقال اللعنة أن رائحتھا جیدة.سآخذ واحدة من تلك أیضا یا لیندا. أنھا نوع من شراب الكاكاو الحار لھذا الیوم".
-قالت ماریلي " مرحبا وز وسكوت.
-عبر سكوت عن شكره لھا مغمغما " آنسة رت . " -جلس وز على المقعد بجانبھا. ركبتیھ وكزت ركبتیھا عندما انزلقت ساقیھا أسفل العداد.
-ھل لدیك مانع في أن أنظم ألیك ؟
-لا على الإطلاق".
-لا ینبغي علیك أن تكون لعنتي یا وز ھامر.
-قالت لیندا لقد أصبحت نموذجا للأطفال والجمیع" . -ماذا قلت أنا ؟
أنت قلت اللعنة".
متى وصلت لتكون مضجرا؟أنا أتذّكر مرة أو مرتین أنك تشتم
بكلمة لعنة ."عّبرت عن ازدرائھا ولكنھا ابتسمت ابتسامة
عریضة . كان لوز ذلك التأثیر على النساء . لیندا سألت سكوت " أترید بعض شـراب
الكاكاو یا حلو؟
-كان سكوت واقفا خلف أبیھ منحنیا داخل معطفھ واضعا یدیھ في جیوبھ یراوح من قدم لآخر فقال" شكرا سیكون ذلك عظیم. -أجلبي لسكوت شراب كاكاو من دون قشدة . سوف لن یفوز في ـلاًّمباریات كرة القدم إذا أصبح مترھـ .
-قالت لیندا"أنا لا أعتقد أنھ في خطر أن تكون لھ بطن كبیرة في وقت قریب ولكنھا لم تقدم لــــھ القشدة المخفوقة، كان لوز ذلك التأثیر على الناس أیضا.
-أدار وز مقعده بحیث أصبح أمام ماریلي فقال" كیف أصبح سكوت في طریقــھ إلى الشھرة في الــوزن الخفیف ؟ " -جید جدا . لقد وصل إلى ٨٢ في الاختبار في ھوثرن.
82 -ھھ؟! لیس سیئا.لیس عظیم تماما ولكن لیس سیئا.قال ذلك مخاطبا سكوت من على كتفھ "أستمر في الخلف ھناك وتحدث مع
تلك الشابات. أنھن یرتجفــن منذ أن دخلت. تأكد أن ولیــام یعرف أنك ھنا.
مشى سكوت بتمھل وأخذ معھ شراب الكاكاو الخاص بھ. -قال وز وھو یراقب سكوت ذاھباً إلى الممر نحو قسم الفیدیو"لم
تبق الفتیات بعیدا عن ذلك الولد".
-قالت لیندا. لا یمكن أن تفاجأ ، وأضافت" انھ ذكي كالشیطان". -یبدو أن الجمیع یعتقدون ذلك.یخابرون بیوتھم طیلة الساعات ثم یغلقون ھواتفھم إذا لم یرد.قادوا دورا إلى الجنون. -سألتھ ماریلي "ماذا تعتقد عن شعبیتھ مع السیدات؟ -نظر وز إلیھا ثانیة فغمز وقال" أن التفاحة لا تسقط بعیدا عن الشجرة".
-نظرت إلى كأسھا وبعصبیة بحثت عن شيء ما لتقولھ."سكوت جید في الواجبات أكثر مما ینبغي.تح ّسن خ ّطھ بشكل مثیر. -وأنت تعلّمینھ كیف أستطاع أن یحفظ من التعلم شیئاً ما؟ -عدة أسابیع من فصل الخریف.
-أقترح وز علیھا أن تعطي سكوت دروس خصوصیة صباح كل یوم سبت ومساء كل یوم أحد. عرض أن یدفع لھا راتب متواضع لقاء خدماتھا.حاولت أن ترفضھ ، فألح علیھا ثم وافقت على الأجر المعروض لھا
ور ّكزت على مساعدة سكوت في دراستھ،لیس لأنھــا عرفت أھمیة تسجیلھ درجــات عالیـــة في امتحانات القبول في الكلیة ولأن قلیلاً من الناس فقط یستطیعون القول لا لوز ھامر ویجعلونھا عصى قالت لھ"الآن
14
أتمنى أن تفكر بأنك تحصل على ما یساوي قیمة نقودك. -أبتسم لھا ابتسامة عریضة ثم ومضت عیناه فقال"لا أفكر بذلك أبدا،ستكونین أول مـن یعرف یا ماریلي.
ناداه ولیام من نھایة ممر منتجات العنایة بالأطفال قائلا"یا وز أنا حصلت على دقیقة مجانیة. أترید أن
نعود إلى الداخل؟
-راقب وز نظرات ماریلي عدة ثواني أخرى وطلب من لیندا أن تضیف كأسي الكاكاو على حسابھ وتركھا لینظم إلى ولیام وسكوت في قسم الصیدلیة.
-تساءلت ماریلي "أي عمل لدى ھامر وأبنھ مع أخیھا.كانت لیندا مشغولة بتلبیة طلب زبون فلم تسمعھا.
*****
-كانت لیلي ما تزال محتارة كیف عرف بن تیرني أن لدیھا كوخ عند قمة جبل كلیري عندما سألھا غاضبا ھل حصلت على فكرة أفضل ؟ أنھما ضربا بالریح القویة وكان علیھا أن تفكر فیھا للحظة واحدة فقط.
-لا . یجب أن نذھب إلى الكوخ.
دعینا نفحص سیارتك أولا.وصلا إلى سیارتھا من دون حادث رغم أنھ كان یتمایل على قدمیھ.دخلت في
السیارة من جھة المقعد الأیمن بجانب مقعد السائق.دفعت حقیبتھا جانبا وتسلقت إلى المقعد الخلفي.كان النصف الأیمن من لوحة المقاییس ملتصقا بمقعد الراكب الأمامي الكائن یمین السائق، سحب الباب وھو
یغلقھ حالا ثم نزع قفازیھ وأسند جبھتھ على كعب یده الیمنى.
-سألتھ لیلي " ھل ستصاب بالدوار ثانیة ؟
-لا.لیس لدینا وقت لھ. خفض یده ثم نظر إلیھا من فوق مؤخرة المقعد ونظر إلیھا نظرة سریعة ومحرجة قائلا" أنت بالملابس الداخلیة".
-قالت لھ رغم أن أسنانھا تصطفق" قل لي."ماذا جلبت في حقیبة السفر ؟ أي شيء مفید؟
-لا شيء أدفأ مما لبستھ.
-أراد على ما یبدو أن یحكم على ذلك بنفسھ،فتح الحقیبة على المقعد الكائن بجانبھ. سرق ملابسھا بشكل طائش وھو یقوم بفرز الملابس الداخلیة،العباءات اللیلیة،سراویل فضفاضة،أغطیة فتساءل قائـلا"ملابس داخلیة حراریة؟"
-لا.
-قذف بلوزة صوفیة إلیھا قائلا "ألبسي ھذه فوق الملابس التي ترتدیھا." أزال معطفھا بما یكفي لسحـب البلوزة . فقال لھا" دعیني أرى حزمتك.
-صاحت قائلة " جزمتي"----
أعادھا بنفاذ صبر قائلا" الجزمة"
-سحبت ســاق سروالھا الداخلي ثم مــّدت ساقھا إلى مسافــة
یمكنھ أن یصل إلیھ لیرى قدمھا، قطب وھو یأخذ أزواج عدیدة من الجوارب من حقیبتھا السفریة ثم ألقى بھـــا إلیھـا على المقعد قائلا" ضعي تل في جیبك. وخذي ھذه أیضا یمكنك أن تلبسیھا حـال دخولنا إلى القمرة ثم تجاوز على یاقـــة الكنزة الحریریة
السمیكة التي أشترتھا في الأصل لكي تلبسھا تحت ملابس التزلج. فباغتھا ووصل إلى المقعد وأخذ حامل شعرھا وصاح"رطب". وأسقط الحامل بسرعة. لكـن لیلي كانت مسرورة إذ أنــھ یفكر في شعرھا الرطب ولیس في كفّھ المليء بالسراویل الداخلیة القصیرة
التي كان یحملھا بیده الأخرى قائلا"ھل جلبت غطاء رأس؟ قبعـة من أي نوع ؟
-لم أكن أخطط أن أكون في العراء كثیرا خلال ھذه الرحلة. -علیك أن تجلبي شیئا لتضعیھ على رأسك . أعاد الملابس الداخلیة إلى الحقیبة ثم سحب بطانیة الملعب من كتفیھ قائلا" اتكئي علي" .
رفعت ركبتیھا وواجھت المقعد الخلفي.صمم لھا غطاء رأس ثم وضع البطانیة على رأسھا ولفھـا على
صدرھا ثم زرر معطفھا علیھا ورّبت على المكان قائلا "ھنـاك قبل أن تخرجي من السیارة أسحبي ھذا
15
القماش الفضفاض على أنفك وفمك.ھل ھناك شيء آخر في الصندوق باستثناء الإطار الاحتیاطي؟" أن
الطریقة المألوفة التي مسكھا فیھا تركتھا في مفاجأة وأبطأت في معالجة الفكرة . تسابق عقلھا لیلحق بما كان یسألھا. -آه .... أعتقد أن ھناك عدة إسعاف أولیة أتت مع السیارة. -جید" .
-وبعض الأغذیة كنت قد أخذتھا من القمرة. " حتى زبدة" -بلمحة سریعة،نظر إلى داخل السیارة قائلا"مصباح نور ومضي"أي شيء في صندوق القفازات ؟"
-فقط كراسة التعلیمات الخاصة بالسیارة.
-حسنا أنا أشك بأننا جلبنا أي شيء ما عدا تلك.سحقت في
الداخل مثلھا.ضرب على الدم الذي كان یقطر من خدیھ ثم نزع قفازه قائلا" ھیا نذھب".
" -أنتظر.حقیبتي الیدویة سأحتاجھا ." فتشت عــن محفظة نقودھــا ھنــا وھنـاك واكتشفت أنھا تتدلى على الأرضیة بجانب المقعد الأیمن للراكب عندما اصطدمت السیارة بالشجرة. من الصعوبة الوصول إلیھا ولكنھا تدبرت الأمر لتصل بین لوحة المقاییس والمقعد وانتزعت حقیبتھا من أسفل الحطام. -قال لھا" أعقدي حزام الكتف حول رقبتك لتجعلي ذراعیك حرة. وتحصلي على توازن أفضل".
فعلت كما أوحى لھا ثم وصلت إلى لسان الباب.ھناك توقفت لبرھة ثم نظرت إلیھ بقلق قائلة"قد نبقى
ملازمین مكاننا فقط حتى نطلب المساعدة".
یمكننا ولكن لن یأتي أحد على ھذا الطریق ھذه اللیلة، وأنا أشك بأننا سنبقى حتى الصباح."ثم أخ ّمن أن لیس لدینا خیار ألیس
كذلك ؟"
-لا لیس تماماً ".
