بصي خلينا نتفق اتفاق، انا هحكيلك وانتِ هتسمعيني لحد ما اخلص..
محمود ووفاء اتجوزوا؛ محمود اتجوزها عشان هي ست جميلة وهيتباهي بيها وسط اصحابه، وفنفس الوقت هتشبع رغباته الجنسية، أما وفاء بقى فاتجوزت محمود لأنه رجل غني، وبفلوسه هيقدر يكفيها ويكفي أهلها.. مصالح مشتركة بين طرفين واتسمت جوازة!
مع مرور الزمن محمود شبع من وفاء وبص لغيرها، وطبعًا مابقاش يصرف عليها ولا على أهلها زي الأول، وفاء ماكنش هاممها أوي إنه يبص برة طالما بيديها الفلوس اللي هي عايزاها، لكن مع مرور الوقت زي ماقولتلك، محمود بقى بيصرف فلوسه على الستات اللي بيعرفهم...
غريبة العلاقة بين الرجل والست يا مدام سعاد!
علاقة مليانة تناقضات ومفارقات، بتبدأ بكلمة وبتنتهي بكلمة!
الرجل دايمًا بيبقى شايف الست شهوة زيها زي الأكل بالظبط، لو فضل ياكل نفس الأكلة لوقت طويل هيمل ويزهق، وبعد وقت أكيد هيدور على أكلة تانية حتى لو مش في حلاوة الأكلة اللي بياكلها..
أما الست بقى فبتشوف الرجالة عبارة عن بنوك متحركة، بتختار منهم البنك الأجمل وطبعًا اللي مليان فلوس أكتر..
(بس ده غلط.. في ستات كتير مابيتجوزوش الرجالة عشان الفلوس)
لأ انتي اللي غلط.. تقدري تقوليلي كام واحدة ممكن تستحمل تعيش مع رجل مابيديهاش الفلوس اللي بتطلبها منه؟!
الستات اللي ممكن يستحملوا زي ما استحملت مرات النبي أيوب مابقوش موجودين، ولو هنفترض جدلًا يا ستي إن في منهم دلوقتي، فصدقيني قليلين جدًا وأكيد وفاء مش منهم، المهم خليني أكمل لك الحكاية..
وفاء خلفت من محمود ولد ومع ذلك برضه ماكنش هاممها الولد ولا حياتها مع جوزها، هي كل اللي كان يهمها الفلوس اللي كانت بتاخدها من محمود، الفلوس اللي لما بقت أقل من الأول بدأت وفاء تدور على طريقة تربط بيها محمود وتحاول تمنع علاقته بالستات اللي يعرفهم، حاولت تتكلم معاه لكنه عايرها بفقرها وهي ماقدرتش تتكلم.. ماقدرتش تتكلم لأنها كانت عارفة إن هو عارف إنها متجوزاه بس عشان فلوسه، سكتت وفاء لكن الأفكار فضلت تتصارع جوة راسها لحد ما لقت فكرة تقدر بيها تآذي محمود..
وفاء عن طريق الصدفة لقت كتاب سحر في مكتبة بتبيع كتب مضروبة، اشترت وفاء الكتاب وبدأت تقرأ اللي جواه لحد ما وصلت لفصل بيشرح ازاي الأنسان ممكن يحضر خادم من الجن يآذي أنسان تاني أو بالتحديد يعني يربطه جنسيًا، وفاء قرأت الباب كويس ونفذت شروطه لكن للأسف ماحصلش حاجة ومحمود ماتأذاش، أو هي كانت فاكرة كده.. إنما في الحقيقة اللي حصل كان غير ما وفاء كانت فاكرة أو غير ما كانت بتتمنى، الكتاب ده كتاب جواه عزايم وطلاسم مش مظبوطة ومتداخلة لأنه مضروب، بمعنى إن باب الربط العزيمة اللي موجودة جواه بتحضر جن أسمه (طالوش)
طالوش ده بقى جن بيسكن جسم أي طفل في المكان اللي بيحضر فيه، وعشان كده لما وفاء حضرته ماحصلهاش حاجة لكن أبنها هو اللي اتسكن، طالوش لما حضر وسكن جسم الطفل ماعجبهوش حالة الولد الصغير اللي اتظلم بين أم وأب يستاهلوا اللي جرالهم، فقرر إنه يوسوس لهم باللي عملوه في بعض، ومتهيألي انتي عارفة الباقي...
