المجموعة القصصية (مغامرات وحيد) القصة الاولى ( زوجتى السندريلا ) بقلم بسمة محمود

مساء الورد عدت أكثر من ست سنين من لما وقفت كتابة الروايات كانت شغفى الأول والوحيد وقتها معرفش توقفت ليه 
حبيت أرجع بذكريات معاكم بقصة فانتازيا كتبتها فى ٢٠١٧ #مغامرات_وحيد 
رابط تحميل أول قصة من السلسلة 
#مغامرات_وحيد
#زوجتى_سندريلا 
واقع أم خيال 
لا يهمنى الأمر 
يهمنى من أنا ؟
اسمى  وحيد حقاً أنا وحيد 
لا أصدقاء لا أشقاء لا رفيق سوى كتبى وعويناتى 
أبحر طويلاً فى بحر أساطيرى فواقعى ليس بالشيق أو اللذيذ لأكمل فيه 
لندع الواقع جانباً أصدقائى فلا حاجة لى بواقع يؤرق ليلى يكفينى أحلامى وخيالاتى 
هل أنا حقاً ذلك المهندس الوقور ذو العوينات والشعر المجعد المرفوع لأعلى فى ربطة دائرية كثيراً ما سمعتهن يتهامسن من خلفى على هيئتى تلك لم تعلمن تلك الحمقاوات أن بعد مرور عدة سنوات قلدنى الجميع وأصبح الشعر المجعد واللحية الغير مهذبة موضة يتهافت عليها الشباب 
ألم أخبركم أنى أسبق تلك الموضة اللعينة بسنوات 
"تباً لتواضعى "
اخترت الخيال ودعونى أحدثكم عن إحدى مغامراتى الخيالية 

روايات واتباد روايات رومانسية روايات عالمية روايات فصحى قصص قصيرة 

مغامرات وحيد الخيالية
المغامرة الأولى
زوجتى سندريلا
بقلم
بسمة محمود أحمد
اهداء
لكل حالم ساخر من واقعه
ماذا إن عِشت بعالم الأحلام ؟
هل تراك سعيد ؟
أم جنون الواقع أفضل الخيال الواهى
بسمة محمود
نصف ما نحلم به كان من الممكن ان نحصل عليه لو اننا لم نضيع نصف وقتنا في الاحلام.
فانتازيا
خليط من أحداث دراميّة تجمع بين الفكاهة والتراجيديا وغير ذلك وفق خيال الكاتب
وغالباً ما تكن حكايات أسطورية لا تمت للواقع بصلة
السلسلة تخيل منى لأدم وحواء إن تركا الواقع وعاشا وسط الأساطير والروايات كيف ستكن أيامهما
وهل حقاً الخيال أفضل من الواقع ؟
لكم الاختيار
بسمة محمود أحمد
تمهيد
عائد من دوامى كعادتى وقد انتصفت الظهيرة إنها حقاً ساعة الذروة تكدس المرور كعادة شوارع العاصمة ...تتلاحم الأجساد المتصببة عرقاً كسباقٍ أيهما يصل لمنزله أولاً
 قد يكون إنقاذاً لتلك البطون الخاوية
أو هروباً من تلك الشمس الحارقة
فى زاوية الشارع المزدحم يجلس ذلك العجوز البشوش يجلس فوق مقعداً بلاستيكياً يضع نظارته الطبية شارداً يغوص بداخل ذلك الكتاب حتى إنه بالكاد ينتبه لتساؤلات زبائنه ......تتكدس فوق فرشته الرثة الكتب يصفها فوق ذلك الرصيف الساخن ...مررت بجواره وقد تلألأت الكتب أمامى كالدرر فعشقى الأول للكتب قد تحرك كالجوع المسيطر على ّ صارعت ذاتى بين التقدم لألحق بتلك الحافلة المتوقفة وبين تلك الشهية الناهمة المتشوقة لشراء الكتب صراع حسم سريعاً لصالح الكتب ولعنة على الحافلة لا يهم سأنتظر غيرها ولكن عشقى للكتب يتلهف وها تلك البسطة البسيطة تمتلئ بالكتب وبالتأكيد الأسعار زهيدة مقارنة بمنصات البيع التجارية
تتلهف عيناى على الأغلفة وأسماء الكتب
اشتريت ما أردت وأسرعت لتلك الحافلة القادمة من بعيد لألحق بها عائداً لمنزلى
بين أروقة الخيال أسبح بخيالاتى لا أدرى لأنعزالى وانطوائيتى داعى أو سبب وجيه قد أكون مصاب بداء الاكتئاب كما يقول والدى أم أنى وجدت أنيس لوحدتى بين صفحات الكتب والروايات
واقع أم خيال
لا يهمنى الأمر
يهمنى من أنا ؟
اسمى وحيد حقاً أنا وحيد
فالعصفور يعرف من ريشه والرجل من أصدقائه
وأحمد ربى أن أصدقائى هم كتبى وحاسوبى لا غيرهم فلا حاجة لى لمنافقين يملأون حياتى غشاً وبهتاناً
أبحر طويلاً فى بحر أساطيرى فواقعى ليس بالشيق أو اللذيذ لأكمل فيه فاخترت عالم الأحلام أبحر بعيداً فى عالمى الخاص أنا البطل وأختار من شئت من بطلاتى
لا واقع يفرض نفسه ولا ظروف تحول بيننا
لندع الواقع جانباً أصدقائى فلا حاجة لى بواقع يؤرق ليلى يكفينى أحلامى وخيالاتى
هل أنا حقاً ذلك المهندس الوقور ذو العوينات والشعر المجعد المرفوع لأعلى فى ربطة دائرية كثيراً ما سمعتهن يتهامسن من خلفى على هيئتى تلك .