-وصلت مرة أخرى إلى لسان الباب ولكنھ أوقفھا ھذه المرة بوضع یده على كتفھا.
-لم أكن أعني أن أبدو مختصراً للحدیث جدا.أنا أفھم الحاجة إلى السرعة ."علینا أن نحصل على ملجأ قبل أن تسوء حالة الطقس ھنا في الخارج" .
-أومأت برأسھا علامة الموافقة. بقت نظراتھما لثانیة أو ثانیتین ثم رفع یده من على كتفھا وفتح الباب الخلفي وھو یقوم بمسح محتویات صندوق السیارة المفتوح . وجد عدة إسعاف أولیة وبسكویت وعلى نفس النمط كان یملأ جیوب معطفھ العدیدة بالعلب التي لا بد أن تثقل على كاھلھ وخاصة بعدما أستعاد حقیبة
الظھر من المكان الذي تركاھا فیھ ملقاة على الطریق. -سألھا وھو یحدق بھا في المطر الذي یھب متجمدا " ھل أنت جاھزة ؟"
-بقدر ما لم أكن.أومأت لھ بذقنھا لتسبقھ.مشیا مجھدان لمسافة یاردات قلیلة فقط واستنتجا أن المشي فوق المرتفع على سطح طریـــق جلیدي مسألة عقیمة . وبكل خطوة یخطیانھا إلى الأمام
ینزلقان ثلاث خطوات إلى الخلف.دفعھا تیرني نحو كتف الطریق . كان ضیقا وغالبا ما یجبرھما على المشي بشكــــل طابور فردي متشّبثین بالحواجز ومتجّنبین مجموعة الصخور.واستفادا على أیة حال من طبیعة الأرض غیر المستویة.وجدا وسیلة على الصخور والخضرة تحــت الجلید والمطر الثلجي كانت درجــة انحـدار الطریق مرتفعة.في یوم معتدل مع حالات طقس مثالیة یكون الصعود إلى المرتفع بمثابة تدریب عنیف حتى بالنسبة لأولئك الناس الذین یتمتعون بلیاقــة بدنیة . في أغلــب الأوقات كانــا یمشیان في الریــح مباشرة حیث أجبرتھما على أن یحنیـا رأسیھما باتجاھھا،وفي بعض الأحیان یمشیان بشكــل أعمى في دوامة من الكریات الجلیدیة حیث شعرا بھا كأنھا شظایا من زجاج عندما تضرب الجلد المكشوف مــن وجھیھما. توقفا مراراً لیلتقطا أنفاسھما. توقّف تیرني فجأة ذات مرة وأبتعد عنھا ثم تقیأ لیقنعھا بأنــھ تعرض إلى صدمة.لاحظت على أقل تقدیر بأنھ یداري ساقھ الأیسر وتساءلت إن كان لدیــھ احبر أیضـاً ً◌
أصبح المشي في نھایة الأمر بالنسبة لھ محاولة.وعلى مضض ألحت أن یضع ذراع واحـد على كتفیھا، ولكن بدافع الضرورة. كان یمیل علیھا بثقل أكبر في كل خطوة یخطوھا وتعبت . وصلا إلى حالة الإنھاك
16
الكلي وتحتــم علیھم الاستمرار بالمسیر.أن المسافة التي قطعتھا بالسیارة بثلاث دقائـق استغرقت ساعة سیراً على الأقدام . كانــا یتعثران في مسیرھما الواحد على الآخــر في الوقت الذي وصلا
فیــھ إلى عتبة القمرة أسندتھ على عمود إسناد على الشرفة بینما قامت ھي بفتح الباب ثم ساعدتھ على الدخول. توقفت برھة لتغلق الباب وتلـقي بحقیبتھا الیدویة على أرضیة الغرفة قبل أن تسقط منھارة على أحــدى الأرائك ألقى تیرني بحقیبة الظھر وتمــدد باتجاھھا على الأریكة ، تفصل بینھما منضدة القھوة وبقیـــا مستلقیان في مكانیھما لدقائق معدودة،أصبحت أصوات أنفاسھما عالیة في الظلام.لأنھا أطفأت التدفئة قبل مغادرتھا القمرة،كانت الغرفة باردة ولكنھا تبدو معتدلة بالقیاس إلى الخارج. لـم تعتقد لیلي أن لدیھـا طاقة لتتحـرك مرة ثانیة أبدا، ولكنھا تحركت في نھایة الأمر ووصلت التیار الكھربائي .قالت وھي تنظـر بعینین تتعامى عن الضوء المفاجئ "شكرا للطیبة".كانت خائفة مــن أن تكــون الكھربــاء مقطوعة حتى الآن . فّرغـــت علب المواد لغذائیــة مــن جیوب معطفــھ ووضعتھ على منضدة القھوة وفحصت ھاتفــھا الخلوي ونقرت رقما.وفجأة أیقظت تیرني ونظر إلیھا یسأل " إلى من كنت تتلفنین ؟
" -دوتش".
17
الفصل الخامس
كان تنبؤ لیلي بشـأن الفوضى التي حدثت في البلدة صحیحا.عاد دوتش لبضع ساعات، وكان یتمنى السلام قبل ذلك في قمرة الجبل. أعتقد أن القمرة ستمر علیھا أیام مریرة . لم یسبق وأن حدثت ساعة ازدحــام في مدینة أطلانطا كما حدث في الشارع
الرئیسي في بلــدة كلیري مساء الیوم . مصـــد على َم َصـــْد في كــــلا المم ّرین.شریط من المصابیح الخلفیة للسیارات من جھة واحدة، وشریط من المصابیح الأمامــیة الرئیسیة من الجھة
الأخرى والعكس بالعكس.كــان مكتب الشریف یتعامل مع المناطق البعیدة من المقاطعة تاركــــــا البلدة نفسھــا إلى دوتش وقسمھ . ستكون الآن فرصة جیـدة لیقوم اللص بالسرقة لأنـھ لا أحد في البیـــــت حیث یجب أن یكون أھلھ فیھ . كان كل ضابط شرطة
مشغولاً بمحاولة السیطرة على الإربـاك والضجیـــــج الناجمین عن العاصفة المقتربة.وقد أعطب المصباح الوحید الذي ینیر شارعي مولتري والشارع الرئیسي ثانیة.سوف لن تكن ھناك
صفقة مھمة في أي یوم آخر.سیقوم السائقین فیما بینھم بالاستدارات ویلوحون لبعضھم البعض في مفترق الطرق تعبیرا عــن عدم الرضــا.ولكن الصبــر نفذ حیث أن عطل أشارة المرور الضوئیة سببت اختناقا مروریا خلق سائقي سیارات عصبیون ومشااحبون.لم یكن ضباط الشرطة یوجھون سیر المركبات في الشوارع بـل كانوا یراقبون الزحام في الســوق محاولیـن منــع قتــال الأیدي بین الناس المتنافسین على شراء البضاعة الضئیلة التي كانت متروكة في السابق على الرفوف . ھنالك تعدیـل واحــد سریع على علبة السردین الأخیرة . المطر الثلجي یتراكم أكبر من ــات الملح الصخري وسیصبح عمــاّحبــ
قریب كریھ الرائحة إلى حد یثیر الاشمئزاز . تحركت منظومة الطقس فوق الجبل واكتسحت الوجـھ الشرقي من الوادي وزادت من الرطوبة وأصبحت الظروف الجویة صعبة.وحتى تنتھي العاصفة ویذوب كـل الجلیــد والثلج فقد تمكن دوتش أن ینام قلیلاً وأحیاناً لا ینام . وھو یلقي نظرة نحو قمة جبل كلیري فشاھدھا وقــد ابتلعت بالغیوم تماما،ً سینزل في الوقت المناسب وھو یشعر براحة لأنھ عرف بأن لیلي كانت خلفــھ تمامــا وكانت جیدة في طریقھا جنوبا إلى أطلانطا الآن . لو حــددت وقتا جیــدا فمـن المحتمل أنھا تستطیع اجتیاز العاصفة وتصل إلى البیت قبل أن تلحق بھا.ظل یفكر فیھا باستمرار أین ھي،وماذا تفعل. كانت
العادة أنھ لا یمكن احبر قرار قضائي بشأن الطلاق. تذّكر كیف كانت تنظر إلیھ قبـــل أن غادر القمرة التي أصبحت ثقیلة على صدره كالسندان لقد خافت منھ . لیس من خطأ شخص ما بل من خطأه ھو . أعطاھا سبباً لتخاف منھ.
كان وز ھامر یصیح على دوتش من الرصیف خارج مخزن رت للأدویة "تعال إلى ھنــا أنا مواطن أدفــع
ضرائب ولدي مغص" .
-سحب دوتش سیارتھ البرونكو خارج خـط سیر المركبات متحركـا مــع طول الشارع الرئیسي في مجـــال وقوف سیارات المعوقین أمام الصیدلیة . أنزل زجاج نافذة السیارة تاركا المجــال لدخـــول تیــار الھــواء المتج ّمد.أتى وز نحوه بكتف یطوي خببا للاعب كرة قدم سابق أصیبت ركبتیــھ ووركـھ بالتھاب المفاصــل ألضموري ولكن لم یكن ذلك شیئا ما حسب ما أعلنھ وز.فھو یعلن ذلك قرب أي شيء ولا یرید الاعتراف بأي نوع من الضعف. -أنتقده دوتش نقدا ممیتا فقال" بلغت حالة الشكوى أیھا المدرب ؟"
-أنت ضابط سلام رقم واحد ھنا. ألم تستطع أخلاء الشوارع من الاحبالى ؟
-بدأت بك" .
-قھقھ وز ولكنھ أختبر المزاج القاسي لدوتش ومال مقتربا فقال" مرحبـــا یا زمیلي ، لماذا وجھك طویل؟
-أنا ودعت لیلي للمرة الأخیرة قبل بضع ساعات فوق في القمرة،فقد ذھبت إلى الخیر یا وز" .
سكوت-صّده وز فقال لسكوت"قم بإحماء السیارة.سأكون ھناك" الذي كان یقف تحت المظلة خارج مخزن رت،مسك مجموعة مفاتیح السیارة التي ألقاھا وز إلیھ ورفع یده الأخرى بإشارة تودیــع لدوتش ثم مشى نحو الرصیف ببطء.
-بدأ دوتش یسأل" ھل أنھ سمع أي شيء عن كلیمسون لحد الآن. ؟
-یمكننا أن نتحدث عن ذلك فیما بعد ودعنا نتحدث الآن عن زوجتك".
18
-قال بإصرار. الزوجة السابقة التي غادرت بعد ظھر الیوم بصورة نھائیة وعلنا".
-أعتقد أنك أردت أن تتحدث معھا".
-لقد فعلت".
-لن تذھب ؟"
-لن تذھب. ھي حصلت على الطلاق وكانت سعیدة بھ،لم ترد أن
تعمل شیئا معي. لقد انتھت. مسح حاجبھ بیده التي یرتدي بھا قفازا.
