قسمة جائرة بقلم نوران عيسى _مجلة الشفق

قصة قصيرة 

منذ توليي لحكم الغابة لم يعد الجميع يعاملونني كالسابق فتسالت بيني وبين نفسي ربما حدث مني ماجعلهم يختارون الابتعاد عني رغم اني مازلت اكن لهم المحبة فعندما كنت وليا للعرش كان الجميع يحبون صحبتي ولطالما توددتوا لهم ووعدتهم بعهد يسوده العدل عكس والدي ولكنهم لا يقدرون مافعلته لاجلهم ولاجل الغابة لقد بسط الامن والامان واصبح الاعداء يخشون الاقتراب من غابتنا. 

جلس الاسد مهموما شاردا لا يعلم سر خوف الحيوانات منه فلقد اصبح حزينا من معاملتهم الجافة له فرغم كونه الملك الان الا ان ذلك العرش لم يجلب له سوى الوحدة المؤلمة،اجتمعت الحيوانات  يتشاورون في مابينهم ربما يجدون حلا جذريا لما يحدث معهم واتفق جميعهم على ان يتولى الثعلب مهمة الحديث مع الاسد واخباره بكل مشاكلهم التي اصبحت فوق طاقاتهم فالغذاء لم يعد يكفيهم بعد القسمة الضيزى التي فرضت عليهم ، تقدم الثعلب بخطوات بطيئة نحو عرين الاسد فربما يكون هذا اليوم اخر ايامه فالمهمة جلية وان اخطأ فلن يرحمه الملك. 

كنت افضل الاصدقاء للملك منذ طفولته فكنا نتشارك الاوقات المبهجة والحزينة وان وقع في مشكلة ما استخدمت عقلي وحيلتي لاخراجه منها ومازلنا على ذلك الوفاق والوداد حتى مات الملك وتولى هو عرش الحكم فاصبحت صداقتنا ذكرى جميلة محفورة في القلوب وهاأنا الان اخشى ان اقتل على يدي صديقي الملك فالحيوانات يعلقون امالهم علي ويظنون ان مابيننا مازال كما هو. 

دخل الثعلب باطراف ترتجف ولكنه جاهد عدم اظهار حالته المذعورة وتقدم يلقي التحية على الملك بكل تبجيل

- السلام عليك ايها الملك. 

رفع الملك الشارد بصره اليه وارتسمت ابتسامة السعادة على محياه ورد على تحيته

- وعليك السلام ياصديقي، سعدت لرؤيتك. 

ربما تلك الكلمات بثتت بعض الشجاعة في قلب الثعلب فتقدم مقتربا منه قائلا

- اتيتك في خير ايها الملك. 

رد الاسد ومازالت ابتسامته مرسومة ببهجة 

- تحدث ياصديقي فانا اسمعك. 

تنهد الثعلب وقال وهو يشيير الى الفرائس المتجمعة على احدى زوايا عرينه 

- اتمنى ان يكون طعام الملك يكفيه. 

اختفت ابتسامة الملك فرتعبت اوصال الثعلب واستطرد باعتذار به بعض الحيلة

- اعتذر منك ايها الملك فقد اتفق الحيوانات في الغابة على زيادة حصتك في الطعام فمامعهم يزيد. 

عادت ابتسامة الملك تشرق من جديد وقد فهم قصد الثعلب المضمور خلف كلماته واجابه 

- اذا هذا ماجعل الجميع يبتعد عني، لم اكن اظن ان العرش قد ينسيني هموم الحيوانات ويجعلني انانيا الى هذا الحد. 

ثم اردف وهو يقف مقتربا من صديقه الثعلب 

- حسنا سوف اوزع مالدي من فرائس الى بقية الحيوانات ومنذ اليوم لن اخذ من الفرائس سوى مايكفي حاجتي.