لم تعلمن تلك الحمقاوات أن بعد مرور عدة سنوات قلدنى الجميع وأصبح الشعر المجعد واللحية الغير مهذبة موضة يتهافت عليها الشباب
ألم أخبركم أنى أسبق تلك الموضة اللعينة بسنوات
"تباً لتواضعى "
لا يعلم أولئك الحمقى أن تكاسلى عن تمشيط شعرى أو الذهاب لصالون الحلاقة سيودى بمظهرى يوماً ما لموضة يتهافت عليها الشباب .
المغامرة الأولى
زوجتى سندريلا
" زوجتى سندريلا"
كعادتى منزوى فى حجرتى خلف ذلك المكتب الخشبى
عندما افتعلت والدتى كعادتها شجاراً قوياً لأترك العزلة وأخرج لأتنزه كما بقية الشباب بعمرى
ها قد نسيت أن أعرفكم بذاتى أنا وحيد لا تسخروا
حقاً اسمى وحيد وأنا وحيد فعلياً كنت وحيد والداى ووحيد بالحياة
تخطيت الثلاثون بقليل مهندس برمجة حواسيب
"مغفل" هكذا يصفنى الجميع وحقاً لا يعنينى وصفهم شئ فإن أردت حولت حياتهم لجحيم فلا تنسوا "مهندس برمجة"
أضجر الأوقات مناسباتنا العائلية التى لا تنتهى فوالدتى تلك المصرية طيبة القلب لا تنفك عن عزائمها لبنات العائلة لربما أتجرأ وأصبح كبقية شباب العائلة كما تسميهم هى " شباب مفتحة"
لا تدرى أمى العزيزة أن ابنها المغفل يتحكم بالجميع لكن من خلف حاسوبه لا أكثر وواقعه الغفلة لا أكثر
..........................................
نعود لتلك الليلة ...افتعلت والدتى شجاراً قوياً لأغضب وأخرج ولو قليلاً من المنزل وأترك مملكتى "غرفتى" هكذا أسميها دوماً مملكتى
إما قابع خلف مكتبى أتابع ذلك الحاسوب أو خلف مكتبى اقرأ كتباً وأساطير
نجحت خطة والدتى فى إجبارى على الخروج
.................................
تجولت قليلاً فى الطرقات ولم أدرى وجهتى حتى مررت بذلك الطريق الضيق
انعطفت فى ذلك الدرب المظلم
عندما سمعت صوت خربشات ونمنمات
جلت المكان بعينى لم أرى أى شئ سوى
  صندوق صفيح صدأ ملقى على الأرضية بزاوية الطريق تضاحكت محدثاً ذاتى :
" هو كتر قرايتى للكتب والأساطير جننتنى ولا إيه بتوهم إنى سامع خربشة ونمنمة دا صندوق صفيح اعقل بقى ...دا مجرد صندوق "
فعارض ذاته "مش يمكن يكون زى الفانوس السحرى لعلاء الدين ويطلعلى المارد ويجوزنى لواحدة حلوة وأبقى غنى ولا حتى أمير زى بتوع زمان أبقى زى الأمير اللى اتجوز السندريلا أو الأمير اللى أنقذ بياض التلج "
أكله فضوله الدائم أن يستكشف الأمر فانحنى يتناول ذلك الصندوق الصغير .