-ھل ستبكي أم ماذا ؟ یا للمسیح دوتش لا تجعلني أخجل من أن أنادیك الصدیق الأفضل".
استدار دوتش ونظر إلیھ قائلا" تبا لك" .
-أستمر وز بالحدیث بغیر انزعاج قائلاً " أن الطریقة التي كنت
تبكي فیھا. ھز رأسـھ على تصــرف دوتش المثیر للشفقة قائلا" لم تكن لیلي تعرف شیئا جیدا امتلكتھ. لذا أنكحھا بقوة. كان ذلك رأیي بھا دائما"----
-أنا لا أرید أن أسمع رأیك فیھا".
-أنھا تعتقد أن برازھا لیس نتنا.
-قلت لا أرید أن أسمع رأیك فیھا . لا أرید أن أسمعھ حسنا ؟ -عقد وز كلتا یدیھ دلالة على الاستسلام فقال" حسنا لكنھا لم تحب أن تحترمني احتراما كبیرا.
-ھي تعتقد أنك أحمق.
-بدأت كأني افقد النوم متسائلا كیف تفكر الآنسة لیلي مارتن بیرتون بي . مبتسما باعوجاج" صفق بیدیـھ على كتف دوتش قائلا"أنت تأخذ طریقة الانفصال ھذه بشكل صعب جدا.أنت فقدت زوجتك ولیس رجولتك أنظر حولك. قال ذلك وھو یومئ بشكل واسع "ھنالك نساء في كل مكان".
-تمتم دوتش قائلا " كان لدي نساء".
-أمال وز رأسھ قائلا " نعم ؟ على طول أم مؤخرا ؟" -كلاھما.أعتقد دوتش ذلك . لقد وضع العدید من التبریرات لقضیتھ الأولى . كان تحت الضغط المستمر في العمل.كانت لیلي مشغولة البال لتتقدم في مھنتھا. أصبحت مضاجعتھما متوقعــة وغیــر مستلھمة. ثرثرة، ثرثرة ،ثرثرة.لقد سّدت لیلي أعذاره
كالب ّطات في رواق الرمي. فقد أعترف بضعفھ وتعھد بأن لا یضل مرة أخرى .ولكن القضیة الأولى تلتھا قضیة ثانیة وأخرى وعما قریب ستنفذ منھ حتى أعذاره العرجاء. أدرك الآن أنھا لم تكن قضیتھ الأخیرة التي قرأت على أنھا بدایة نھایة الزواج . كانت الأولى . یجب أن یعلم أن امرأة مثل لیلي لا یمكنھــا أن تتحمل الخیانة . كـان وز ینظر إلیھ بترقب وینتظر منــھ جوابا.ً
-أنت تعرف بعد أبنتي أیمي كنت أمشي في طریق سيء لفترة من الوقت،بحثت عن ترویح النفس في أي مكان واستطعت أن أجد ذلك، مع أیة امرأة ستقول نعم،وكان ھناك الكثیر منھن.مع ذلك ولا واحدة منھن یمكن أن تحل محل لیلي" .
-ھراء. أنت لم تتسوق بما فیھ الكفایة.
-ھل أنت متمدد على قاعدة منتظمة ؟ یا----- وز.
-حسنا،حسنا،لا تروي ذلك . ولكن أیة امرأة تنظر إلیك مرتین ھذه الأیام ؟ إذا لم تتدبر قولي فأنك ستكــون مثل النفایة". -ھذا ما أشعر بھ فعلا.
-حسنا،وھذا ما یبدو جلیا على وجھك،من الطریقة التي تمشي بھا،وتسحب مؤخرتك.یا صدیقي.سوف لن یآدملك ذلك الضعف المرأة التي تریدھا الآن.
-ما ھو ذلك النوع ؟.
" -عاحب لیلي.أبقى بعیدا عن النساء السمراوات ذوات العیون النرجسیة.أنت على وشك أن تكون مضحكاً مثل المریض المصاب بالقوباء المتكررة.
لون البندق.عیونھا حقا خضراء مع وجود بقع نرجسیة.
19
-بنظرة.احتقر وز ذلك التصحیح المف ّصل قائلا"أحصل لنفسك على شقراء قصیرة.قصیرة لیست طویلة.مع نھدین كبیرین ومؤخرة یمكنك أن تحضنھا.فتاة لیست لامعة جدا ولا رأي لھـــا سوى في ما یتعلـق برأس قضیبك المرأة التي تعتقد أنھ عصا نكاح سحریة. كان وز مسرورا بھـذا الوصــف للأنثى الكاملة النضــج الجسدي وقد التوى وجھھ بتكشیرة . قال لھ" بماذا أخبرك . تعال إلى البیت فیمــا بعد سنستنفذ قنینــــــة جاك وحینھا نأخـذ خیاراتك بنظر الاعتبار. لقد حصلت على فلم أو فلمین فیدیو بذیئین یمكننا مشاھدتھمـا. وتلك ستغیر وجھة نظرك أو أنك لست أنسانا. ماذا تقول ؟
-أنا لا أقترح أن یكون شرب، أتتذكر ؟
-القوانین لا تطّبق في العاصفة الجلیدیة والثلجیة". -من قال ذلك ؟
أنا" .
من المستحیل تقریبا أن یقاوم وز في معظم دماثت ِھ ولكن دوتشأعطاھا محاولة جّدیة. دفع عصا تعشیق التروس للسیارة برونكو
إلى الخلف. فقال" سأملأ كلتا یداي وكذلك بعضھا اللیلة. -قال وز مازحاً یھ ّز أصبعھ على دوتش وھو یعود أدراجھ قائلا" تعال . سأبح ُث عن َك.
-أنسح َب دوتش عن خط سیر المركبات وأّتج َھ بسیارت ِھ البرونكو إلى بنایــة من طابوق تتألف مــن طابــق واحد تبعد زقاق واحد عن الشارع الرئیسي یسكنھا قســم الشرطة. تعّیـــن على دوتش أن یزور الطبیب النفسي للقسم مرتین في الأسبوع قبل أن ُیط َرْد بصورة نھائیة من قســم شرطة أطلانطــــا. أخبره الطبیب خلال أحدى جلساتھما بأنھ على حافة الإصابة بجنون العظمة.ولكن ماذا
أصبحت تلك المزحة القدیمة؟لأنك مصاب بداء العظمة فذلك لا یعني أن كل شخص یبقى ساكنا ولا یخرج لینال منك. بـدأ یفّكر أن شخص في ھـــذا العالــم الملعون قد نوى لھ الشر ھذا الیوم. عندما دخلَ مقر القسم ورأى السید والسیدة أرني جـن جالسین في ــد منھما.یجب أن تكون لدیھّمكــان الانتظار إلى الحد الذي تأكـ
عین ثور مرسومة على ظھر ِه.أن لیلي وقوم ملیسنت جن وأھالي البلدة وحتى الطقس قد تآمروا لیجعلوا ھذا الیوم أسوأ یوم في حیات ِھ. یوم من أسوأ الأّیام تماما.أن السیدة جن عصفور نحیل.امرأة في یومھا الأفضل ، تبدو أنھا لم تنم أو تأكل منذ اختفاء ابنتھا قبل أسبوع. بر َز رأسھا الصغیر من یاقة معطفھا المبطن مثل بروز السلحفاة من صدفتھا.وعندما دخلَ دوتش نظرت إلی ِھ بیأس واضح ولم یكن ھو جاھلا بھذا الشعور.تعاطف باستحسان.لم یرد أن یتغلب على المشاكل ھذه اللیلة بیأس السیدة جن حینما كان لدیھ مّتسع من الوقت لیتشاجر مع زوجت ِھ. كان السید جن رجل مكور البدن حیث یبدو أنھ اكبر في معطفھ م دوتش اللطیفالصوفي ذي المربعات الحمراء والسوداء فقد أنظ َّ مع الحطابین.فعلَ ذلك في الواقع،عمل بالخشب.یداه مثل یدي نجار خشنھ نتیجة عقود من العمل الیدوي وتف ّط ّ◌رت من البرد وبدت كأّنھا سّكر معالج لحم الخنزیر.كان یخیط قبعتھ بأصابعھ المجروحة یحدق في اللباد الأسمر الملوث بنظرة خالیة من التعبیر وبلكزة مرفق من زوجت َھ تابع نظراتھا الجوفاء إلى دوتش.
-وقف قائلاً " دوتش"
أومأ دوتش إلیھما بالتفاتة وھو یقول" أرني والسیدة جن أصبح الطقس سیئاً ھنــاك في الخارج ینبغي
علیكما أن تكونا في البیت " .
-نحن أتینا فقط لنسأل ھل ھناك شيء جدید ؟
-عرف دوتش سبب كمینھ ھذا.سیستلم رسائل ھاتفیھ عدیدة منھما ھذا الیوم ولكنھ لن یرد علیھا.تمنى لو أن أحد رجال قد خر عودت ِھِّحذّ ره بأّنھما كانا موجودان في المكتب وأمكن ُھ أن یؤ
حتى یتركا ویعودا إلى البیت.لكّن ُھ كان ھنا وكذلك ھما.فقد یتو ّصل إلى نتیجة ینھي معھما الاجتماع.قال دوتش لھما" تعالا سو َف نتحّدث في مكتبي.ھل قدم لكما شخ ٌص ما القھوة؟أنھا ثخینة كقطران الطریق ولكنھا عادة حا ّرة.
قال أرني جن وھو یتحدث معھما كلاھما"لا شكرا.ً" كانا جالسین ذات مرة عاحب اتجاه المنضدة منھ في مكتب ِھ الخاصفقط َب وجھ دوتش بالندم.
20
-لسوء الحظ لیس لدي أي شيء جدید لأخبركما ب ِھ. یتعین علي إلغاء التفتیش ھذا الیوم لأسباب واضحـــة قال ذلك وھو یشیر إلى النافذة . سحبنا سیارة ملیسنت إلى مسحق المقاطعة. سنجمع كل الأدلـــة الأثریــة التي یمكننا أن نكّونھا. ولكن لیست ھنالك أدلة واضحة على المقاومة.
-مثل ماذا ؟
-التوى دوتش في مقعده وأطلق نظرة سریعة على السیـدة جن قبــل أن یجــاوب زوجھــــا فقــــال" أظافر یــد ماحبورة ، ماسكات شعر، ودم".
-تمایلت السیدة جن برقبتھا النحیفة.
-قال دوتش"تلك أخبار جیدة حقا . لا زلنا أنا ورجالي نحاول أعادة بناء وتنظیم أنشطة وحركــات ملیسنت في آخر أمسیة لھا في العمل.نتحدث مع كل شخص رآھا داخلة وخارجة إلى
المخزن.ولكننا أ ّجلنا التدقیق عصر ھذا الیوم بسبب العاصفة. لم أسمع أي شيء جدید من الوكیل الخاص وایز أیضا. قال ذلك وھو یرد على ما سیكون سؤالھما التالي. كان وایز یرد على مكتب شارلوت قبل أیام،أنتما تعرفان . أن لدیھ قضیة أخرى ھناك تحتــاج أن یولي انتباھا لھا قبــل أن یغـادر بالرغم من أنــھ أخبرني بأنھ لا زال یعمل بنشــاط حول قضیة اختفاء ملیسنت
وأراَد أن یستخدم الحاسبات في المكتب ھنــاك لیستخرج بعض الأشیاء".
