قصة ( أسوأ من السحر ) بقلم محمد شعبان _ مجلة الشفق

من يوم ما اتولدت وانا عايش في قرف وزهق بسبب خناقات امي وعمتي، أصل انا اتربيت في بيت جدي اللي ابويا اتجوز وعاش فيه هو وامي لحد ما خلفونا انا واختي، عمتي بقى كانت ست صعبة شويتين؛ ست تعدت ال ٤٥ سنة وهي لسه ماتجوزتش، فالموضوع ده بقى كان مسبب لها ضيق وخنقة بتطلعهم في امي على شكل خناقات عادية ويومية، لكن اللي حصل في الفترة الأخيرة خلى الأمور توصل ما بين أمي وابويا لحارة سد زي ما بنقول... طب انا مين؟!

أنا يا عزيزي أسمي عزيز عبد العزيز
أو زي ما الناس بينادوني "زيزو"
عندي ١٨ سنة
وزي ما ذكرت عايش في بيت جدي، أو فضلت عايش فيه لحد اليوم اللي هحكي عنه ده...
في اليوم ده البيت كله صحي الصبح بدري على صوت خناقة ما بين أمي وابويا، طبعًا انا قومت من عالسرير وخرجت من أوضتي لأوضتهم، لما وصلت سمعت أمي بتقول لابويا بصوت عالي..
- المايه اللي لقيتها قصاد الأوضة دي جت منين، ماهو مش معقولة يعني كل يوم والتاني هلاقي ماية عند عتبة الأوضة بالشكل ده.
وقتها ابويا رد عليها وهو موطي صوته..
- طب وطي صوتك طيب بدل ما تفضحينا.
ردت عليه أمي بنبرة صوت أعلى..
- لا انا مش هفضحنا احنا، انا هفضح اختك اللي بترمي لنا أعمال ومايه قصاد الباب عشان تموتني ولا تموتك ولا تبهدلنا احنا وعيالنا.
وقتها ابويا حاول يهديها بس للأسف البيت كله كان صحي وسمع اللي حصل، وقتها قعد جدي مع أمي وعمتي اللي أنكرت إنها رمت حاجة قصاد باب أوضة نوم امي وابويا، وقتها امي اتعصبت وفضلت مصممة إن ابويا ياخد لنا شقة بعيد عن بيت جدي اللي عمتي عايشة فيه وماينفعش إنها تسيبه مهما حصل، وقتها جدي حاول يهدي أمي لكن ابويا اتدخل وقال إنه هيعمل اللي امي قالت عليه لأن ده الحل الوحيد اللي بيه هنقدر نسيطر على خناقات امي وعمتي المتكررة، وبالفعل ده اللي حصل.
بعد يومين والدي كان شاف شقة إيجار جديد بالقرب من بيت جدي، الشقة كانت كويسة وسعر إيجارها مش بطال ف عجبت أمي وابويا وكمان عجبتني انا واختي، ومن تاني يوم على طول نزل ابويا مع أمي وبدأوا يشتروا العفش وابتدينا بقى نحضر نفسنا عشان ننقل من بيت جدي لشقتنا الجديدة، بعد كام يوم كنا اشترينا العفش ونقلنا في الشقة الجديدة، بصراحة الشقة كانت واسعة ومريحة، وبالتأكيد يعني هي أحسن بكتير من بيت جدي لأنها هتريحنا من وجع الدماغ اللي كنا عايشين فيه بسبب عمتي، لكن للأسف وجع الدماغ والمشاكل ما انتهتش بنقلنا للشقة الجديدة، بل بالعكس المشاكل كبرت وبقت أبشع وافظع من قبل كده لأن المرة دي المشاكل كانت مجهولة وابتدت بدري اوي؛ تحديدًا يعني ابتدت من أول يوم بيات لينا في الشقة...

ليلتها بعد ما نمت انا في أوضة واختي في أوضة وابويا وامي في أوضة، صحيت من النوم على صوت حد بيهمس بكلام مش مفهوم جنب ودني اليمين، قومت من النوم وانا متضايق اوي..
-جرى أيه يا هدى.. حد يهزر يصحي حد كده؟!