حاول جاهداً أن يفتح ذلك الصندوق لكن دون جدوى فحمله وذهب به لمنزله لعله يستطع فتحه بألة حادة
بمجرد دخوله اتجه لمطبخه وأخرج ألة فتح العلب الصفيح وثقب الصندوق
ليعلو الضباب ويسود الظلام إلا من ضوء خافت أحمر
تلعثم واضطرب وكاد يبلل ملابسه
ليترائى له المارد الضخم يسد باب المطبخ
"شبيك لبيك ننوس بين إيديك"
حاول استجماع أيات طرد الشيطان من عقله لكن دون جدوى قهقهات المارد صمت أذنيه فخارت قواه تماماً وتسمر مكانه وكُتم صوته لا يخرج
طالعه المارد بابتسامة كبيرة
 " وحيد ...أنت وحيد مش كدا ........؟"
 هز وحيد رأسه بالإيجاب فأردف المارد :
"أنتَ الليلة عملت فيا جميل كبير وخرجتنى من الصندوق اللى حبستنى فيه العجوزة بنت ال..... من سنين لما قلبت السحر عليها وحولتها بودان حمار بدل من المسكينة ضرتها اللى كانت عايزة تعملها العمل
فابتسم وحيد دون كلمة فقط يستمع لذلك الجنى الطريف ولوهلة نسى أنه أمام جنى بل إنسى طريف
أؤمر وأتمنى طلبك يتنفذ فى الحال
عايز إيه يا وحيد مكافأة ليك؟"
عبث وحيد بين خصلات شعره الأشعث يفكر وبعد ثوانٍ معدودة أجاب الجنى" أمير...عايز أبقى أمير "
فكر الجنى ثم عاد ليطالع وحيد قائلاً
أنا ممكن أغيرلك الواقع كله وأعيشك فى الزمن اللى إنتَ عايزه بس بشرط قصاد تحقيق حلمك هتخسر شئ
طالعه وحيد ببلاهةمردداً " مش مهم أخسر إيه " وعبث بين خصلات شعره قائلاً :
تقدر تخلينى أمير زى الروايات الأسطوريةاتجوز أميرة وأبقى أمير احكم مملكة ويبقالى خدم وحشم وسلطان وجاه ودهب وكل شئ تقدر تخلينى كدا ؟
هز الجنى رأسه بالإيجاب قائلاً "هنفذلك حلمك فى الحال بس هتخسر حاجة قصادها يا وحيد"
قاطعه وحيد :"مش مهم أخسر أخسر المهم أبقى أمير أسطورى وقوى "
طالعه الجنى :"طب مش عايز تعرف هتخسر إيه ؟
هز وحيد رأسه بالنفى
" مش عايز أعرفه ...يالا بقى خلينى أمير "
ليكمل الجان "هتبقى أمير بس أمير ظالم وفظ الناس بتكرهك وبتهين كل مملكتك دا شرط دخولك لعالم الأساطير يعنى مش هتبقى زى الأمير الطيب اللى اتجوز السندريلا "
عبث وحيد بين خصلات شعره معلقاً :" طب ليه فظ ما خلينى أمير وسيم وطيب والبنات تجرى ورايا وروش كدا زى شباب اليومين دول ؟"
هز الجان رأسه بالنفى قائلاً "دا شرط ولازم يتنفذ هخليك أمير بس بشروطى ودا مش هتقدر تتحكم فيه شخصية الظلم هتسيطر عليك وهتبقى بشع كمان إلا لو غيرت الواقع بايدك مش بمساعدة من حد وقتها هتعرف إن الواقع أجمل من الخيال وترجع لعالمك الحقيقى تانى "
موافق على شروطى يا وحيد؟"
دون كلمة هز وحيد رأسه بالإيجاب
فأكمل الجان "نفسك تبقى أمير وتتجوز السندريلا مش كدا؟
هز وحيد رأسه ببلاهة بالإيجاب
واختفت الأصوات وساد الظلام............
الأميرة الجميلة
فى قصر من القصور الخيالية ..وسط الغابة البعيدة......حيث البراح الفسيح
البلابل تغرد فوق أغصان الأشجار ....الطيور بشتى أنواعها تحلق وتتغنى العصافير .
الزهور العبقة فوقها الفراشات تتبخترن بتمايل مع الجو الربيعى الأخاذ
الحدائق الغناء والعشب المبلل بقطرات الندى ...البحيرة الصغيرة المطل عليها القصر ....الغابة الفسيحة المظلمة خلف القصر "حيث المجهول دوماً"
تدخل الشمس خجلة من النافذة الزجاجية لتوقظ سندريلا القصر
 ذات الشعر الأشقر ...هيفاء القوام... البشرة الصافية عيون زرقاء
 تململت السندريلا فى نومتها مستمتعة بنسمات الهواء الباردة القادمة من النافذة, فردت ذراعيها بتثاؤب فاتحة عينيها الجميلتين ببطء تجوب سقف الغرفة الملكية جالت بعينيها المكان حتى وقعت عينيها عليه مستلقى يغط فى نومه العميق يطلق صافراته "شخيره" يصم به الأذان ...