-ھل قال ما ھي ؟
-كره دوتش أن یعترف لھمــا بما قــال حیــث أن وایــز في الحقیقــة كــل أولئــك الذین یعملــون في مكتب التحقیقات الفیدرالي أبناء عاھرات،شفاھھم مغلقة مع الشرطة بصورة خاصــة . فقد اعتبروھم أتباع غیر كفوئین من الناحیة القانونیة. مثل أخلاصكم على سبیل المثال.
-قالت السیدة جن أعتقد أنك أعطیت وایز حق الدخول إلى جریدة ملیسنت".
ذلك صحیح."والتفت السید جـن إلى زوجتھ وصافحھا مشجعا. فقال" قد یصادف السید وایز شیئا ما فیھا وھذا ما سیقودھم إلیھا
.
-وثب دوتش عند ھذه النقطة فقال" ھذا حقیقي ممكن جدا.فقد تكون ملیسنت نقضت اتفاقھا. مسك یــــــده لتفادي احتجاجاتھما قائلاً " أنا أعرف أن أول شيء سألتكم عندما أخبرتم عن فقدانھا.وأنتم طردتموھــــا بعیدا عن أعینكما. ولكن
أسمعاني."ق ّسم دوتش نظراتھ الجادة بینھما كشرطي فقال" ممكــن أن تكــون
ملیسنت قد احتاجت أن تكون بعیدة حینا من الوقت.ربما كانت قــد َن على أیة حال. لقدمرتبطة بالنســاء الأخــریات اللواتي فُ
عرف أن احتمالات من تلك كانت بعیدة جدا. ولكنھا شيء ما یقال حیث یعطیھــم أمـــل.
قالت السیدة جن بصوت مزماري أستطاع دوتش بالكاد أن یسمع ُھ " ولكن ماذا عن سیارتھا. كانت لا
تزال في ساحة وقوف السیارات خلف مخزن الأدویة. كیف غادرت من دون سیارتھا ؟"
قال دوتش" قد یكون ھنالك صدیق أخذھا إلى مكان ما.لأن اختفاءھا سبب رعباً منتشراً على نطاق واسع ذلك أن الصدیق
یخاف أن یأتي ویكون نبیلا یخاف أن یقــع ھــو أو ھي في مشكلة مــع ملیسنت لقیامھما بإخافتنا رغم ذكاءنا.
-قطب وجھ السیـد جــن بشكل مریب فقال" كانت لدینا مشاكل مع ملیسنت مثل سائـــر الآباء مــع أبنائھم المراھقین ولكن أنا لا أعتقد أنھا تقوم بعمل مثیر كھذا لأغاظتنا.
-قالت السیدة جن " ھي تعرف أننا ُن ِحّبھا، تعرف أننا كم نقلق إذا نھضت وركضــت فقط ." تعثر صوتھـــا في الكلمات الأخیرة. حشرت مندیل ورقي على شفتیھا لتحتوي بكائھـا كانت تعاستھــا مؤلمــة للمشاھــد .
-ركز دوتش على ورق النشاف فوق منضدتھ،لیعطیھا لحظة لتعد نفسھا فقال"سیدة جن أنا متأكد بعمق كم تحبینھا قالھا بلطـف "ولكنني أفھم بأن ملیسنت لم تكن متح ّمسة كثیراً لذلك المستشفى حیث أرسلتموھا إلیھ في العام لماضي.أنت كَبح َت َجماح رغبتھا ألیس ذلك صحیحاً؟ھي لن تذھب تطوعاً من تلقاء نفسھا .
-قال السید جن علینا فعل ذلك أو أنھا كانت ستموت". قال دوتش أنا أفھم ذلك ومن المحتمل في مستوى معین أن
ملیسنت فھمت ذلك أیضاً . ھل أمكنھا تحمـــ ّل الضغینة على
ذلك؟." ش ّخص مرض الفتاة على أنھـا مصابة بفقدان الشھیة وكانت نھمــة حـول بطاقــــات
21
ائتمان والدیھا عندما أصبحت حالتھا تھدد حیاتھا حیث أنھم استدانوا مقابل كل شيء یمتلكوه تقریبـــا لكي یرسلوھا إلى المستشفى في رالیھ للعلاج والاستشارة النفسیة. أرسلت إلى البیت قبل أن یعلن عن شفائھا بثلاثة أشھر.راجت أقاویل في البلدة ھنا وھناك تفید بأنھا حالما تحررت عادت إلى حفلاتھا الصاخبة وعـادات تناول جرعـــات الأدویة المسھلة لتنظیف البطـن، خائفة من أیة زیادة في الوزن قد تسبب طردھا مرة أخرى من فرقة التشجیع في المدرسة الثانویة ومنذ ذلك الحیــن أصبحت رئیسة مشجعین درجة سادسة، لم ترغب أن تضیع عامھا الجدید.
قال والدھا" لقد كا َن حالھا جیداً" أصبحت أفضل،و ِص ّحتھا
یوم . نظر إلى دوتش نظرة قاسیة
تت ّحسن كلَّ
فقال" بالإضافة إلى أنك تعرف حالما فعلت ذلك ھي لم تھرب فقد أخــذت شریطا أزرق كان مربوطــا على دولاب الاستدارة في سیارتھا".
-ذّكره دوتش قائلا " لیس من المفروض أن نتحدث عن ذلك .
لقـد ُترك شریط أزرق في مسرح حدث كــل
امــرأة من المفروض أن تكــون قد خطفت ولكن ھذه الواقعــة أصبحت محجوبة من وسائل الأعلام بسبب الشریط.فالخاطف المجھول كان لھ لقب"الأزرق". اھتز الھاتف الخلوي في حزام
دوتش ولكنھ تركھ یھتز من دون إجابة . كان منكّباً على موضوع خطیر ھنا . فإذا تسّربت كلمة حول الشریط الأزرق ، یمكنك أن تراھن أن وكلاء مكتب التحقیقات الفیدرالي سیعتقـدون أن
التسّرب انبثق من قسم دوتش. ربما لدیھ ذلك. بالطبع لدیھ.وعلى الرغم من ھذا فأنھ سیعمل ما باستطاعتھ لاحتواء ذلك وھو یحاول تجّنب الل . ّوم
جادل السید جن وھو یقول" أللعنة قرب أي شخص یعرف شیئاً عنھــا قبــل ذل َك یا دوتش.أنت لا تستطیع أن تبقي شيء ما مثل
ذلك سّراً وخاصة أبن المومس فقد ترك الشریط خمس م ّرات الآن".
-إذا كان كل شخص یعرف عنھا فعلى الأرجح أن ملیسنت تفعل ذلك بوضع الشریط ھنـاك على شكــل فـــخ لتجعلنا جمیعا نفكر.-- --"
-رد السید أرني جن بغضب قائلا"یا للجحیم الذي تقولھ،ھي لم تكن قاسیة جدا لتخیفنا مثل ذلك.لا یا سیدي لقد نال الأزرق من ملیسنت أنت تعرف أنھ یفعل ذلك ستذھب إلى ھناك وتجدھا قبل
أن یقوم ھو -- تصدع صوتھ وأغرورقت عینیھ بالدموع. انشغلت السیدة جن بالبكاء المخنوق.فھي التي تكلّمت بعد ذلك.تحّول تعبیرھا إلى مـرارة فقالت"أنت أتیت من قسم شرطــة
أطلانطا وكل ما أعتقدناه أنك ستمسك ھذا الرجل قبل أن تتاح لھ الفرصة لینال من أبنتنا ملیسنت أو من فتاة ما أخرى". -أجا َب دوتش بغضب"أنا أعمل في قضایا القتل ولیس في قضایا
الأشخاص المفقودین.لم یكن شیئا ســوى أنھ متعاطف مع ھؤلاء الناس یعمل أي شيء یستطیع لیجد أبنتھــم ولكنــھ لا زال مــن دون تقدیـر كانــا یتوقعان منھ معجزة لأنھ كان شرطیا في منطقة حضریة.فالطریقة التي یشعر بھا في تلك اللحظة تساءل " لماذا
تبّنى ھذا العمل؟عندما عرضھ علیھ مجلس المدینة بقیادة الرئیس وز ھامر علیھ أن یخبرھم بأنھ سیصبح رئیس شرطتھم فقط بعد أن یلقوا القبض على خاطفھم المتسلسل. ولكنھ أحتاج إلى وظیفة
أكثـر أھمیة لیخرج من أطلانطا ، المكان الذي لاقى فیھ الإذلال شخصیاً مـن قبــل لیلي ومھنیــا من قبــل قســم الشرطة. أصبح طلاقھ نھائي في نفس الشھر الذي ُط ُ◌ ُ◌ ُ◌رد فیھ.في الحقیقة كان ھنالك ارتباط عندما كان في المنزلة الأدنى.أتى وز إلى أطلانطا لیمّدد ل ُھ العرض.لقد رف َع من شـأن دوتش الأناني الضعیف بقولھ" أن مدینت ُھ التي ولد فیھا بحاجة مل ّحة إلى شرطي سيء مع خبرت ِھ.كانت ھذه سمة الھراء التي برع وز فیھا أنھ نصف دوام أي یعمل نصف ساعات النھار وبنصف راتب.جرى حدیث حیوي في غرفة الخزانات.لقــد لفظ الودود حكما بطرد فریقھ.حتى یعترف ب ِھ بحد ذات ِھ. أحب دوتش سماع ذلك. وقبل أن یعرف أي شيء یجري الحدیث عنھ فقد أنھوا صفقتھم بالمصافحة. كان معروفاً ومحترماً ھنا. عر َف الناس، عر َف البلدة والمنطقة مثل ظھ َر كفّھ.فالعودة إلى بلدة كلیري كانت بالنسبة لھ أشبھ بالدخول في زوج مریح من الأحذیة القدیمة.كان ھنالك عائق مؤكد. لقد ُھ، الذي لا یعرف كل شيء عندخل في فوضى تركھا لھ َسلَفَ
22
حل الجریمة غیر كتابة مقتبس لعــداد موقف سیارات منتھي الفاعلیـــة. في یوم ِھ ألأول في العمــــل كانت ھنالك أربعة دعـاوى عن فقدان أشخاص بقیت من دون حــل وأفرغت في حضن دوتش. ولدی ِھ الآن امرأة خامسة المفقودة.لدیھ میزانیة محدودة.كادر تلقّى تدریب ضعیف ولی َس لدیھم خبرة.أصبح التدخل المتعاطف لمكتب التحقیقــات الفیدرالي معقداً وظھ َر أن حالات الاختطــاف ھي جرائم من اختصاص مكتــب التحقیقات الفیدرالي.والآن بعد سنتین ونصف من اختفاء الفتاة الأولى اختفت معھا عادة المشي الرائجة على القدمین لأھل البلدة.ولا زالت دون شك.رغم أنھا لم تكن غلطة دوتش ولكنھا أصبحت طفلتھ وقـــد تحولت إلى طفلة قبیحة.لم یكن لدیھ مزاج للنقد حتى للناس الذاھبین إلى جحیم العیش. قال دوتش"لا زال لدي قائمة أسمـاء معارف ملیسنت لأتحّدث معھم . وقریبا عندما یتحسن الطقس أقسم بأنني وكل رجل في القوة سنكون ھناك في العراء لنبحث عنھا.وقف وھو یومئ بانتھاء النقاش.