قولت كده لأني افتكرت إن صوت الهمس ده اختي اللي عاملاه كمقلب يعني من مقالبها فيا عشان تصحيني، لكني لما فتحت عيني وبصيت جنبي عالسرير ناحية اليمين، شوفت اللي خلاني قومت بسرعة وانا مرعوب؛ انا شوفت حاجة أو مخلوق كده له شعر طويل اوي مغطي كل جسمه قاعد جنبي عالسرير، كنت شايفه كويس بسبب نور (صاعق الذباب) اللي كنت مشغله في أوضتي، فضلت واقف ببصله للحظات كده وهو مابيتحركش لحد ما فجأة سمعت صوت صراخ اختي هدى جاي من الصالة، وقتها نسيت المخلوق وكل حاجة وخرجت جري من الأوضة ناحية صوت هدى، لما خرجت من الأوضة لقيت هدى واقفة في الصالة وهي عمالة تصرخ وتعيط، طبعًا وقتها امي وابويا خرجوا جري من أوضتهم على صوت صراخ وعياط هدى اللي قربوا منها وحاولوا يهدوها وانا كمان كنت بعمل زيهم لحد ما بعد شوية هديت اختي، أختي اللي لما سألناها عن سبب صراخها بالليل كده قالت لنا...
-انا كنت نايمة على سريري عادي جدًا، بس فجأة صحيت على صوت ناس بتهمس وبتتكلم جنب ودني بلغة مش مفهومة، لما قومت وبصيت جنبي عالسرير شوفت..
وقتها انا قاطعتها..
-شوفتي مخلوق شعره طويل قاعد جنبك.. تحديدًا ناحية اليمين، صح؟!
وقتها اختي برقت وقالتلي..
-أه صح.. بس انت عرفت منين؟!
وقتها ابويا اتكلم وقال..
-أكيد شافه زي ما انتي شوفتيه، وزي ما انا كمان شوفته.
وقتها أمي قالت لابويا..
-وانا كمان شوفته بس في الحلم!
بصينا كلنا لبعض بنظرات خوف وقلق، ماكناش فاهمين ولا عارفين سبب للي احنا شوفناه ولا حتى كنا عارفين أيه ده أصلًا، قطع الصمت ونظارتنا لبعض أمي لما قالت لابويا..
-أكيد ده تأثير السحر اللي اختك كانت بترميه قصاد باب أوضتنا.
وقتها ابويا اتعصب وقال لها..
-يووه يا نجلاء، احنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى، قولتي عاوزة تمشي ونقعد في شقة لوحدنا واديني عملتلك اللي انتي عاوزاه عشان اخلص من السيرة دي، وبعدين هي أي حاجة هتحصل لنا هيبقى السبب فيها أختي.. ده انا خايف الماية تقطع ف تقولي إن اختي اللي شربت ماية النيل كلها عشان تقطعها عليكي.
وقتها انا وهدى ابتسمنا غصب عننا بصراحة، لكن امي بقى وكعادتها يعني اتعصبت على ابويا وبدأت تتخانق معاه لحد ما قاطعتهم لما شغلت التلفزيون اللي في الصالة على قناة من قنوات القرأن، وقتها كل اللي قاعدين سكتوا وبعد كده امي خدت هدى أختي ودخلت تنام معاها في أوضتها، وابويا دخل أوضة النوم وفتح النور وبدأ ينام، أما انا بقى ف فضلت قاعد لحد ما النهار طلع في الصالة، ومع طلوع النهار صحي ابويا ونزل شغله وانا نزلت قعدت مع اصحابي لأننا كنا في أجازة الصيف، مر اليوم لذيذ وعادي لحد ما الليل جه ودخلنا كلنا ننام، ليلتها أمي نامت مع أختي في أوضتها برضه وابويا نام في أوضة النوم لوحده، وانا دخلت أوضتي وبدأت اروح في النوم لأني بصراحة كنت مرهق جدًا لأني كنت مطبق من الليلة اللي قبل دي، روحت في النوم وانا مبسوط اوي لأني كنت مرهق.. عارف انت النوم اللي بيبقى طعمه لذيذ اوي بسبب إنك مانمتش قبله لفترة طويلة؟!
أهو ده بالظبط اللي حصل لي، وده برضه اللي خلاني قومت متضايق لما سمعت صوت مزعج اوي صحاني من عز نومي، الصوت كان صوت حديد بيخبط في بعضه؛ يعني كأن شخص ماسك حاجتين حديد وعمال يخبطهم في بعض ببطء عشان يعملوا صوت مزعج صحاني من النوم مخنوق، لما قومت من النوم بدأت ابص حواليا في الأوضة والحمد لله يعني مالقتش حاجة غريبة ولا حاجة ترعب زي ما حصل في الليلة اللي قبل دي، لكني لما صحيت الصوت ماسكتش وده اللي خلاني اركز مع مصدره، الصوت كان جاي من برة أوضتي (تحديدًا من الصالة) ف قومت وخرجت برة الأوضة وأول ما خرجت لفت نظري إن التلفزيون شغال على قناة القرأن لأن أمي كانت مشغلاه قبل ما ننام، بس كان شغال من غير صوت!