 لتطلق صرخة مدوية استيقظ على إثرها الخدم والحراس .......
دخلت الخادمات فزعات جناح الأميرة تلهثن
" مالك يا مولاتى بتصرخى ليه ؟"
بفزع واضطراب ويديها ترتجف أشارت إليه وهى تردد بتلعثم"مين دا..؟"
ابتسمت الخادمات وأشاحن بوجوههن بعيداً
 "دا جوزك يامولاتى "
قطبت جبينها بتعجب متسائلة :
"جوزى ؟ إمتى اتجوزت ؟ أنا مش فاكرة إنى اتجوزت أصلاً ؟"
ابتسمت كبيرة الخدم "اخفضى صوتك يا مولاتى علشان منصحيش الأمير ؟دا الأمير اللى اتجوزتيه إمبارح كان فرحكم الملكى إنتِ مش فاكرة ولا إيه دا الأمير الوسيم اللى اتجوزك إمبارح
لتصرخ الأميرة الجميلة بغضب "لا مش هو ...اللى اتجوزته كان أمير وسيم دا ......
لتقهقه الخادمات وهن يطالعن الأمير فى نومته العجيبه خاصة ذلك الكرش المرتفع والغير متناسق مع تلك الشفاه الغليظة والتجهم حتى بمنامه
زمت الأميرة شفتيها بضيق ملازمة لتقطيب جبينها "أمير معقول البشع دا أمير ؟ وكمان جوزى أنتوا بتهزروا مش كدا؟
على أصواتهن تململ فى نومته ........وفتح عينيه ليرى الخادمات تطالعنه بابتسامة سخرية بينما الأميرة بجوارهن تطالعه بمعالم يعتريها الغضب والضيق .......
لوى فمه بضيق وهو يردد "استغفر الله العظيم على الخلايق اللى عالصبح ."
بتبوصولى كدا ليه منك ليها ؟
إيه شايفين بلياتشوا قدامكم ؟
أما خدم عجيبة والله ........اختفوا من وشى بدل ما تطردوا كلكم يا عالم يا كئيبة .........لم يكد يكمل جملته حتى هرولت الخادمات بسرعة من أمامه وظلت الأميرة مكانها متسمرة لا تعى لشئ مما ترى منذ فتحت عينيها من ذلك الأصلع الثمين؟ بشع الوجه أفطس الأنف من تتذكره "أمير وسيم أنتشلها من ظلم زوجة أبيها ليلة البارحة لا ذاك البشع بجوارها الأن
طالعها غامزاً عينه " وأخيراً شفتك يا قمر أنتِ لوز مقشر على حق يا ناس "
طالعته الأميرة بغضب غير واعية لجملته " أنتَ بتقول إيه ؟ أنا مش فاهمة كلامك
ليرفع شق فمه ساخراً "هو أنا بكلمك عبرى يا وليه أنتِ؟"
وطالعها بتعالى "اعمليلى الشاى مش إنتِ مراتى يبقى اطلب ليه من الخدم ومراتى موجودة انجرى اعمليلى شاى وفطور واوعى تكونى بتعملى الفول مش محوج
والطعمية مقرمشة وسخنة ولعق شفتيه بنهم :
" وفحل بصل أخضر كدا زى عيونك الحلوة دى "
هزت رأسها بالنفى
فقطب جبينه قائلاً" هتقومى تعملى الشاى ولا أنادى المارد وأحبسك فى علبة صفيح وأتجوز واحدة من القمرات اللى كانوا هنا من شوية"
لتقترب الأميرة ناحيته مستفهمه:
يعنى إيه شاى ؟مسمعتش بالاسم دا قبل كدا
تقصد عصير التوت البرى ولا دا نوع من فاكهة الغابة ولا أكلة جديدة من بلاد ما وراء النهر
رفع وحيد حاجبه بضيق " فاكهة الغابة ....... ؟"
لتقترب الأميرة أكثر بدلال "من فضلك متزعلش قلبى ميتحملش أشوف حد زعلان ...وبعدين مارد إيه وحبس إيه أنا أميرةمن جميلات الأساطير يهون عليك تخلى مارد يحبسنى فى علبة ....