-ھل تریدون مني أن أرسل معكم شخص ما لیوصلكم إلى البیت بسیارة الدوریة ؟ أصبحت الشوارع غیـــر آمنة.
-لا.شكرا لك."بكرامة جدیرة بالإعجاب ساعد السید جن زوجتھ لتنھض من مقعدھا وقادھا إلى أمام البنایة كانت صلبة كما ھي، تحاول أن تحافظ على طل . ّھ واثقة من نفسھا
-لمجرد أن أومأ السید جن برأسھ لبس قبعتھ ورافق زوجتِھ من الباب في الریح المعولة . قال دوتش وھو یتبعھما إلى الرواق نتولّ القصیر "نحن ى ذلك" وأضاف مستخدماً یده لیعیق الضـابط الــذي یدیــر خطوط الھاتف التي كانت جمیعھا ترمش بلون أحمر.
سحب ھاتفھ الخلوي من حزام ِھ وتف ّح َص لیرى من خابره.ُ أنھا لیلي وقد تركت رسالــة وبسرعة ضغــــط على المفاتیح لإدخال بریده الصوتي .
-دوتش أنا لا أعرف َبلَ َغ َك ھذا أم لا .أنا عملت حادثة سیارة على طریق الجبل..... ...وقد أصیب بن تیرني بأذى نحن في القمرة. ھو یحتاج إلى عنایة طبیة. أبدأ بالمساعدة في أقرب وقت قدر الإمكان.
23
الفصل السادس
َحف قت َظت لیلي ُمل ّخص رسالة البرید الصوتي بد ّق ّ◌ة. في الو الذي فقد ھاتفھا الخلوي إشارتھ الضعیفة كان الھاتف قد مات ً◌ عندما تو ّق ّ◌فت عن الكلامًثانیة .
-قالت لتیرني أنا لا أعرف كم أوصلت من الرسالة بذلك . فقد یحصـل دوتش على ما فیــھ الكفایـــة لیفھم مضمون بقیة الرسالة.سحبت بطانیة الملعب من على رأسھا ولكّنھا كانت َكتِفیھا،أصَب َح صوفھا مبلّلاً ولازال المطرمحز ّمة بھا حولَ
لة، وغیر مرتاحة.ھي لمالمتج ّمد عالقاً بھا.كانت تشعُر بالبرد، مبلّ
تستطع أن تشتكي م ّما یزعجھا بطبیعة الحال. كانت معتدلة بالقیاس إلى تیرني الذي كان یجلس منتصباً ویتمایل ولا یعرف عتفي أیة لحظة سینقلب.نق قبعتھ دماء جدیدة سوداء،وتعلّق ّ الصقیع بحاجبی ِھ ورمشي عینی ِھ ممـا جعل ُھ شبحا.ًتح ّركت نحو عینیھ فقالت" ھل ضرب َك الصقیع ؟
وأن ِت أیضا.ً سیزول خلال دقیقة .
ّ◌ورات الثلجیة من عینی ِھ وفتحتي أنف ِھ. فقالت" أنا
- َم َس َحت البلّ
لم أتعرض إلى عوامل جویة مثل ھذِه أبـدا.ً لاشيء أشد من أن یمسكك المطر وأنت بلا مظلّة." نھضت وعبرت الغرفة إلى محرار في الجدار. وبعـد تنظیم المقیاس سمعت طنیناً مؤكداً من الھواء دخل من فتحة السقف.سیصبح الجو ھنا دافئا عما قریب. وعندما
ي . َّي أو یدَّتحركت نحو الأریكة قالت " أنا لا أشعر بأصابع قدم وضع أصبـــع یده الوسطي بین أسنانھ واستخدمھا لسحب قفازیھ ثم دفع لیلي نحو الأریكة في المكان الذي جلس فیھ وھو یقول. -اجلسي واخلعي حذائك.
-جلست أمامھ وأزالت قفازیھا أخرجت قدمیھا من حذائھا المبلل . فقالت " أنت عرفت أن ھذه لن تجعـــل قدماي جافتین". -أنھ تخمین آمن ."كانت جواربھا مبللة وساقیھا رخوة من أسفل ركبتیھا. وقد اختارت عدة ملابسھا لغرض عرض الأزیاء ولیس للحمایة من حالات العواصف الثلجیة.
-رّبت على القسم العلوي من فخذه قائلا" ضعي ساقك ھنا". ترددت لیلي في بدایة الأمر ثم استقرت ساقیھا فوق فخذیھ.وبعــد ذلك أزال جوربھا الرقیق. لـم تتعرف ثانیة على قدمیھا. كانت بیضاء كالعظم بلا دماء. ضغطھا بشّدة بین یدیھ وبدأ یفرك بھما بنشاط طلبـــاً للدفء. حذرھا قائلا" أن ھذا سیؤذي. -أحقا.
-سیجعل الدم یدور في الدورة الدمویة ثانیة.
ھل كتب َت من قبل عن الناجین من العواصف الثلجیة ؟ -لی َس من التجربة المباشرة. أنا أدرك الآن فقط كم أنا معتد
بنفسي وغیر مطلع بأن المقالة كانت أفضل ؟
-أصابع قدمي تلسعني" .
-ذلك جید فالدم یعود إلیھا أترین ؟ لونھا ینقلب وردیا الآن. أعطیني قدمك الأخرى.
-وماذا عن قدمیك ؟
یمكنھا الانتظار. حذائي ضد الماء.بدلت لیلي ساقیھا ونزع جوربھا وأغلق یدیھ حول قدمھا. ثم بدأ یفرك
والظھر الحساس باتجاھھ . ولكن لیس بسرعة تماما كما كان
سابقاً . قرص ببطء كل أصبع من أصابــع قدمھا. تبعت وسادة أبھامھ منحنى قوسھا إلى الأمام نحو كرة قدمھا. وعاد نحو كعبھا. راقبت لیلي یدیھ. راقب ھو یدیھ ولم یتكلم. وفي النھایة حصر قدمھا برقة بین راحتي یدیھ. وأدار رأسھ، وھو یأتي بھمـــا وجھا لوجھ واستطاعت أن ترى رموشھ وقد تركت مبللة لوحدھا نتیجة ذوبان الصقیع منھا . فقال لھـا " أھذا أفضل ؟
-كثیرا.ً أشكرك" .
-مرحباً ِب ِ◌ك.
لم یقم بحركة لیحرر قدمھا تاركا الخیار لھا لتسحبھا من بین یدیھ . أنزلت ساقھا مــن فوق فخذیــھ وھي
24
تأخذ زوج جوارب جافة من جیــب معطفھا وفسحت لقدمھــا المجــال لتتحرك بعیـدا عنھ من دون أن تصبح بشعة راقبتھ بطرف عینھا عندما أنحنى إلى الأسفل وحل رباط حذائھ.ولكن حتى بعـد أن أرخى الرباط ظل منحنیا إلى الأمام وسند مرفق یده على ركبتھ وأسند رأسھ على یده.
-ھل تشعر أنك تمرض ثانیة ؟
-لا أعتقد ذلك. أنھا موجة من الدوار. سوف تمر.
-من المحتمل أن لدیك صدمة" .
-ذلك غیر محتمل.
-أنا آسفة.
-نغمة اعتذارھا جعلتھ یرفع رأسھ.فقال"لماذا یجب أن تأسفي
؟إذا كان الاعتذار لي فلیس علیك أن تحطمي سیارتك". -لم أستطع أن أرى ما خلف غطاء المحرك وفجأة كنت أنت ھناك أمامي تماما. و"-----
-بقدر ما ھو خطأي كان خطأك أیضا.ًرأیت مصابیح سیارتك أتت من حول المنحنى.لم أرغب أن أفقـــد آخر أمل لي لأركب وأذھب إلى البلدة ولذلك بدأت أركض بكل طاقتي إلى الخارج . واحببت
زخماً كبیراً جداً في النزول من المنحدر. والشيء الآخر أنا أعـرف بأنني لیس على الطریق بـل أنا في الطریق". -كان غباء مني أن أستخدم المكابح بقوة إلى ھذا الحد".
ھذا فعل ینم عن لا مبالاة مرفوضة . على أیــة حـــال لا تلومي نفسك على ذلك. ربما خرجت عن مساري
لسبب".
-لقد أنقذت حیاتي على الأرجح. فلو كنت لوحدي كنت سأبقى في السیارة وأتج ّمد في الصباح.
-إذن من حسن الحظ أنني أتیت.
-ماذا كنت تعمل ھنا على القمة ماشیا على القدمین. ؟ -أنحنى إلى الأسفل وھو یسحب حذاءه الأیمن قائلا " لمشاھدة معالم المدینة" .
-الیوم ؟
-كنت أمشي على القمة".
-بالعاصفة الھوجاء ؟
-للجبال نوع مختلف من ألأغراء خلال أشھر الشتاء. خلع حذاءه الثاني وألقاه جانبا . ثم بدأ یفرك بأصابع قدمیھ فقال " حینما أصبحت جاھزا للعودة إلى البلـدة لــم یشتغل محـــ ّرك سیارتي . كانت البطاریة فاقــدة للشحنة." أخمن ذلك.فقررت أن أسلك طریقا مختصرة في الغابة بدلا من أتباع الطریق وكل تعرجاتـــھ" .
-في الظلام ؟.
-في أدراك متأخر لم تكن الأذكى من القرارات.ولكنني سأكون على مــا یــرام إذا لم تدخل العاصفة بسرعة كبیرة. -أنا أخطأت في الحساب أیضا وسقطت نائمة و....توقفت عندما لاحظت عیناه ترمشان بسرعة كما لو أنھ یتجنب الدوار. -ھل سیغمى علیك ؟
-ربما ھذا الدوار الملعون.
-وقفت ووضعت یدیھا على كتفیھ قائلة " اتكأ إلى الخلف وأسند رأسك.
-إذا أغمي على دعیني أقف . سوف لن أنام مع الصدمة. -أنا أعدك أن أبقیك مستیقظا. أستلقي على ظھرك". -لازالَ ھو یقاوم.
-سأجعل الدم یسیل على أریكت ِك.
أنا نادرا ما أفكر بتلك الأمور یا سید تیرني. بالإضافة إلى ذلك ھي لم َت . ُعد أریكتي
25
-ھوى الآن ودعاھا تضغطھ إلى الخلف حتى أستقر رأسھ على الوسادة.