روحت ناحية الريموت كنترول بتاع التلفزيون وعليته على الأخر لكن برضه ماكنش طالع منه صوت، وقتها افتكرت إن سماعات التلفزيون بايظة ولا حاجة، بس اللي اكتشفته إن الموضوع كان غير كده، أنا لما خرجت للصالة اختفى الصوت شوية لكنه رجع تاني بس المرة دي الصوت كان جاي من ورا ضهري وانا واقف قصاد التلفزيون، ساعتها اتسمرت في مكاني وحركت رقبتي لورا عشان اشوف مين بيخبط بالحديد ده ورايا.. لكني لما بصيت مالقتش حد!
لفيت لفة كاملة بجسمي كله واديت ضهري للتلفزيون ووشي للصالة وانا ببص بتركيز اوي عشان اعرف الصوت الغريب ده جاي منين لحد ما فجأة ومن العدم ظهر قصادي، نفس الشيء اللي شوفته في أوضتي في الليلة اللي فاتت بس المرة دي بقى كان واقف وكنت شايفه وشايف كل تفاصيله كويس جدًا بسبب نور التلفزيون اللي كان جاي من ورايا، هو كان رجل قصير القامة، شعره طويل اوي اوي لدرجة إنه مغطي وشه وجسمه كله وواصل كمان للأرض، مش شكله بس اللي رعبني وخلاني واقف بترعش في مكاني رغم إن احنا في الصيف لأ... انا اللي رعبني أكتر هو الدم اللي كان مغرق شعره ومغرق الأرض من حواليه، كنت واقف قصاده بترعش ومش عارف انطق لحد ما لقيته بيقرب مني.. كان بيقرب بهدوء وكأنه بيطير مش بيمشي على رجليه زينا كده، فضل يقرب مني ببطء وبهدوء لحد ما بقى واقف قصادي بالظبط، أول ما بقى قصادي أنا حسيت إن جسمي كله اتخشب وأعصاب أطرافي كلها بقت مشدودة، والجو من حواليا بقى أشبه بنار جهنم اللي في ثانية خلت العرق يملى كل شبر في جسمي، كنت واقف وانا مبرق له ومش عارف انطق لحد ما فجأة الشعر اللي على وشه اتشال عشان اشوف أقبح ملامح ممكن اشوفها في حياتي، عيونه كانت مشقوقة بالطول وشفايفه ماكانتش موجودة وفتحة فمه كانت عبارة عن تجويف أسود، وأنفه كان طويل جدًا لدرجة إنه بقى قريب من وشي!
أنفاسه اللي عاملة زي رياح جهنم كنت حاسس بيها اوي هي والحرارة الشديدة اللي حواليا لدرجة إني كنت حاسس إن جسمي بيسيح، كنت وقتها بدعي بيني وبين نفسي (لأن ماكنتش قادر اتكلم طبعًا) إن قلبي يقف وربنا ياخدني في اللحظة دي، لأن أكيد أي أحساس هحسه هو أفضل بكتير من الأحساس اللي انا كنت حاسس بيه، بدأت احاول اغمض عيني عشان ماشوفش شكله لكني برضه ماكنتش قادر اغمض وكأن جسمي كله بقى متخشب زي الميتين، وكأن برضه كل اللي مطلوب مني إني أفضل باصص له وافضل بتأمل في ملامحه الغريبة والمرعبة لسبب ما!
كنت واقف بتهز في مكاني وانا قلبي بيدق بسرعة لحد ما قطع المشهد صوته ال حاد لما صرخ بصوت عالي..