شيلت النضارة من على وشي وبصيت ليوسف وقولتله بقلق وخوف..
(يعني انت عاوز تقول لي يا يوسف إن انت لابسك جن هو اللي وسوس لوالدك ولوالدتك إنهم يعملوا في بعض كده)
لما سألته سؤالي ده، قام يوسف اللي عنده ١٠ سنين من مكانه وجه ناحيتي بخطوات بطيئة وثابتة لحد ما بقى واقف جنبي، قرب من ودني اليمين وهمس بصوت واطي..
(جوزك مش شايفك زي زمان أجمل واحدة في الدنيا، بيبص كتير على الجيران وبيتمنى لو أي واحدة منهم تبقى مكانك، وانتي كمان مابقيتيش تشوفيه الرجل المثالي بعد الجواز، شوفتي بقى إن كلكوا تستاهلوا يتعمل فيكوا اللي حصل لمحمود ووفاء)
لما قال لي كده بصيت ناحيته لقيت عينيه بيضا تمامًا وشعره كان منتصب بطريقة غريبة!!
أول ما شوفت شكله ده قومت جري من مكاني وخرجت من الدار كلها زي اللي بتهرب من حريق...
أنا الأخصائية الأجتماعية (سعاد الباجوري)
أستلمت شغلي في دار لرعاية الأيتام من كام يوم، ادارة الدار كلمتني عن ولد عندهم أسمه يوسف بيعاني من شوية مشاكل، بيفضل قاعد لوحده كتير، نظراته غريبة، لما حد بيضايقه.. الحد ده بيتأذي أو بيتعب بمرض شديد، كل دي حاجات خلتني قريت ملفه وبصراحة أشفقت عليه أكتر ما خوفت منه، يوسف والده رجل الأعمال (محمود الراوي) اتقتل أو بمعنى أصح اتدبح على إيد مراته (وفاء عبدالوهاب) بعد ما قطعتله عضوه الذكري، وبعد كده ماتت لأن هو كان حاططلها سم في العصير اللي شربته قبل ما تقتله!
قضية غريبة ومش مفهومة كان ضحيتها الطفل يوسف اللي ماحدش من قرايبه رضي ياخده، ف الشرطة جابته للدار اللي انا اشتغلت فيها، لما قريت الملف في البداية أشفقت عليه.. لكن بعد الجلسة اللي حصلت ما بيننا اتأكدت إنه مش طبيعي، يوسف اتكلم معايا كلام مستحيل ولد في عمره ده يقوله، انا بصراحة تعاطفي معاه اتقلب لخوف ورعب بسببهم قدمت استقالتي من الدار خالص، أيوة انا سيبت الدار لأني مش حمل أي مواجهة تانية مع الكائن اللي جوة يوسف ده، الكائن اللي ماعرفش ازاي خلى رجل يسم مراته وبعد كده هي تقتله و ف نفس الوقت إبنهم يكون حابس نفسه في أوضته!
مشيت من الدار ومارجعتلهاش تاني ومابقتش اسأل ولا حتى هفكر اسأل عن حالة يوسف لأنها أكبر من إستيعاب عقلي البشري، لكن بعد ما حكيتلكوا الحكاية تبقى عدة أسئلة...
هو مين الظالم ومين المظلوم في الحكاية؟!
هل محمود ووفاء هم الظالمين لأنهم شافوا الجواز مجرد مصالح؟!
ولا طالوش اللي وسوس لهم عشان يقتلوا بعض؟!
ولا الظالم هو الرجل اللي باع الكتاب لوفاء؟!
ولا الظالمين في الحكاية من الأساس هم أهل محمود ووفاء اللي مازرعوش فيهم معنى كلمة جواز؟!
ولا أصلًا كل اللي في الحكاية دي ظلمة ومظلومين؟!
تمت
#محمد_شعبان_المخوفاتي
#العارف
0 تعليقات