-تماما الآن ؟
-أفضل ، شكرا".
ذھبت إلى أریكة أخرى وأصبحت تشعر بالقشعریرة ورغم أنھا ــت نفسھا في وشاح معقودتلبس معطفــا، فقد لف . ّ
رغم أن تیرني أبقى عینیھ مغمضتین إلا أنھ قال " لم تعد م
َّأریكتك بعــد ذلك ؟ سمعت عن ھـــذه القمرة في السوق.ھل ت بیعھا ؟
-كان الإغلاق یو َم أمس.
-من أشتراھا ؟ أحداً ما من البلدة ؟
-لا ، زوجان متقاعدان من مدینة جااحبنفیل بولایة فلوریدا. أنھم یریدون قضاء فصول الصیف ھنا.
-فتح عینیھ ونظر ھنا وھناك في الغرفة الرئیسیة فقال" أن القمرة تتوفر فیھا كافة وسائل الراحة ولكن تم بنائھا وزخرفتھا لتبدو ریفیة، لجعلھا ملائمة لمكانھا في الجبل . الأثاث عائلي وكبیر جدا ومصمم للراحة بدلا من العرض. لقد اشتریا لھما ثاني بیت عظیم" .
-نعم لقد فعلا.قالت وھي تنظر بطرف عینھا ھنا وھناك في الغرفة وتقیس قوة بنائھــا"سنكون بخیــر ھنــا أعني لأمد العاصفة . ألیس كذلك ؟
-ما ھو مصدر الماء لدیك ؟"
-خزان في السھل عند منتصف الطریق بین ھذا المكان والبلدة. -نأمل أن الأنابیب لم تتج ّمد لِ َحد الآن" .
-نھضت وأدارت الحاجز الذي یفصل الغرفة الرئیسیة عن المطبخ فقالـت " لدینا ماء . أعلنت ذلك عندمــا شاھدت الماء یقطر رذاذاً من الحنفیة.
-ھل حصلت على أي شيء لنجمعھ في الداخل ؟
أدوات المطبخ كانت ضمن بیع القمرة . بدأت تملي كل قدر وأناء متی ّسر فقالت "نحن نحتاج أن نجمع كل میاه الشرب التي
نستطیع جمعھا قبل أن تتجمد الأنابیب.أنك محظوظ أن ذلك الأكل معك.سوف لن نجوع وجدت مقلات تحمیص كانت قد استخدمتھا
في عید الشكر ووضعتھا في المغسل تحت الحنفیة . وعندمـــا عادت إلى الغرفة الرئیسیة تحركت إلى الموقد وھي تقول" ھنالك حطب مكّدس على الشرفة".
للا،ً-نعم ولكنني لاحظَت ُھ عندما أتینا إلى ھنا فقد كان معظم ُھ مبّ وزنود الخشب لا یمكن تجزئتھا.
-ھذا انتباه جید منك".
-لدي موھبة للأخذ بالتفاصیل بسرعة" .
-وأنا لاحظت ذلك أیضا.ً
-متى ؟
-قالت . متى ؟ ثم انفصلت" .
-متى لاحظت موھبتي للأخذ بالتفاصیل ؟ أللیلة أم في ذلك الیوم من الصیف الماضي ؟
بكلاھما أنا أفترض.على الأقل على المستوى اللاشعوري. -تساءلت ما ھي التفاصیل التي تخ ّصھا والذي قد أخــذ بھــا ذو
العیــون الزرقاء بسرعة ." كلاھما اللیلــة وحزیران الماضي". سألھا قائلاً " لماذا خابرتھ ؟
-بدا سؤالھ الفظ خارج سیاق الكلام . لكنھ لم یكن حقیقیاً . نظرتبطرف عینھا إلى ھاتفھــا الخلوي الــذي وضعت ُھ على منضدة القھوة لیسھل الوصول إلی ِھ إذا رن.وقبل أن یأتي دورھا لتجیب قال لھا"سمعــت أنك طلقت".
26
نعم فعلنا ذلك.
-إذن لماذا اتصلت بھ اللیلة ؟
-دوتش رئیس شرطة كلیري الآن" .
أنا سمعت بذلك . سیعالج حالات الطوارئ الناجمة عن العاصفة. لدیــھ الصلاحیـة لیطلب المساعدة لنا إذا
أستطاع."فّكر ملیا لعدة ثوان ثم ألقى نظرة سریعة إلى الباب قائلا"لا أحد یأتي ھنا اللیلة . أتدركیــن ذلك؟
-أومأت برأسھا قائلة " أنا أعتقد بأننا سنكون في بلدتنا ھذه اللیلة . قالتھا بردة فعل لعصبیتھا المفاجئـــة،
دفعت یدیھا عمیقا في جیبي معطفھا وصرخت قائلة "آه عدة الإسعافات الأولیة أنا نسیتھا تقریبا.سحبتھا من جیبھا. كانت صندوق بلاستیكي صغیر بصلیب أحمر على الغطاء، شيء ما
تضعھ أم حیة الضمیر في كیس التسوق الخاص بھا قبل القیام بنزھـة في ملعب الأطفال . فتحتھا وفحصت محتویاتھا . فقالت" لیس ھناك الكثیر فأنا خائفة. ولكن یجب أن ینظف جرح الرأس
بوسادات مطھرة على الأقل. نظرت إلیــھ بریب فقالت"ھل ترید أن تزیل قبعتك بنفسك أم أنك تثق بي لأزیلھا. ؟ بأي من الطـرق أنا خائفــة یا سیــد تیرني فقد أصبحت مؤلمة".
-لیلي ؟
-ھمم ؟"
-لماذا أصبحت أنا فجأة سید تیرني ؟"
-استھجنت ذلك بشكل مضطرب فقالت" یبدو أنھ، أنا لا أعرف أیھما أكثر ملائمـة بطریقة مــا . تحــت ھذه الظروف". -الظروف ھي التي جعلتنا نرسو إلى الشاطئ سویة لفترة غیر محددة من الوقت واعتمدنا أحدنا على الآخر لنجاتنا ؟" -الذي ھي الأبشع بالأحرى" .
-لماذا الأبشع ؟
-قالت وھي تئن علیھ لأنھ أصبح أبلھ " لأنھ باستثناء ذلك الیوم على النھر، أنا وأنت غرباء " .
-تمایل بشكل ملحوظ عندما وقف ، ولكنھ كان ثابتا على قدمیھ بما فیھ الكفایة عندما مشى نحوھـــــا ببطء فقال"إذا كنت تعتقدین بأننا غرباء بعد ذلك فأنك لم تتذكري الیوم الذي التقینا فیھ.أنا أتذّكر نفس الطریق "
رجعت خطوة إلى الوراء وھ ّزت رأسھا، أما لتمسح عنھ ذكریات یوم مشمس متلألئ أو لتدرأھا عنھ.لـــم
لم تكن متأكدة أیھما قائلة " أنظر تیرني"------
قال" الحمد. " ثم ومضت منھ ابتسامة جذابة تذكرتھا بتفاصیل مشوشة وأضاف قائلا" أنا عائداً لأكـــون
تیرني" .
-تیرني؟ الوكیل الخاص في جارج كنت بجلي عادت الاسم. -صحیح یا سیدتي ت-ي- ر-ن-ي الاسم الأول بن وأجاب أن شارلي وایز الوكیل الخاص. كـــل شخص مـن مكتب التحقیقات الفیدرالي في شارلوت ینادي شارلي وایز بلقبھ.أما ھوت فھو شخص ما لم یستطع أحــد أن یتذكره خاصة حیث أرتبط أسم جده
بالبوم الناعبة. كان اللقب مناسباً بشكل مضاعف لأنھ ارتــدى درع السلحفاة ونظارات بعدسات دائریة كبیرة مما جعلتھ یشبھ البوم. كان بجلي یمعن النظــر في تلك العدسات الآن. مباشرة في عیني ھوت التي لا ترمشان،ینظر إلیھ بنظرات حادة أسموھا مرؤوسیھ بكسـارة الجوز. من خلف ظھره بالطبع. كان بجلي قد ولد وفیا مؤمنا من جدید ، یحمل في یده الإنجیل الكبیر دائما وقـــــد حفر أسمھ علیھ بحروف ذھبیة وھو مغلّف بجلــد أسود . یبدو منظره بالیــا من كثــرة القراءة المتكـررة. وغالبا ما كان یقتبس منھ . أن أحدى الثلم في المقیاس الأخلاقي لبجلي ھو
استخدامھ للغة الإیحائیـــة أو البذیئة.لم یتح ّملھا ولم یسمح باستخدامھا من قَِبل الرجال والنساء الذین یخدمون تحت أمرت ِھ.اعتاَد على استخدامھا بنفس ِھ عندما یشعر أنھ بحاجة ما ّسة للوصول إلى غایت ِھ التي كانت كل عشر ثوان. كان ھوت وكیل واثقا من نفسھ،متمكن وھادئ.با َن علیھ الخوف بشكل أقل من
أغلب أولئك الأقویاء العاملین بإمـــرة احبارة جوز بجلي . لم تھ في میدان الرمي ولكنھ كان سریعا في استخدامیعرف أحداً دقّ
الحاسبة بمــــا لا
27
یقبل الجدل.بر َع في البحث وكانت موھبتھ لا نظیر لھا. فإذا لم یستطع ھوت اجتثاث المعلومات فأنھا غیر موجودة.واجھ نظرة رئیسھ القاسیة بثقة قائلا" كنت أنظر إلى بن تیرني لعّدة أیام بین حین وآخر وظھرت بعض الحقائق المثیرة".
-أنا أصغي إلیك" .
ح ّركھ بجلي في كرسي مقابل منضدة المكتب. ولكنھ منذ ذلك الحین كــان یلقي نظرة على ھوت التي قــال
عنھا بأنھ أفضل للوكیل أن لا یتسبب في ھدر وقتھ . بدأ ھوت بالحدیث حتى قبل أن یجلس . فقال" طوال السنوات الماضیة كان بن تیرني یتنقل إلى داخل وخارج المنطقــة وعلى وجــھ الخصوص منطقــة كلیري یأتي كل بضعة أشھر ویبقى لأسابیع قلیلة وأحیانا شھر ثم ینتقل" .
-قال بجلي ھنالك مجموعات من زوار عطلة نھایة الأسبوع
والمصطافین" .
-أنا أدرك ذلك یا سیدي.
-إذن ما الذي جعلھ في مرتبة خاصة؟ ھل أن زیارتھ إلى كلیري تتزامن مع حالات الاختفاء ؟
-نعم سیدي، تزامنت.أنھ یبقى في منتجع یبعد حوالي میلین من مركز البلدة في قمرة خاصة مزودة بمطبخ صغیر . أراضي تشرف على شلال، وبحیرة خاصة".