طالعها بعجب فأردفت ومن فضلك عزيزى قلى إنتَ مين ؟ وليه الخدم بيقولوا إنك جوزى ؟ وإنك الأمير اللى اتجوزته إمبارح ؟ الأمير كان واحد تانى غيرك .
عبث بين خصلات شعره الاشعث وطالعها
 "أيوا أنا الأمير "
امبارح وأنا راجع البيت طلعلى المارد
وقالى نفسك فى إيه يا وحيد ؟
قلتله نفسى اتجوز سندريلا وأبقى الأمير
غمضت عينى لقيتنى قاعد هنا وكنتى إنتى نايمة عالسرير دا
نمت جنبك وسبت العالم الكئيب اللى كنت عايش فيه وجيتلك يا جميلة يا قمر إنتِ
بتأفف طالعته"يعنى إيه هتفضل طول العمر جوزى ؟" وأمير القصر دا ؟
وضربت بكفيها فوق وجنتيها الحمراوتين:
" يا حظك المنيل يا سندريلا بقى تهربى من مرات أبوكى تقعى فى الأهبل دا وكمان بيشخر "
فطالعها وحيد بتعالى :
"قومى فزى يا وليه جهزيلى الفطار ,لتشوفى الوش التانى"
نهضت الأميرة عن مكانها بتعالى "حسناً إن فُرض عليا كونك زوجى فعليك أن تكون نبيلاً يستحق السندريلا عن جدارة"
طالعها بتعجب "بتتكلمى كدا ليه يا أميرتى ما تتكلمى بالبلدى زينا وخلى البساط أحمدى كدهون "
طالعته باشمئزاز "كيداهون" لو عايز تبقى الأمير يبقى تتكلم بنبل وتعامل الخدم باحترام وتحافظ على وقارك ومتتكلمش كلام خارج كلامك يبقى فى موضعه مفهوم ؟
طالعها بنظرات متفحصة معجبة:
" وماله هعمل كل اللى عايزاه يا أميرتى
 المهم أبقى الأمير " وأبقى جوزك "
.........................................
خرج وحيد من المغسلة الملكية يلف المنشفة حول خصره ليرى الخادم يقف له مطأطأ الرأس يحمل بيده الملابس الملكية
فزع وحيد عند رؤية الرجل وتماسك هادراً :
 "أنتَ واقف هنا ليه ؟ دور وشك يا جدع "
أجابه الخادم باقتطاب "خادمك مولاى وسأتولى تجهيز فخامتك لإرتداء الملابس المناسبة لوجبه الفطور أنا خادمك المسئول عن زى جلالتك
بتعجب وتعالى طالعه وحيد : "ملابس الفطور؟"
إيه الكلام دا يا جدع هو الفطور ليه لبس لوحده والغدا لبس لوحده والخروج لوحده ؟
لا يا عم دا أنا الواقع اللى كنت عايش فيه هو نوعين هدوم الشغل وهدوم البيت وبنام بالفانلة يا عم بقى فى الخيال
"كل مناسبة وكل أكلة ليها لبس وحدها "
ليجيبه الخادم"بلى مولاى "
لم يعلق أكثر وحاول جاهداً أن يرتدى تلك البذلة الرسمية البيضاء الضيقة المناسبة لطعام الفطور
..................................................
بوقارٍ هبط درجات السُلم وكلما قابله حارس أو خادم انحنى له احتراماً بينما وحيد يطالعهم بتعالى وغرور
فتح الحارس باب غرفة الطعام
غرفة ملكية بطراز ملكى فخم خادمات تقف حول المائدة
حول تلك المائدة الملكية تجلس السندريلا بفستانها الزهرى وشعرها الأشقر بحمرة وجنتيها وكرز شفتيها بابتسامة تعتلى محياها طالعته
"صباح الخير مولاى الأمير "
كطاووس شارد حدثها "صباح الفل يا سندريلا ...."