(موتووني.. موتووني)
أول ما قال كده حسيت بهوا سخن اوي خارج منه، سخونية الهوا دي خلتني غصب عني رجعت لورا وساعتها قدرت أغمض عيني لثواني، لما فتحت عيني تاني بسرعة، مالقتش المخلوق أو الجن ده قدامي، وف نفس الوقت صوت القرأن اللي كان شغال في التلفزيون رجع تاني وكان عالي جدًا، لما القرأن اشتغل انا حسيت إن جسمي اتفك وكل حاجة حواليا رجعت طبيعية زي ما كانت، ساعتها روحت ناحية الريموت بتاع التلفزيون وعقبال ما وطيت الصوت شوية كانوا كل اللي في البيت صحيوا، لما صحيوا حكيت لهم على اللي حصل وكالعادة أمي اتخانقت مع ابويا والخناقة ختمت بأن أمي خدت اختي ودخلوا ناموا في أوضتها وانا وابويا فضلنا صاحيين لحد الصبح، لما النهار طلع خدت بعضي وروحت جري على بيت جدي، وهناك قابلت عمتي اللي اتخانقت معاها خناقة كبيرة اوي بسبب اللي بيحصل لنا، بس انا لما زعقت لها فضلت تعيط وقالتلي إنها مالهاش ذنب في اللي بيحصل وكل ده بسبب كلام امي اللي مش صح طبعًا، ولما سألتها عن المايه اللي بتبقى قصاد أوضة أمي وابويا فسرت لي ده بأن الأوضة جنبها حمام ف من الوارد إن الماية خرجت من أرضية الحمام لحد قصاد الأوضة، وقتها بصراحة انا ماصدقتهاش وكملت زعيق معاها لحد ما جدي اتدخل وزعق لي، وقتها الجو اتوتر ف اضطريت إن انا أخد بعضي وامشي.
خرجت من بيت جدي، بس وانا خارج قولت بيني وبين نفسي إن ممكن تكون المشكلة في الشقة الجديدة وعمتي فعلًا ممكن مايكونلهاش ذنب، بس لما روحت وسألت الجيران اللي حوالينا عن أصل الشقة كلهم أكدوا لي إن الشقة الكويسة ومافيهاش حاجة، وقالوا لي كمان إنها اتأجرت كتير لناس قبلنا ماحدش منهم اشتكى من أي حاجة غريبة قبل ما يمشي!
بصراحة بعد ما سمعت كلام الجيران بقيت عامل زي اللي تايه كده ومش فاهم حاجة لحد ما ربنا ألهمني ودخلت المسجد أصلي الظهر، بعد الصلاة قعدت مع شيخ المسجد وحكيتله على اللي حصل وساعتها هو قال لي..
-بص يا ابني.. اللي انت شوفته ده مش سحر عمتك عاملاه، وأكبر دليل على كده إنكوا لما كنتوا قاعدين في بيت جدك ماحدش منكم كان بيشوف حاجة، وبعدين اللي انت شوفته ده لو جن ف هيقولك موتوني ليه؟!
يا ابني اللي انت شوفته ده قرين واحد مات مقتول أو مظلوم وظهرلك عشام بيحاول يبين لك حاجة أو يكشفلك سر اتقتل بسببه صاحبه.
لما الشيخ قال لي كده رديت عليه وقولتله بتعجب..
- يعني يا عم الشيخ ازاي ده قرين وازاي شكله عامل كده، مش المفروض القرين بيكون شبه صاحبه؟!
لما سألته السؤال ده جاوبني الشيخ وقال..
- لا يا ابني خالص مش شرط يكون شبه صاحبه، وده ببساطة لأن القرين ماهو إلا شيطان بيفضل ملازم الأنسان من يوم ما بيتولد ليوم مماته، وطبيعي يعني الشيطان ده بعد ما صاحبه يموت بيطلع ويقرف الناس في عيشتها وبيبقى متعلق بأي مكان أوي أي حاجة كان متعلق بيها صاحبه، وطبيعي برضه إن شكله يكون قبيح ومايكونش شبه الأنسان اللي كان ملازمه ولا حاجة.
لما الشيخ قال كلامه ده سألته وانا ببص له بتركيز..
- طب يا عم الشيخ انت قولت دلوقتي إن الشيطان ده بيبقى متعلق بمكان أو بحاجة صاحبه كان متعلق بيها، ف لو هنفترض جدلًا يعني إن صاحب القرين ده مات ف الشقة اللي احنا فيها دلوقتي دي، ف اشمعنى بقى يظهر لنا احنا بس ومايظهرش للناس اللي قبلنا؟!.. وبعدين يا عم الشيخ ده كل الجيران بيأكدوا إن الشقة مافيهاش أي حاجة غريبة كانت بتحصل قبل ما احنا نسكن فيها!
لما قولت كلامي ده للشيخ رد عليا وقال لي..
- طب هنستبعد موضوع الشقة ده خالص وخلينا في العفش، هو انتوا اشتريتوا عفش شقتكوا جديد ولا مستعمل؟!