-أومأ بجلي برأسھ.عرف نوع المكان الذي وصفھ ھوت. فھناك المئات منھا في منطقة الولایة،حیث كانت السیاحة تشكل المصدر الرئیسي للدخل بالنسبـة للجالیات الجبلیــة الصغیرة . تجــري
فعالیات في الھــواء الطلـق مثــل صیــد الأسمــاك والتن ّزه وإقامــة المخیمــات واستخــدام زوارق الكایاك وھي زوارق جلدیــة یستخدمھا الاسكیمو.حیث تجري ھناك مباریات عظیمة.وحسب ما رواه مدیر المنتجع، فأن السیـــد تیرني یحتفظ لنفسھ دائما بالقمرة الأكبر وھي رقم ثمانیة . حیث تحتوي على غرفتي نوم ومجال للجلوس مـــــع موقد . وھذه ذات مغزى . وھو یقوم بالتنظیف بنفسھ لا یھم كم یبقى . یأخذ بطانات من الكتان النظیــــف ویتجنب خدمة التدبیر المنزلي ونادرا ما تدخن المدخنة.
-لكن ذلك غریب. ترك بجلي مكتبھ وتحرك إلى الحامل الذي یمسك اللوحة الفلینیة التي جلبھــا ھـــوت إلى المكتب قبل اجتماعھما وكانت علیھا صــور فوتوغرافیة مثبتة لخمس نســـاء فقــدن مــن منطقــة كلیري سویة مع البیانات المجموعة عـــن الأعـــداد وتاریخ الاختفـــاء والوصـف البدني وعدد أفـــراد العائلــــة والأصــدقاء المقربین والاھتمامـــات والھوایات والانتمـــاءات الدینیــــــة والمستوى الدراسي والحسابات
المصرفیة أو المصادر الأخرى للتمویل. ولا واحد من ھذه المواقع المعینة التي شوھدت فیھا آخر مــــرة
وأي شيء قد یساعد على أیجاد المرأة.رأس خیط لمعرفة الفاعل المجھول الذي أختطفھا والذي یحمل في ھذه القضیة لقب الأزرق. ھل تنطبـــق على تیرني ھذا لمحة حیـــاة المنتھك الجنسي المتسلسل.؟ بالرغم من أنھ لم یسبق وأن ثبت بأن الجرائم الجنسیة قد ارتكبت ضد النساء المفقودات.یفترض أنھ كان ھــــــذا سبب اختطافھن. نعم سیدي ھو أبیض تقریبا تزوج مرة واحدة. باختصار ھو مطل . ّق حالیا
-وماذا عن الزوجة السابقة ؟
-تزوجت مرة أخرى" .
-ماذا تعرف عن الزواج والطلاق ؟"
-بیركنز یعمل لصالحي في تلك الزاویة . ھو ینقب". أستمر" .
-عمره ٤١ عاما.ً لدیھ جواز سفر أمیركي وأجازة قیادة مركبة
من ولایة فرجینیا. طولھ٦ أقدام و٣بوصات وزنھ ١٨٥ باون على الأقل عندما جدد أجازة قیادة المركبة.شعره بني.عیونھ زرقاء،لا یوجد شعر في ولا ندب ولا وشم مرئي في وجھھ . یقول مدیر الملجأ أنھ مؤدب وسھـل وھــو یعطي بقشیش لمدبــرة المنزل حتى وأن لم تنظف لھ.
لدیھ بطاقة ائتمان رئیسیة واحدة . یستخدمھا لكل شيء تقریبا ویدفع المیزان الكلي كل شھــر ولا توجــد بذمتھ دیون لم یدفعھا.یقود سیارة جیب شیروكي آخر طراز. التسجیل والتأمین ساري المفعول . یبدو أنھ
28
مثل المواطن الصلب. أمیر بین الرجال.
-بالرغم من الملاحظات عرف بجلي أن مظھر الفرد وسلوكھ یمكن أن یخفي العقـــــل ألأجرامي أو النفسي المریض اجتماعیا. فخلال سیرتھ الذاتیة وحیاتھ الطویلة صادف أناس مخادعین جدا . كانت ھناك امـــرأة
تر ّملت ست م ّرات قبل أن یفكر أحدا بالتحقیق في ھذه الصدفة الغریبــــة.عذرھا في قتل أزواجھا الكل في طریقة ممیزة ومخترعة ذلك أنھا عشقت ترتیب الجنائز.كانت تسقط مثل الحجل الطائر.جمیلة كالخوخ. لم یعتقد أحد أنھا قادرة على قتل ذبابة المنزل.وكان ھنالك شخص یعزف موسیقى سانتا كلاوس في مركـــز تسوق مجاور في كل عید میلاد.مرح وحنون. محبوب من قبل كل الذیــن عرفوه . كان الأطفال یجلسون على ركبتھ ویصغي لمــــا یریدون في عید المیلاد . یلقي بقصب السكر . یوصیھـــم أن لا یكونوا أشقیـاء ثم یختار احد المنتھكین جنسیا قبل تقطیع ّع في الجواربالجسد.ویضع أجزاء متنوعـة من الجسد المقطــ
النسائیة المخصصة لعید المیلاد والتي یعلقھا من عباءتھ. ھا . ھا. ھا.
-لم یفاجئ بجلي شیئاً آخر وخاصة خاطف النساء الـذي كــان مؤدبــا والذي یمنــح بقشیش بكــرم ویدفــع فواتیره في وقتھا. -سألھ بجلي" وماذا عن الأصدقاء؟ ھل أنظم إلیھ احد في تلك القمرة الذي یؤجرھا؟
-لا أحد . ھو یحتفظ بھ لنفسھ لیستشھد بالسید كص ألمر مالك المنتجع" .
حدق بجلي بصورة لورین إلیوت المرأة الثالثة التي اختفت . لھا تجاعید سیئة وابتسامة حلوة . وجـــدت
سیارتھا عند مطعم الشواء بین العیادة الطبیة التي كانت تشتغل فیھا كممرضة وبیتھا . لم ترفع ھاتفھــــا لطلب الأضلاع. -أین أتصل بن تیرني بالبیت؟
-أجاب ھوت"ھو یحصل على بریده في شقتھ التي یملكھا في ولایة فرجینیا خارج مقاطعة كولومبیا تماما. ولكنھ نادرا ما یكون ھناك. یسافر على نطاق واسع.
-جاء بجلي قائلا"ھل نعرف لماذا ؟"
خلط ھوت كومة المواد المطبوعة التي جلبھــا إلى الداخـــل وألحق بھا مجلــة شعبیة للألعــاب الریاضیة
والنشاطات في الھواء الطلق . قلب صفحة ٣٧ بإبھامـھ لیجـــد قصـــة حول ركــوب الطوافــات في نھر كولورادو . شرح ھوت قائلا أنھ كاتب حر ذھب إلى الإثارة بقصـــد المغامرة والاصطیاف
، یكتب عنھــا ویبیع المقالات إلى المجلات التي تلبي اھتمامات معینة .
تسلّق الجبال ، التنزه ، الغطس بالرئة المائیة، سباق الكلاب التي تسمیھ أنت،التزلج المعلق، أنھ انتھى منھا. " وتصاحب المقالة صور ملونة لرجلین واقفین على السرب الصخري للمیاه الضحلة في النھـــــر. میاه بیضاء في الخلفیة. كان أحد الرجال ملتحیا سمینا وأقصر بكثیر من ستة أقدام وثلاث بوصات. -تیرني".
-قال بنفاذ صبر " لیس ذلك الأحمق بل رئیس الشرطة. -بیرتون. دوتش بیرتون".
صحیح. ألا توجد لھ قصة ھناك ؟
كان یعّرف أسفل الصورة بأنھ دلیل الرحلة. الآخر مبتسمـــا
وتنطبـــق علیـھ إلى حد ما أوصاف بن تیرني ابتسامة عریضة بیضاء ھزیلة ووجھ مسفوع من أشعة الشمس.وشعر نفختھ الریح.عجوز بصلابــة كـرة البیسبول. أذرع منحوتة. في زوج من سراویل شحن قصیرة.
-عبس بجلي على ھوت قائلا " ھل أنت تمزح معي ؟ أنھ نوع رجل ترمي النساء سراویلھن الداخلیة علیھ .
كان تید بندي رجل السیدات ".
-ش َخ َر بجلي معبراً عن اعتراف ِھ بھذه النقطة متسائلا" وماذا عن
النساء؟"
-علاقات ؟
أو أي شيء جیرانھ في ولایة فرجینیا بالكاد عرفوه لأنھ نادراً ما یكون ھناك ولكن بالإجماع قالوا أنھـــم
29
لم یسبق وان شاھدوا امرأة في ھذا المكان.
" أعزب بمظھر جید مثل ُھ ؟"
سأل بجلي
أستھجن ھوت قائلا " قد یكون شاذً
- ا،ً أنا أخمن ولكن لیس ھناك
دلالة على أنھ كذلك.
-تجرأ بجلي قائلا" ھو یمكن أن یكون قد حاز على حب امرأة مخفیة بعیدا في مكان ما ؟
-أفرض أنھ یفعل ذلك نحن لم نجد دلیلاً واحدا.ًفلا علاقة طویلة أو قصیرة بالنسبة لتلك المسألة ولكنني كما قلت ھو یسافر كثیرا.ً ربما أنت تعرف أنھ یتمسك بالرومانسیة متى وأین یستطیع . -فكر بجلي في ذلك. المغتصبون التسلسلیون أو قتلة النساء نادرا
ما یتعھدون أو یدیمون علاقة صداقة تدوم طویلا . أن لدیـــھم كره شدید للنســـاء إلى حد نموذجي . یكـــون العـــداء مستتر ومخفي جیـــدا بالاعتماد على نفسیة المنتھك. أو یعبرون عن
طریقتھم بشكل علني، عادة ما تكون علنیة بعنـف تلبس بالجرم المشھود ضد النقیض.
-قال بجلي . حسنا. لقد أثرت اھتمامي ولكنني أتمنى أن یكون لدیك أفضل من ھذا.
-خلط ھوت بأوراق أكثر لیجد الورقة التي كان یبحث عنھا فقال " ھذا مقتبس مذكرات یومیـة لملیسنت جن شاھدت بن تیرني للمرة الثانیة في الیوم.فللمرة الثانیة في الأیام الثلاثة الماضیة.كان
ھو رائع جداً وذو نزوة ممتازة دائما بالنسبة لي. یوجد خط تحت كلمة جدا یا سیدي.
-أعتقد أن ما تعنیھ بھذا الخط أنھ یحّبني. قّدر الوقت للتحدث معي بالرغم من أنني سمینة. أؤرخ ذلك المدخل قبل ثلاثة أیام من اختفاءھـا. لـــم یشتكي والدیھــا على أحد أصدقائھا المدعو ( ب.ت) . أنھمــا لا یعرفان أیشخص ینتحل ھذا الاسم أو حروف ٍأسمھ الأولى.
-سمینة؟
-في الحقیقة أن الآنسة جن نھمة وفاقدة للشھیة.