جلس وحيد بوقار ...طالع الطعام على المائدة فحدثها
" فين الفطار يا سندريلا أنتوا جايبن عينات أكل
"فين الفول والطعمية "
طالعته باشمئزاز "توقف وإياك والعودة لطلب تلك الأطعمة أنت أمير والأمراء لا يأكلون سوى الطعام الفاخر المجهز من أفضل طهاة المملكة"
فزم شفتيه :"ممكن تبطلى تتكلمى كدا واتكلمى بالبلدى علشان افهمك متعمليش فيها أميرة بقى
 لتلوى فمها بغضب تطالعه
" احنا اتفقنا هتبقى أمير يليق بالسندريلا جميلة الجميلات ولا إيه؟"
لم يعلق على جملتها فقد وعدها ألا يجادل ويتصرف بنبل وبدأ فى قطم الطعام دون كلمة مردداً بخفوت "فين أيامك يا ماما كنت أتشرط عليكى الشاى برد الفول ناقص ملح وكنتى عن سكات تعملى غيره هما الاميرات كلهم زى كدا ولا أنا غلطان ؟"
مد وحيد يده ليتناول قطعة من تلك الحلوى الشهية الموضوعة أمامه فهدرت به زوجته السندريلا
"توقف ....حلويات ممنوع "
مش شايف جسمك عامل إزاى؟ الأمير لازم يكون رياضى وبعد ما تخلص الفطار هتروح تركب الخيل وتتعلم الرماية أنا مقبلش إن جوزى يكون بالمنظر دا
فهدر بها "ماله منظرى يا ست الأميرة إنتِ؟"
بابتسامة ساخرة أجابته :
 "بص لجسمك فى المرايا وهتعرف الإجابة وتركته ونهضت عن المائدة "
لم يبالى وحيد بسخريتها ونظراتها المتجهمة ومد يده إلى طبق الحلوى يتناوله بنهم
فى تلك الغابة الفسيحة
تهرول بمشيتها ووالدها يستند عليها يتأوه ألماً يلهث
"اصبرى يا بنتى خلينا نقف نرتاح شوية نفسى هيتقطع
لتطالع والدها بشفقة ممزوجة بالحزن:
 "أسفة يا والدى منقدرش نقف الحراس بيدوروا علينا فى كل مكان لو وقفنا ممكن يلاقونا لازم نبعد عن المملكة بسرعة "
ليقاطعها بس احنا من الفجر بنمشى هنا فى الغابة وأنا تعبت أوى يا بنتى خلينا نقف نرتاح
.....................................
فوق جواده كان يتبختر بتعالى فى جولته الصباحية لتعلم الصيد بالغابة عندما لمح شيئاً ما من بعيد فهدر بحراسه "غزالة غزالة أنا شفت غزالة يالا بسرعة" هرول الحراس ناحية ما أشار الأمير وأمسكوا بالغزالة ولكنها لم تكن حيوان بل غزالة بشرية
ترائت له من بعيد فتاة يافعة
أوقفوها أمام جواد الأمير وحيد
طالعها متفحصاً إياها من أعلاها لأمخص قدميها
ضغط فوق شفته السفلى وهويطالعها
" أنتِ مين وإيه اللى مقعدك هنا فى الغابة لوحدك ؟ "
هدرت الفتاة اليافعة لاعنة به "اتركونى أيها الأوغاد"
قهقه وحيد ساخراً "خذوها للقصر , وخلى الجوارى ينضفوها ويجهزوها "
وتابع حراسه وهم يحملونها عنوة ويصعدوها الجواد عائدين القصر يحدث ذاته " أهو دى الغزلات اللى بجد مش السندريلا اللى مبشفش منها غير الوش الخشب , شكلها أحلامك هتتحقق يا وحيد وهتلاقى اللى بتدور عليه مع البنت دى "
.................................................
فى مسائه الأحمر
يستلقى بمنامته الحريريه فوق مقعده الوثير يتابع جاريات قصره تتمايلن له وأخرياتٍ يطعمنه فاكهة الغاب اللذيذة وأخريات تسكبن له الشراب البارد
بتعالٍ أشار لوزيره فاقترب قائلاً: "أمرك مولاى"
دون أن يشيح بعينيه عن جارياته " أخبرنى أيها الوزير ماذا فعلت بذلك العجوز المسمى قمطير هل جلدته كما أمرتك مائة جلدة ؟"
ابتسم الوزير بخبث قائلاً :" بلى مولاى ولكن ......"
رفع الأمير وحيد حاجبه بضيق يطالع الوزير المنتفض ذعراً من تلك التطليعة " عذراً مولاى لم يكن خطأنا التاجر العجوز من حكمت عليه بمائة جلدة بالأمس لأنه خالف أوامركهرب , مساءً هجم رجل ملثم فى غفلة منا وقام بتهريب العجوز وذبح الحراس
دون أن يرف له جفن أشار لحارسه فقدم سريعاً وبجملةٍ مقتطبة
"يُقطع رأس الوزير شمهان لتقصيره فى العمل وينفذ الحكم صباحاً على مرأى ومسمع الجميع "
خذه للسجن الأن
وعاد ليطالع جارياته وتمايلهن فتذكرها فأشار لكبيرة الجاريات لتقترب
"سمعاً وطاعة مولاى الأمير وحيد "
طالعها أمراً :
"احضرى الفتاة التى قدمنا بها من الغابة "
تنحنحت الخادمة معتذرة : "عذراً مولاى تلك الفتاة لن تستطع أن تخاللك الليلة انتظر عدة أيام والليلة سترافقك الجارية وهران
زم شفتيه"حسناً أريدها جاهزة بعد عدة أيام وإلا قطعت رأسك أنتِ وجدان "
......................................