وقتها رديت علي الشيخ بتلقائية كده وقولتله...
-ماعرفش يا عم الشيخ، والدي ووالدتي هم اللي اشتروا عفش البيت كله، وانا ماكنتش معاهم وهم بيشتروا أي حاجة من العفش.
لما قولتله كده رد وقال لي..
-حلو اوي، يبقى الحل عند والدك، روح اسأله عن عفش البيت، لأن لو في حاجة من عفش البيت مستعملة ف ممكن تكون هي السبب في اللي انتوا فيه ده.
لما الشيخ قال لي كده خرجت من المسجد وروحت على المحل اللي بيشتغل فيه والدي وسألته عن عفش البيت إذا كان جديد ولا لأ، لما سألته جاوبني بأن في حاجات من العفش هو اشتراها مستعملة لأن تمنها بيكون أرخص عن ما هي جديدة؛ زي مثلًا النيش وترابيزة الكمبيوتر والسجاد والستاير، بس والدي لما قال لي على الحاجات اللي اشتراها مستعملة مالفتش نظري أي حاجة من اللي قالها غير السجاد، ماهو أه.. لو في حاجة من الحاجات دي فيهم مشكلة ف أكيد هتكون السجادة اللي في الصالة لأن هي دي اللي شوفت المخلوق أو القرين ده واقف عليها وهي غرقانة دم، هو أه ظهر لنا كلنا في أماكن نومنا لكنه ماتكلمش ولا عمل حاجة غير لما شوفته في الصالة، انا لما شوفته وظهر لي في الصالة كانت السجادة غرقانة دم وهو كان واقف عليها وساعتها هو اتكلم معايا وكنت هتأذي أو يمكن كنت اموت وقتها!
لما فكرت في الكلام ده سألت ابويا هو اشترى السجاد منين؟!
لما سألته اداني عنوان الرجل بتاع السجاد اللي لما روحتله وسألته عن أصل السجادة اللي عندنا في الصالة قال لي إنها فعلًا مستعملة، أشتراها هو من ناس كانوا بيبيعوا محتويات فيلا صاحبها مات وهم ورثوه، وطبعًا بعد ما اشتراها نضفها كويس وعرضها عنده في المحل لحد ما والدي اشتراها منه، لما قال لي كلامه ده، أنا من غير أي تردد سألته على عنوان الفيلا والحمد لله يعني الرجل طلع متعاون لأبعد الحدود واداني العنوان، بعد ما خدت منه العنوان روحت وسألت حارس الفيلا عن اصحابها ف قال لي إن الناس اللي ساكنين فيها دول اشتروها من الملاك الأصليين اللي ورثوها عن واحد قريبهم كان عايش لوحده، بس هو لما مات قرايبه دول ظهروا وورثوا كل حاجة هو كان بيملكها بما فيهم الفيلا ومحتواياتها اللي باعوها، وبعد ما باعوا المحتويات باعوا الفيلا نفسها لسكانها الحاليين، كنت واقف بتكلم مع البواب وكنت لسه هسأله عن الفيلا وهل بيظهر فيها حاجة ولا لأ، لكن فجأة قطع كلامي معاه صوت رنة تليفوني اللي لما رديت عليه عرفت من ابويا إن شقتنا ولعت وامي واختي فيها..!
أول ما سمعت كده من ابويا اللي اتصل بيا قفلت معاه وركبت تاكسي وروحت بسرعة على الشقة اللي لما وصلت عندها لقيتها متفحمة تمامًا، لكن بالرغم من تفحمها إلا أن أختي وأمي كانوا كويسين.. ويادوب بس اتصابوا بحروق خفيفة اوي اتنقلوا بسببها بعد كده للمستشفى وماقعدوش فيها كتير، بس انا بقى أول ما وصلت خدت بالي إن كل عفش البيت اتحرق ماعدا السجادة!
السجادة كانت هي الحاجة الوحيدة اللي سليمة في البيت، وقتها عرفت إن فعلًا السجادة دي وراها مصيبة ف أخدتها ونزلت بيها جري من الشقة ورمتها عند صندوق القمامة اللي بعد بيتنا بشوية، بس بعد ما رميتها ومشيت لقيت رجل بص عليها وبعد كده بص شمال ويمين وخدها وطلع يجري عشان ماحدش يشوفه....