-أومأ بجلي برأسھ بعد أن قرأ في صفحتھا مباشرة. حــول علاجھـا في المستشفى العـــام الماضي. أین رأت (ب.ت) مرتین في غضون ثلاثة أیام.؟
-ذلك ما وضعني على بن تیرني ذھبت أنقب لأرى من ھو (ب.ت). قـــد یكون المكان المنطقي الأول ھو المدرسة الإعدادیة . أتیت إلیھا فارغة وكان كل من ( ب.ت.س) بنات.
المكان المنطقي الثاني سیكون المكان الذي تعمل فیھ ملیسنت
وھي تعمل بشكل وقتي كاتبة في مخزن
ع ّمھا . فبالإضافة إلى الأجھزة ومعدات البستنة التي یبیعھا.... توقف ھوت برھة ورفع نظاراتھ قائلا
حاجات ریاضیة، ملابس، ومعدات.
-التفت بجلي إلى اللوحة الفلّینیة،یمعن النظر في صور الضحایا الخمسة الظاھرة وھو یعض على شفتـــــھ السفلى مستغرقا بالتفكیر.فقد ر ّكز على الأولى . ھل كان بن تیرني في كلیري وقت اختفــاء توري لامبرت
في تلك النزھة على القدمین؟-
أعترف ھوت قائلا " لیس لدي سجل في كونھ ھناك في الیوم الحقیقي الذي اختفت فیھ لحد الآن . ولكنھ كان
الفصل السابع
جفلت من تعبیره المریع فسألتھ " لماذا تقول ذلك ؟ ھل لدیك إصابات لا أعرف عنھا ؟
-قد یكون الجزء الأیسر من جسمي كلھ كدمات وقروح.فالأضلاع تبدو كأن شخص ما حاول أن ینتزعھا بقوة على حدة بواسطة عتلة، ولكنني لا أعتقد بأن لدي أضلاع ماحبورة" . -ذلك جید .ألیس كذلك ؟
-نعم ولكن قد یكون شيء ما في الداخل احبر. كلیة ، كبد، طحال . "
ألم تعرف إذا كان لدیك نزف داخلي؟
-أن ِت تعتقدین كذلك . ولكنني سمعت بأن الناس یموتون من
النزف الداخلي قبل أن یكتشف . أذا بـــدأت بطني بالانتفاخ فسیكون ذلك مؤشر جید بأنھا ملیئة بالدم.
-ھل لاحظت أي انتفاخ، ألم عند اللمس ؟
-لا.
-سحبت شفتھا السفلى من أسنانھا قائلة"إذا كان ھناك احتمال بأنك تنزف فھل یجب أن تأخذ الأسبرین؟
الوضع الذي یشعر بھ رأسي یستحق المجازفة. أراح نفسھ من مقعد الحاجز، ذھب إلى مغسلة المطبخ
وأزال الإبریق الذي امتلأ وھو بقول بغطرسة "أنا حي. سنحتاج إلى ماء للشرب لفترة من الوقت غیر
محدودة. ما ھي الحاویات الأخرى التي جلبتھا ؟
-فتشا الكوخ سویة وبدءا بملأ أي شيء یحفظ الماء. -قال أن ذلك سيء جدا،لدیك حمام فقط . یمكن أن نستخـدم حوض الحمام . وعندما ملئا كافــة القـــدور والمقلات وحتى سطل الماسحة ، بدأا یفكران بالمسائل الأخرى. فسألھا" ما ھو مصدر الحرارة لدیـك,
الكھرباء ؟
-غاز البروبان، ھنالك خزان أسفل الأرض.
-متى ملأتھ آخر مرة؟
-على حد علمي في الشتاء الماضي.ولأنني كنت سأبیع المكان لم أطلب ملئھ في الخریف الماضي وحسب علمي دوتش أیضا . -إذن یمكن أن یكون قد نفذ.
-أنا أفترض ذلك بالاعتماد على مدى استخدام دوتش لھ إذا لم أكن ھنا.
-منذ متى أنت كنت ھنا ؟
-حتى ھذا الأسبوع، كانت أشھر.
-ھل بقیت ھنا ھذا الأسبوع؟
-نعم".
-وھل دوتش أیضاً ؟
-وفجأة انحرف التأكید على محادثاتھم بعیدا عن كمیة البروبان المتبقیة في الحوض.
-ذلك سؤال غیر مناسب یا تیرني".
-یعني ھو فعل ذلك.
-قالت بحدة طبع " في الواقع لم یفعل ذلك".
صمد أمام نظراتھا لعدة نبضات.ثم استدار مبتعدا ومشى إلى منظم حراري مثبت على الجدار قائلا" أنا
ذاھب لتنظیم درجة الحرارة بشكل أقل وبالتالي یدوم غاز البروبان لفترة أطول. تماما؟
-رائع" .
-لو فرغ الخزان سنعتمد بشكل تام على الموقد.آمل أن تكوني قد جلبت حطــب أضافي أكثر مــن الحطب الذي كان على الشرفة" .
35
-كرھت معنى كلامھ بأنھا لا زالت تنام مع زوجھا السابق لكنھما ھي وتیرني محصوران سویة لم تكــن ھنالك غرفة أخرى لتنفرد بنفسھا عند الغضب. تركت المسألة تموت. فقالت ھنالك حطــب
أكثر مخزون في السقیفة. أجابت وھي تتحرك بالاتجاه العام قائلة " ھنالك طریق إلیھا"------
-أعرف أین ھي.
-السقیفة؟أنت تعرف؟البنایة الصغیرة من الخشب بنیة اللون، تتحمل العواصف وقد بنیت بحیث لا یمكن رؤیتھا من الطریق ولا
من الكوخ. دمجت بشكل خال من الشقوق في محیطھا وكانت غیر مرئیة فعلا. أو أنھا اعتقدت ھكذا.
-كیف عرفت عن الكوخ یا تیرني؟
-لقد أخبرتني عنھا في الصیف الماضي.
-تذكرت ماذا أخبرتھ بشكل محدد لأنھ منذ ذلك الحین أعادت محادثاتھما في رأسھا ألف مرة.
-أنا أخبرتك بأن لدي كوخ في المنطقة ولم أقل لك أین كان ھو. -لا أنت لم تفعلي ذلك.
-إذن كیف عرفت اللیلة؟
ألقى نظرة طویلة علیھا ثم قال"أنا تنزھت لفترة طویلة في ھذا الجبل. ففي یوم من الأیام أتیت إلى ھذا
الكوخ والسقیفة،من دون أن أدرك أنني كنت في ممتلكات خاصة.كنت أفترض أنني تجاوزت،ولكن لم تكن لدي غایة.رأیت علامة ( معروض للبیع) ولأنني أحببت أن أنظر إلى المكان.فقد اتصلت بالسمسار الوسیط. وعلمت أن الكوخ یعود لك ولزوجك لق.رفع ذراعیھ إلىولكنك كنت تبیعین بسبب الطلاق المعّ
جانبیھ.وأضاف أن تلك الطریقة التي أتیت بھا لأعرف مكان كوخك .
رمقھا بنظرة جعلتھ یجرؤ أن یوجھ المزید مــن الأسئلة ثم قــال" والآن كم من الحطــب في السقیفــة -حزمة قیاس (آ) ( مقیاس الحطب. (
رغم أنھا لم تكن جاھزة أن تترك لھ مسألة معرفة الكثیر جدا عنھا، فھي لم تر أي منفعة في متابعتھا
وخلق رغبة مریضة. أجابت" لا یوجد طریق قرب حزمة الحطب . "
-حسنا سیتم إنقاذنا قبل تحطیم الأثاث وحرقھ.
-كم تعتقد أنھ یستغرق؟ أعني حتى یتم إنقاذنا" .
-جلس على الأریكة حیث المنشفة التي تغطي بقع الدم الآن على الوسادة الخلفیة ووضع رأسھ علیھا. فقال" من المحتمل لیس غدا،یمكن أن یكون بعد غــدا.وھذا یعتــمد على العاصفة ومقدار تراكم الجلیـد، یمكن أن تكون الفترة أطول من ذلك. تذكرت الشتاء قبل الماضي. حینما سّدت الطریق الجبلي عاصفــة ثلجیة لأیام. فترك الناس في المناطق البعیدة بلا كھرباء بسبب سقوط خطوط الكھرباء.وتستغرق أعادة الخدمات أسابیع في بعض الحالات ویعود سكان المناطق الجبلیة إلى عملھم الطبیعي.العاصفة تھیج في الخارج الآن ویتنبأ لھا أن تكون أسوأ وتدوم فترة زمنیة أطول من سابقتھا.
جلست لیلي على الأریكة المقابلة لھ وسحبــت الوشاح من فوق ساقیھا وقدمیھا . مسرورة لأن تیـرني فّكر في الجوارب الإضافیة.ستعلّق الرطبة منھــا فوق مؤخرة مقاعــد الحاجز لتجف . ما زالت سیقـــان البنطلون رطبة، ولكن یمكنھا البقاء بذلك البنطلون طالما كانت قدمیھا جافة ودافئة بشكل معقول. -سألتھ على كم درجة وضعت منظم الحرارة؟
-ستون.
-ھمم.
قال أنا أعلم أنھ لیس ساخنا بشكل مضبوط.یجب أن تضعي رقبة السلحفاة الأخرى للعزل الإضافي.لكي
یحفظ حرارة جسمك" .
-أومأت برأسھا ولكنھا لم تتحرك لتنھض فسألتھ" ما ھو تصورك عن درجة الحرارة في الخارج؟
-أجاب من دون تردد" ریاح باردة تحت الصفر".
36
-نظرت بطرف عینھا إلى ألموقد قائلة "إذن أنـا لا أشتكي من درجــــة حرارة حوالي الستین. مـــع ذلك ستكون النار ھادئة" . -ستكون ولكنني أفّكر بصدق"----
-لا ، لا أنت محق بشأن الاقتصاد بالوقود.
-كنت أتوق فعلا إلى الصوت العالي في الخارج. أحب كنف الموقد.
-أنا أیضا.ً
-یجعل أیة غرفة أكثر راحة.
-نعم.
-بعد لحظة سألتھ" ھل أنت جائع؟".
-لا زالت معدتي مصابة بالغثیان. ولكنك إذا كنت جائعة فلا تكوني احبولة. كلي شیئا.ً
-أنا لست جائعة أیضا.ً
-قال لھا "لا تفكري في أن تجلسي معي."أستطیع أن أبقى مستیقظا إذا كنت تعبة أو شعرت بالنوم"---
-في الحقیقة لا.
-لا مجال لھا أن تنام وتخاطر بفقدان الشعور ویمكن الغیبوبة. -احتاج ھو أن یبقى مستیقظا لساعات قلیلة قبــل أن یكون بأمان لینام . أما ھي فكانت قیلولتھا بعد تلـك الظھیرة كافیة لتمنعھا من
النعاس الآن.كانت تتحدث لتملأ الصمت.والآن حیث توقفا عن الحدیث،بقیت أصوات الریح وأغصـان الأشجــار لوحدھا تضــرب على الإفریــز والمطر الثلجي یقــرع على السطــح انحرفت

0 تعليقات