فى غرفة الجوارى تقف تضرب الأرض بقدميها ضيقاً وغضباً
فقد ضحت بذاتها وأظهرت ذاتها للحراس بعد أن خبأت والدها وسط كومة العشب اعتقاداً منها أن الحراس يبحثوا عن والدها لا عنها هى ومن المؤكد سيتركوها ترحل فهى ليست المعنية كما أنها ليلاً كانت ملثمة ولم يلمحها أحد فتلك الشُجاعة أنقذت والدها وذبحت الحراس فى غفلة من باقى الحراس النائمين
..........................
تقف تستشيط غضباً فتحايلها بالمرض لن يثنيها عن ذلك الأمير الوغد طويلاً
كيف الحيلة للخروج من ذلك القصر اللعين والابتعاد عن ذلك الأمير الفظ البشع
.........................
وبالفعل مرت الأيام سريعاً وجاءتها كبيرة الجوارى تتبعها الخادمات
اقتربت منها كبيرة الخدم أمرة :" هيا أيتها الفتاة اذهبى برفقة الخادمات سيجهزنكِ لتقضى ليلتك برفقة الأمير وحيد فأنا أمهلتك أيامك وانقضى الأمر
الليلة سترافقى الأمير وحيد كما أمر
فزعت الفتاة واهتز وجدانها "ماذا أذهب للأمير ,رجاء لا أتوسل إليك ساعدينى لأهرب من هنا رجاءً "
أشاحت كبيرة الخدم ببصرها عنها وأمرت باقى الخادمات "هيا جهزنها "
...........................
بعد ساعات طوال وقد انتصف الليل جُهزت الفتاة مرغمة وساقوها لجناح الأمير وحيد
وقفت بثبات أمامه تطالعه بتحدى
أما ذلك الوحيد البشع طالعها برغبة
" ها قد قدمتِ يا فتاة انتظرتك طويلاً"
لم تجبه وظلت بوقفتها المتحدية الثابتة
أشار لحراسه والخدم بالخروج
أغُلق باب الجناح عليهما
نهض عن مكانه مقترباً منها "هيا يا جميلة الجميلات"
فعزمت على تنفيذ خطتها مهما كلفها الأمر
اقتربت بدلال متصنع حسناً مولاى لنشرب مشروباً بارداً أولاً
انفرجت شفتيه بابتسامة عريضة
كاد ينادى خدمه فوضعت اصبعها الرقيق فوق شفته الغليظة "اسمح لى أن أنول شرف تحضير الشراب لمولاى الأمير الليلة "
هز رأسه ببلاهة بالإيجاب
فاقترب هى من طاولة الشراب وصبته بالكأس ولم تنس أن تقطر من تلك القنينة الصغيرة المخبأة بملابسها بينما هو ملهو بفرحته مستلقياً فوق أريكته الوثيرة التى عاد ليستلقى بها بعد أن ابتعدت الفتاة الجميلة لتحضير الشراب
اقتربت بدلال منه قائلة وبيدها كأس الشراب
مولاى أريد منك شيئاً أولاً
طالعها برغبة "لكِ ما تريدين أيتها الحسناء "
فطالعته "أمر حراسك أن يتركونى أزور جدتى المريضة فى الصباح وقبل مغيب الشمس سأعود إليك مولاى لنقضى ليلة أخرى من ليالى الأساطير الجميلة "
وفى الحال نادى وحيد حارسه وأمره أن يتركها ترحل فى الصباح وألا يعترض طريقها أى من حراس القصر بأى وقت تريد الخروج فلتخرج
أمر حارسه وأشار له بالخروج
فاقتربت هى تناوله الكأس :"فلتشرب المشروب أولاً مولاى وبعدها تبدأ أولى ليالنا الملاح "
................................
بعد أقل من ساعة
كان وحيد المنوم يغط فى سباتٍ عميق غير واعى بالعالم ولا بتلك المحتالة التى وضعت له المنوم بكأس الشراب
خرجت من القصر ولم يعترضها أى من الحراس كما أمر وحيد الأمير
.............................
كفص ملحٍ وذاب اختفت الجميلة وقضى وحيد أياماً يبحث عنها دون جدوى وسريعاً ما استبدلها بمن هى أجمل وأكثر دلال ونسى أمر الحسناء المحتالة
....................................................................