الوضع الحالي بقى إن احنا سيبنا الشقة خالص وابويا خد لنا شقة جديدة في منطقة بعيدة خالص، وبالنسبة لأمي وأختي ف هم الحمد لله يعني مابيشوفوش أي حاجة غريبة إلا شوية كوابيس بتجيلهم كل فترة والتانية بسبب الحريق الغير مبرر اللي اتعرضوا له في الشقة، أمي لحد النهاردة هي واختي مش لاقين للحريق سبب، وده لأنهم كانوا قاعدين في أوضة من أوض الشقة وفجأة لقوا عفش البيت بيولع لوحده ف جريوا من الشقة قبل ما يموتوا جواها، وبالنسبة بقى لعلاقة امي ب عمتي ف هي بقت أفضل شوية (لكنهم برضه لسه مابيطيقوش بعض)
أما عني انا بقى ف طبيعي كنت ارجع المنطقة تاني عشان ازور جدي وجدتي وعمتي، بس أخر مرة زورت فيها المنطقة عديت بالصدفة كده من قصاد محل السجاد اللي ابويا اشترى منه السجادة الملعونة دي، والغريب بقى إن انا لقيت السجادة محطوطة في العرض وسط السجاجيد اللي في المحل، بصراحة كان عندي فضول اعرف السجادة دي رجعت للمحل تاني ازاي ف دخلت وسألت شاب من اللي بيشتغلوا في المحل لأن صاحب المحل اللي قابلته قبل كده ماكنش موجود، الشاب اللي سألته ده قال لي إن السجادة جت لهم من عند واحد بيته كله اتحرق وجه يبيعها لأنه ماكنش معاه فلوس، ولسوء حظ الرجل ف كل حاجة في شقته اتحرقت إلا السجادة دي، بصراحة أول ما سمعت الكلام ده من الشاب خدت بعضي وروحت على شقتنا الجديدة جري وبقيت لما بروح لبيت جدي بعد كده مابعديش من عند المحل ده تاني، وبالنسبة لورثة الفيلا واصحابها الأصليين ف انا ماعرفتش اوصل لهم لأنهم كتير جدًا ومن محافظة غير القاهرة ف كان من الصعب بالنسبة لي الوصول ليهم، وبالنسبة بقى لسكان الفيلا الحاليين ف دول لما روحت عشان اسألهم أو اعرف منهم أي معلومة عاملوني بطريقة مش كويسة وشبه طردوني يعني ف سيبتهم ومشيت، مشيت ومارجعتلهمش تاني لأني مابقتش اهتم بالموضوع، وده ببساطة لأني انتهيت منه بتخلصي من السجادة وكمان أسبابه بقت واضحة بالنسبة لي، الرجل اللي كان مالك للفيلا ده قرايبه قتلوه أو سلطوا حد عليه عشان يقتله وبعد كده ورثوه، دي حاجة استنتجتها وبقت واضحة بالنسبة لي بعد كل اللي عرفته وشوفته، طب انا بكتب قصتي ليه؟!!
انا بكتبلك قصتي يا عزيزي القاريء عشان ماتشتريش سجادة لونها بني جواها مربعات بلون أسود وتكون مستعملة، أياك تشتري السجادة المستعملة دي أو تشتري أي حاجة غيرها من عفش بيتك تكون مستعملة غير لما تتأكد من مصدرها الأول، لأنها ممكن تطلع مسكونة بقرين شخص اتقتل ممكن اوي يولعلك في بيتك لا قدر الله، وساعتها بقى لو ربنا سترها معاك وماحدش اتأذى من عيلتك أو انت نفسك ماتآذتش ف انت هتخسر كتير زي ما ابويا خسر لما اشترى لنا عفش جديد وخد لنا شقة جديدة غير اللي اتحرقت، بكتبلك قصتي يا صديقي عشان اقولك إننا مش عايشين لوحدنا في الدنيا دي، وكمان عشان اعرفك إن مش كل حاجة غريبة بنشوفها حوالينا وبترعبنا بيكون سببها سحر وأعمال.. صدقني في حاجات كتير أسوء من السحر، زي القتل مثلًا اللي بسببه اتلعنت سجادة وآذت ناس كتير والله أعلم لسه هتآذي ناس قد ايه... بكتب كلامي ده عشان احذركوا منها.. عشان احذركوا من السجادة اللي وجودها في بيتك أسوء بكتير من إن حد يعمل لك السحر..

تمت

#محمد_شعبان_المخوفاتي
#العارف
قصص رعب _ قصص مكتوبة _ المخوفاتية 

إرسال تعليق

0 تعليقات