قصة قصيرة
رغم نضوجي الجسدي الا ان عقلي تمسك بعالمه الطفولي المسالم بعيدا عن صخب الشباب ومغامراتهم التي كانت كالتوابل تضيف نكهات فريدة لايام حياتهم ، كنت اقف كالمتفرجة بذهول دون ان ادرك مايحدث او ربما كنت اتجاهله عن قصد خوفا من اقتلاعي من جذوري المتشبثة بقاع احلام الطفولة الهادئ ذلك الهروب لم يدوم طويلا فقد كان ظهوره امامي كهبوب الاعصار حاولت جاهدة ان اظل في عالمي الوردي ولكن دون جدوى ،اصبحت فجاة تائهة في بحر الغرام وكأني قد فقدت السيطرة على ذاتي لم تتوقف دقات خافقي عن الهدير فايقظتني من سبات لم اود ان استيقظ منه وها أنا اكتشف انني قد وقعت في شباك العشق دون ان اقاوم.
التقيته صدفة على السلم كالعادة ولكن هذه المرة بدت مختلفة فتوقف يعترض طريقي لبرهة ثم اقترب قليلا مني بينما كنت احني راسي خجلا فمنذ ادراكي لحقيقة مشاعري وانا اتجاهله خوفا من اكتشاف سري، هو جاري الذي يمدحه الجميع لحسن خلقه وسلوكه وانا الفتاة الطفولية التي من المستحيل ان تغرم او تخوض تجارب الحياة كمثيلاتها
- اعشقك حتى وان لم تتقبلي عشقي .
هل اصدق ماسمعه ام انها احلام اليقطة التي اصبحت تلازمني منذ دخولي لعوالم العشق والحيرة فاخترت ان ابقى صامتة دون ان ارد فماذا اقول له ؟!فهناك جدار خوفي من الوقوع في المحظور يقف عائقا بيننا بجبروت فاستطرد بأسف وبنبرة لطيفة
-اعتذر منك،احببت ان اعلمك بمشاعري نحوك واعدك انني لن ازعجك مرة اخرى.
تلك النبرة اللطيفة بها بعض الرجاء لمنعه عن قراره بالانسحاب ولكني لم اجرأ على الحديث ربما حينها ان اجبته بانني اشعر باكثر مما يشعر به نحوي لكنت الان اما لاطفاله فالصمت احيانا ليس علامة الرضا كما يقال فالصمت احيانا هو علامة لحماقتك التي تقودك الى التعاسة في حياتك القادمة.
#مجلة_الشفق
0 تعليقات