كان الأمير الفظ وحيد يوماً ما بالغابة فوق ظهر جوادة يتبختر كعادته
عندما رأى الجواد ذلك الثعبان الضخم
 فترنح وحيد وسقط من فوق ظهر الحصان
صرخاته المتألمة تملأ المكان فقد التوى كاحله والألم لا يتركه
فهدر بحراسه :
"اقتلوا ذلك الجواد اقتلوه فى الحال "
لم يجد الحراس بد من تنفيذ أوامر أميرهم وبالفعل أطلقوا سهامهم على الجواد المسكين
.................................................
حمله الحراس وعادوا به إلى القصر
عاينه الطبيب وربط له كاحله وغادر
تأوهات وحيد لم تتركه بجانبه الخدم ترعاه
 فطالع إحداهن "روحى نادى الأميرة قلها جوزك بيسأل عنك وقلها اللى حصلى "
ليجيبه الخادم"سيدى الأميرة تستلقى الأن فالأن وقت راحتها وطلبت ألا نزعجها ستمر لتطمئن عليك عقب استيقاظها بإذن الله "
لوى وحيد فمه بضيق "بقى دى أميرة الأحلام اللى الأمير حبها سايبانى تعبان وراحت هى تنام
دا أنا فاكر والدتى لما كان بابا يبقى بس عنده دور برد مكنتش تنام وهى واخدة بالها منه ومراعية طلباته هما الأميرات ليه مش زى ستات الواقع ؟
أنا عايز زوجة جميلة وأميرة بس تهتم بيا وتحسسنى أنى أمير دى حتى مبتغرش من الجوارى اللى كل يوم واحدة فى سريرى
دا أنا فاكر الحوادث اللى كنت بقرأها عن الستات اللى قتلت جوزها لما اتجوز عليها ولا أصحابى وكلامهم عن ستاتهم وغيرتهم الأوفر هما الأميرات ليه مبيغيروش ليه متجيش تقولى مش عايزة ست فى حياتك غيرى
هى باردة زى التلج وتقريباً مبتحسش ولا عندها مشاعر لا غيرة ولا حب ولا زفت
يا ريت يجيلى ننوس دلوقتى وأقوله يغيرلى الأميرة دى بواحدة تانية تسمع كلامى وتغير عليا وتتخانق مع أى ست تفكر تبص لى
فينك يا ننوس اظهر بقى ؟
.............................
 كان يغط بنوم عميق عندما شعر بأنفاسه تتقطع ويكاد يلفظ روحه تلاحقت أنفاسه بسرعة وهو يزيح تلك الوسادة التى تكمم فمه وأنفه بكل قوته حاول إبعادها دون جدوى .
فتح عينه ليجدها تضغط بقوتها تكمم فمه بالوسادة موثقة كفيه وقدميه بالحبال
أطلقت ضحكاتها الساخرة
بقى أنا السندريلا جميلة الجميلات يجوزونى لبشع زيك
موت موت يا وحيد علشان أتجوز أمير يليق بيا مش أنتَ يا واقعى يا جربوع
أنتَ مكانك الواقع مش خيالنا الوردى
موت يا وحيد موت
صوته بالكاد يخرج يتململ يميناً ويساراً
حتى أطلق صرخة مدوية ووالدته بجواره تحاول إيقاظه "فوق يا وحيد يا ابنى فوق اسم الله عليك "
جال المكان بعينيه سريعاً ليرى والدته بجواره وهو مستلقى وبيده ذلك الكتاب الأسطورى الذى اشتراه ظهراً من بائع الكتب على ذلك الرصيف الساخن
تعذبن وعاد يطالع والدته
"ماما دا بجد أنا فعلا فى أوضتى مش فى القصر بتاع سندريلا ؟"
ابتسمت والدته ساخرة "أدى أخرة الكتب اللى غرقان فيها ليل نهار مخك لسع عالأخر وتركته وغادرت الغرفة
فابتسم متعجباً الحمد لله كان حلم مكنش حقيقة
وضع الكتاب فوق مكتبه وذهب لفراشه وغط بنومه
دخلت الأم مطبخها لتعيد كأس الماء لمكانها
فوجدت تلك العلبة الصفيح المثقوبة فتناولتها قائلة "يختى إيه اللى جاب العلبة الصفيح دى هنا ؟"
..........................
تمت
"عايزها سندريلا ...يبقى اشرب بقى"
بسمة محمود أحمد
إلى اللقاء فى مغامرة أخرى

إرسال تعليق

0 تعليقات