قصة مخيفة للكاتب إسلام سمير عبد الرحمن ( مجلة أدم وحواء )


#قصة_مخيفة
#قصة_قصيرة 
اليوم سنتحدث عن قصة شيقة للغاية، سنتحدث عن تلك الفتاة الخرساء التي تعيش في بيت الدمية.
قالت "مارثا" ذات السبع سنوات عبارتها وهي تقف مرتدية ثوباً وردياً جعلها تبدو  كالملاك، وهي تقف أمام زميلاتها في الصف الدراسي ممسكة بكراستها التي دونت فيها قصتها لمناقشتها في حصة الدراما.
بدت الدهشة في عيون التلاميذ والتلميذات وعبّر البعض عن انفعاله بضحكة أو شهقة، المعلمة الشقراء الجميلة اكتفت بالابتسام في حكمة. فلقد سمعت من تلميذاتها أغرب القصص التي تدل على خيال خصب كالمحيط ولذلك قالت بلهجة معسولة:
- جميل يا "مارثا" يا حبيبتي، وما إسم تلك الفتاة؟
لعقت شفتيها بلسانها وهي تتطلع إلى باقي التلاميذ وتقول في فخر:
- إسمها "فيرونيكا" وهي صديقتي الوحيدة..
رفعت إحدى التلميذات سبابتها وهي تقول:
- "فيرونيكا" دمية والدمى لا تتحدث، فلماذا تقولين عنها إنها خرساء؟
كانت المعلمة غاية ف السعادة بالنقاش الذي قد بدأ يحدث، فهي تعشق الأطفال في هذا السن ولهذا تصر دائماً على العمل في تلك المدرسة رغم العروض التي تلقتها بالعمل في مدارس إعدادية بمبالغ أكبر.
هزت "مارثا" رأسها نافية وهي تقرأ من الكراسة :
 - "فيرونيكا" ليست دمية، إنها صديقتي وهي خرساء لأن (مالكوم) الشرير قطع لسانها وكسر ذراعها اليمنى.
صرخت فتاة سمراء: 
- إنها حكاية مقرفة ....
ابتسمت المعلمة وقالت:
- "مارثا" ... لا تفزعي زميلاتك بتلك التفاصيل، دعينا نتحدث عن "مالكوم"، من هو؟
- "مالكوم" هو صديق "فيرونيكا"، ولقد كان يهينها يوميا ويضربها ويطلق عليها  "السحلية الشمطاء" حتى حاولت أن تهرب منه وجاءت لكي تختبئ لدي في بيت الدمية، ومن يومها وأنا لم أكف عن الحديث معها، كنت أقضي أغلب اليوم معها في بيت الدمية، وفي الليل أخرج منه لأنام في فراشي  بعد أن يأمرني والدي، نجلس دائماً معاً وأغني لها وهي دائماً ما كانت ترسم لي رسومات جميلة وتكتب لي ما تريده في الورق؛ لأنها لم تستطع أن تتحدث منذ عاقبها "مالكوم" بقطع لسانها وكسر ذراعها...
- ولماذا عاقبها "مالكوم" الشرير؟
جالت بعيناها الزرقاواتين في وجوه زميلاتها وبدا عليها التردد قبل أن تعود لتقرأ من الكراسة:
- يقول "مالكوم" إنه اكتشف خيانتها له وسجل لها مكالمة مع عشيقها فكان يجب أن تتلقى عقابها...
بدأت المعلمة تشعر بالقلق لانحراف أحداث القصة إلى هذا المسار العجيب، فصفقت بكفيها لتقول:
- رائع يا "مارثا" يا حبيبتي، قصة جميلة، يمكننا أن نستمع الآن إلى قصة أخرى ... قطعت عبارتها عندما شاهدت الدموع في عينيها فهبطت على ركبتيها لتصل إلى مستوى قامتها وتجفف دموعها قائلة:
- لماذا تبكين يا حبيبتي؟ هل هناك أحداث أخرى تريدين أن تقصيها علينا؟
هزت رأسها وهي تقول في صوت متهدج: 
- "فيرونيكا" تتألم طيلة الوقت، وخطها سيء للغاية لأنها كتبت القصة بيدها اليسرى فيدها اليمنى لا تزال مكسورة.
التقطت المعلمة الكراسة من يد تلميذتها وهي تقول: 
- "فيرونيكا" الدمية ... كتبت لنا القصة؟
كانت الكراسة ممتلئة برسومات ساذجة بقلم "مارثا" والقصة مكتوبة بخطها الطفولي، ولكن ما لفت نظر المعلمة هو الأربعة أسطر الأخيرة...
كانت مكتوبة بخط ردئ للغاية ولا تحتوى إلا على تكرار لحرفين....

تأملت الحروف دقيقة قبل أن تفهم معناها وأغلقت الكراسة وقرأت إسم تلميذتها المكتوب  بالكامل "مارثا مالكوم ماكينزي"، وهنا تراجعت وقد ارتسم الذعر على معالم وجهها...
                      ***********

عندما داهمت قوات الشرطة منزل الفتاة ، استغرق منهم الأمر فترة حتى عثروا على باب القبو الخفي بمساعدة "مارثا"، وهناك وجدوا فتاة دلت التحريات على إنها "فيرونيكا جونز"، وكانت في حالة هزال شديد، وعند فحصها وجد أن لسانها قد قطع بأداة حادة وفي ذراعها اليمنى كسر مضاعف لم يلتئم بعد، كانت على علاقة بوالد الفتاة وعندما عرف إنها ستنفصل عنه اختطفها وعذبها، و قرر أن يسجنها بالقبو وعندما انتبهت الفتاة لما يفعله، أخبرها بأنها دمية جديدة جاء بها من أجلها، و أن القبو ما هو إلا بيت لتلك الدمية،  وتحت تأثير الضغط  النفسي تعرضت (مارثا) لغسيل مخ، واقتنعت بالقصة وحاليا الأب يقضي فترة العقوبة بالمصحة النفسية مشددة الحراسة وتم تسليم الفتاة لأسرة بديلة.
                           تمت
قصص 
روايات
روايات مصرية
روايات واتباد
قصص وروايات الجيب
رعب 
 

إرسال تعليق

0 تعليقات